يؤثر سلوك الآباء على أبنائهم، خاصة عند حدوث خلافات زوجية أمامهم، وتعتبر الخلافات بين الأزواج أمر طبيعي، لكن عند حدوثها أمام الأطفال، فإنها تترك آثارًا نفسية وسلوكية خطيرة ، وأكدت أستاذة الطب النفسي بجامعة الأزهر الدكتورة شيماء عرفة، أن بناء أسرة صحية نفسيًا يبدأ من الخطوة الأولى في اختيار شريك الحياة، موضحة أن التوافق في القيم والمبادئ والتعليم والمستوى الاجتماعي يعد أساسًا لنجاح العلاقة الزوجية واستقرار المنزل. وشددت الدكتورة شيماء عرفة على أهمية الحفاظ على خصوصية الخلافات الزوجية، ولايصح أن تحدث بين الأبناء للأن ذلك يزيد الأمور تعقيدًا ويضاعف التوتر النفسي داخل الأسرة. اقرأ أيضًا | التعامل مع الخلافات الزوجية في بيت العيلة| عضو بالعالمي للفتوى تجيب وحذرت أستاذة الطب النفسي من مؤشرات الخلل الأسري، مشيرة إلى أن الأطفال يعتبرون المرآة الأولى لأي اضطراب داخل المنزل، وتابعت: إذا لاحظت تراجعًا مفاجئًا في المستوى الدراسي لطفلك، أو رفضه الذهاب إلى المدرسة، أو دخوله في جدال دائم مع أحد الوالدين، فهذه علامات واضحة على وجود توتر نفسي داخل الأسرة، ويبدأ الطفل في التعامل مع والديه كأنهم أعداء. كما نبهت أستاذة الطب النفسي بجامعة الأزهر إلى التأثير النفسي الدائم للطاقة السلبية داخل المنزل، موضحة ان البيوت التي تشهد شجارات دائمة تبث طاقة نفسية سلبية حقيقية، حتى وإن لم يكن هناك مصطلح علمي محدد لذلك، إلا أن أثرها محسوس بوضوح، وسكان هذه البيوت خصوصًا الأطفال يعانون من اضطرابات نفسية مستمرة. وأضافت الدكتورة شيماء عرفة، أن العديد من النساء اللاتي يلجأن للعلاج النفسي بعد الزواج، تكون أساس مشكلاتهن النفسية مرتبطة بتجارب الطفولة، موضحة أن بعض الفتيات كن يحملن مسؤولية أزمات الأسرة منذ الصغر، حتى في مواقف بسيطة مثل طلب الذهاب للحمام أثناء نزهة، والتي كانت تنتهي باللوم وتحميلهن مسؤولية إفساد اليوم بالكامل. اقرأ أيضًا | تؤدي إلى الانفصال.. تأثير «كثرة الخلافات» بين الأزواج واختتمت بالقول حتى الأطباء الكبار يتذكرون مواقف مؤلمة حدثت لهم وهم في سن الثالثة عندما يتشاجر الأهل أمام أطفالهم أو يجعلونهم طرفًا في الصراع، فإنهم يخلقون صدمات نفسية تترسخ في أعماق الطفل وتلازمه مدى الحياة.