رسالة واشنطن - منى العزب قبل بدء الجولة الثانية للمفوضات التي تعقد غدا السبت بين واشنطنوطهران في روما تحتفظ الولاياتالمتحدة بعدد من كروت اللعب تبرز كل واحد منها في الوقت المناسب. اقرأ أيضا: لافروف: روسيا مستعدة لدعم اتفاق نووي يحترم مصالح طهران ورغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معارضته للخطة الإسرائيلية لضرب مواقع إيرانية نووية وهو ما أثار غضب الحليف الإسرائيلي إلا أن الولاياتالمتحدة نشرت في الآونة الأخيرة قاذفات من طراز بي-2 على مقربة من إيران، في إشارة قوية للجمهورية الإسلامية بما قد يحدث لبرنامجها النووي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يحد من نشاطها النووي. وتعد قاذفات بي-2 هي الطائرات الوحيدة القادرة على إسقاط أقوى القنابل الخارقة للتحصينات. وبعد أسبوع من الجولة الأولى التي عقدت في عمان السبت الماضي، تأتي الجولة الثانية من المفاوضات التي تعد الأعلى مستوى بين طهرانوواشنطن في الملف النووي، منذ انهيار اتفاق عام 2015 خلال الولاية الأولي للرئيس ترامب 2018. وأعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن على أوروبا أن تقرر ما إذا كانت مستعدة لإعادة فرض العقوبات على إيران، عندما يتضح أنها على وشك تطوير سلاح نووي. وقال روبيو، متحدثاً من باريس بعد اجتماعه مع قادة أوروبيين: يتعين على الأوروبيين اتخاذ قرار، لأنني أعتقد أنه ينبغي علينا جميعاً توقع أنهم على وشك تلقي تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بأن إيران ليست بعيدة عن الالتزام فحسب، بل إنها قريبة بشكل خطير من امتلاك سلاح، وأقرب من أي وقت مضى. أشار إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى حلّ سلمي مع إيران، لكنها لن تتسامح أبداً مع تطويرها سلاحاً نووياً. وقبل ساعات من بدء الجولة الثانية، اجتمع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مع وزير إسرائيلي ومدير الموساد بشأن إيران. وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها أن إسرائيل كانت على وشك شن هجمات على مواقع نووية إيرانية في مايو المقبل، لولا أن ترامب رفض الخطة، مفضلاً منح فرصة للمفاوضات، بعد انقسام داخل إدارته بشأن كيفية التعامل مع طموحات إيران لبناء قنبلة نووية والسعي لتأخير قدرة طهران على تطوير سلاح نووي لمدة عام أو أكثر. ووفق الصحيفة فإن جميع الخطط كانت ستتطلب مساعدة أميركية لإسرائيل ليس فقط للدفاع عنها ضد الانتقام الإيراني، ولكن لضمان نجاح الهجوم الإسرائيلي، وهو ما كان سيجعل الولاياتالمتحدة جزءا أساسيا في الهجوم نفسه. وبعد أشهر من الجدل الداخلي، اتخذ ترامب قراراً بالسعي إلى التفاوض مع إيران بدلاً من دعم العمل العسكري. وعقدت الولاياتالمتحدةوإيران محادثات في سلطنة عمان، السبت الماضي، وذلك للمرة الأولى خلال تولي ترامب للرئاسة، بما في ذلك خلال ولايته الأولى. واستخدم الرئيس ترامب أسلوبه المعتاد في الضغظ على غريمه قبل المواجهة وأرسل رسالة إلى طهران عبر دولة الإمارات العربية المتحدة، يحث فيها القيادة الإيرانية على التفاوض، وإن كانت تحوي قدرا من التهديد والوعيد. ويأتي سعى ترامب إلى التفاوض على قيود نووية جديدة في الوقت الذي قال فيه إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف. وأكد ترامب إنه ليس في عجلة من أمره بشأن القيام بعمل عسكري ضد منشآت نووية إيرانية، وأن إيران لديها فرصة لأن تصبح دولة عظيمة. وأضاف أن هذا الاتفاق يعد الخيار الأول أما اذا كان هناك خيار ثانٍ، فسوف يكون سيء للغاية لإيران، وأعتقد أنّ إيران ترغب في الحوار. ومن جانبها أطلقت إسرائيل تهديدات مماثلة. وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس "ان إيران معرضة أكثر من أي وقت مضى لقصف منشآتها النووية. ولدينا الفرصة لتحقيق هدفنا الأهم وهو إنهاء التهديد الوجودي لدولة إسرائيل ومحوه". وخلافاً لتوقعات الإسرائيليين، فقد أسر الرئيس الأميركي إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال زيارته البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر، بأن واشنطن لن تدعم خطة الهجوم. ومن جانبه شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، وأصدر مكتبه بيانا أكد فيه أن رئيس الوزراء قاد عمليات علنية وسرية عدة في المعركة ضد البرنامج النووي الإيراني، لولاها لكانت إيران تمتلك ترسانة نووية. وقد أخرت هذه العمليات البرنامج النووي الإيراني لما يقرب من عقد من الزمن. وكان ترامب قد استغل اجتماعه مع نتنياهو في المكتب البيضاوي للإعلان عن أن الولاياتالمتحدة بدأت محادثات مع إيران، وهو ما أثار غضب الحليف السياسي. وتسعى الولاياتالمتحدةوإيران، اللتان انقطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ الثورة الإيرانية قبل أكثر من 40 عاماً، إلى إبرام اتفاق نووي جديد، بعد انسحاب ترامب من اتفاقٍ أول خلال فترة ولايته الأولى، حيث رأى ترامب وحليفه الإسرائيلي آنذاك أن ذلك الاتفاق أعطى طهران ميزات اقتصادية برفع العقوبات عنها، ما عزّز نفوذها وقوتها في الإقليم، وتحالفاتها السياسية، ودعمها لأصدقائها في العراق، وسوريا ولبنان، وفلسطين، الأمر الذي كانت تنظر له تل أبيب بقلق، خاصة مع تنامي حزب الله في لبنان. أما الآن وبعد التغيرات السياسية في المنظقة فربما يرى الطرفان أن هناك نقاظ إلتقاء لبعض مصالحهم السياسية تنهي خصومة امتدت لأكثر من 40 عاما.