يُشكل معهد اللغات التابع للقوات المسلحة ركيزة أساسية لتأهيل الكوادر العسكرية والمدنية على حد سواء، حيث يساهم فى تعزيز مهارات اللغة والتواصل، ما يعكس التزام القوات المسلحة بتطوير الأفراد ورفع كفاءتهم من خلال التعليم المستمر والتكنولوجيا الحديثة. ويأتى المعهد فى طليعة المؤسسات التعليمية التى تسهم فى بناء جيل من الأفراد العسكريين القادرين على مواجهة التحديات العالمية، فضلا عن العديد من الخدمات المحورية التى يقدمها إلى المدنيين. اقر أ أيضًا | معهد اللغات للقوات المسلحة يوقع عقد اتفاق مع محافظة الدقهلية أوضح العميد تيسير محمد العطار مدير معهد اللغات للقوات المسلحة فى تصريحات خاصة ل«أخبار اليوم» أن المعهد يُعد أحد المؤسسات التعليمية الرائدة التى تسهم فى تعزيز قدرات الأفراد العسكريين والمدنيين من خلال تعليم اللغات الأجنبية المتعددة، ويهدف إلى تلبية احتياجات القوات المسلحة فى التواصل الفعال مع الدول الأخرى، خاصة فى ظل التحديات العالمية الراهنة، مشيرًا إلى أن المعهد يتميز بعدة إمكانات تسهم فى تأهيل الأفراد فى مجالات اللغات الأجنبية، من بينها استخدام البرامج التعليمية المتخصصة التى تشمل مجموعة واسعة من اللغات والتدريب على مهارات اللغة، حيث يركز على تطوير المهارات الأساسية، مثل الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة. كادر مؤهل وذكر العميد تيسير العطار أن معهد اللغات للقوات المسلحة يضم كادرا مؤهلا من المدرسين الذين يتمتعون بالخبرة والكفاءة فى تدريس اللغات، كما أن المعهد يستخدم تقنيات حديثة فى التعليم، مثل المختبرات اللغوية والوسائط المتعددة لتعزيز تجربة التعلم، ويعمل على تقديم خدماته على أحدث الطرق من خلال المنصات المتميزة التى ستطلق قريبًا، موضحًا أن المعهد يقوم بتدريس (17) لغة من مختلف اللغات الرئيسية فى العالم بداية من اللغة العربية للناطقين بغيرها سواء الفصحى أو العامية المصرية، وكذلك اللغات الأوربية كالإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية، ولغات أخرى مثل اللغة «السواحيلية» التى تعتبر اللغة الرسمية فى بعض دول إفريقيا، إلى جانب الروسية والصينية واليابانية والفارسية والعبرية وغيرها، وهو ما يجعل المعهد أحد المعاهد المتفردة على مستوى العالم، حيث يقوم بتدريس عدد كبير من اللغات باحترافية وبأفضل مستوى من الجودة. وقد برزت أهمية تعلم اللغات انطلاقاً من إيمان القيادة العامة للقوات المسلحة بأهمية تعدد مصادر السلاح الذى كان عاملاً هاماً للتفوق فى المعارك، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس معهد اللغات بهدف تعليم وتأهيل الضباط فى اللغات المختلفة، بالإضافة إلى رفع الوعى بثقافات الدول التى سيتم إيفادهم إليها من مختلف أفرع القوات المسلحة والتخصصات المختلفة، سواء للتدريب أو التعاقد على الأسلحة، وقد أنشئ المعهد فى الثمانينيات بمنطقة كوبرى القبة بالقاهرة بنواة قوية تمثلت فى جناح اللغة الانجليزية الذى انضم إليه سريعاً جناح اللغة الفرنسية ثم اللغة العبرية ليستمر معهد اللغات فى النمو السريع والراسخ ويعضد كيانه بمزيد من اللغات، حتى أصبح يضُم ستة عشر جناحاً لست عشرة لغة من اللغات الأوروبية والآسيوية والشرقية وحتى الإفريقية، وهى: (اللغة العربية لغير الناطقين بها - اللغة الانجليزية - اللغة الفرنسية - اللغة الألمانية - اللغة الإيطالية - اللغة الإسبانية - اللغة التركية - اللغة الروسية - اللغة اليونانية - اللغة الكورية - اللغة الصينية - اللغة اليابانية - اللغة الأردية - اللغة السواحيلية- اللغة الفارسية - اللغة الهندية - اللغة العبرية) ليصبح بذلك واحداً من أكفأ المنشآت التعليمية التى تقدم خدمات للتعليم والترجمة للغات المختلفة باحتراف واقتدار. ومع مرور الوقت، امتدت جذور المعهد لتُرسخ هذا الصرح الأكاديمى العريق عن طريق امتداد أفرعه التى أصبحت تغطى جميع أنحاء الجمهورية فى محافظات (الجيزة - الإسكندرية - الإسماعيلية - السويس - مرسى مطروح - أسيوط) حتى يستقبل الدارسين العسكريين والمدنيين من أبناء تلك المحافظات إلى جانب المحافظات المجاورة، من أجل نشر العلم وتذليل الصعاب على أبناء الوطن فى عملية تعلم اللغات المختلفة. جودة التعليم وواصل العميد تيسير العطار مدير المعهد حديثه، قائلًا: إن المعهد يسعى إلى تطوير مهارات المعلمين من خلال دورات تدريبية مستمرة تواكب أحدث أساليب التعليم، إذ أننا نولى أهمية كبيرة لجودة التعليم، ويتم اختيار المدربين بعناية، حيث يجب أن يكون لديهم مؤهلات أكاديمية وخبرة فى تدريس اللغات. كما نقوم بتدريبهم بشكل مستمر على أساليب التدريس الحديثة وتقنيات التعليم، ولدينا أعضاء من هيئة التدريس عسكريين يعملون كمعلمى لغة بالمعهد، وقد حرصت القيادة العامة للقوات المسلحة على تأهيلهم عن طريق ايفادهم إلى دول العالم المختلفة الناطقة باللغات الأصلية، وذلك بهدف تعزيز إتقان اللغة والتعرف على الثقافة الخاصة باللغة عن طريق التعامل الفعلى مع أهل اللغة، لأن الثقافة هى جزء لا يتجزأ من اللغة، إلى جانب الاستفادة من أحدث أساليب التعليم والتدريس فى هذه المؤسسات الدولية؛ مما يسهم بشكل مباشر فى نقل ومواكبة أساليب التعليم الحديثة المتبعة عالمياً. وأضاف العميد العطار أن المعهد يضم أيضًا أعضاء هيئة تدريس من المدنيين، حيث يلتحق بالمعهد خريجى كليات اللغات للعمل فى مجال التدريس والترجمة، ولكن يحرص المعهد قبل ضم أى من الأعضاء الجدد إلى هيئته على أن ينال المعلم قسطاً كافيًا ووافيًا من التدريب الراقي، عملاً بمبدأ الحفاظ على جودة التعليم، حيث يتقدم الراغبون فى العمل للحصول على دبلوم التدريس الخاصة بمعهد اللغات (MTD) بعد أن يجتازوا عددًا من الاختبارات الدقيقة للتحقق من قدرتهم على تلقى التدريب، ثم يتكاتف فريق من أقدم المعلمين بالمعهد لتقديم برنامج تدريب مكثف وقوى عملياً ونظرياً. وتابع العطار قائلًا: لدينا شراكات مع عدة مؤسسات تعليمية محلية ودولية، وهذه الشراكات تتيح لنا تبادل المعرفة والخبرات، وتساعد فى تطوير المناهج الدراسية لتتناسب مع الاحتياجات المتغيرة، ونطمح إلى أن نكون رائدين فى تعليم اللغات داخل المنطقة، ونسعى لتوسيع البرامج المقدمة وتبنى تقنيات تعليمية جديدة. كما نهدف إلى تعزيز التعاون مع الوزارات والمحافظات المتعددة لتلبية احتياجاتهم اللغوية بشكل أفضل. أسعار مدعمة ولفت إلى أن أسعار الدورات بالمعهد لا تُقارن بالأسعار التى تقدمها المنشآت التعليمية المماثلة، حيث إن سعر الدورات بالمعهد أقل من باقى الجهات التعليمية المماثلة بأسعار تنافسية، وهذا لا يعنى أن المستوى التعليمى لدينا أقل من تلك المؤسسات التعليمية الأخرى، ولكن المعهد بصفته مؤسسة خدمية فى المقام الأول لا تحصل سوى على «التكلفة» الفعلية، ولا تسعى نحو تحقيق الربحية من عقد تلك الدورات، وذلك حرصاً من القيادة العامة للقوات المسلحة على المساهمة فى رفع العبء عن كاهل الأسر المصرية، علاوة على ذلك، فإننا نقدم عدد ساعات دراسية ونوفر الكتب الدراسية لجميع الدارسين بأسعار مدعمة تقل عن سعر المكتبات الخارجية. وأشار مدير معهد اللغات للقوات المسلحة إلى أن المعهد يقدم دورات اللغة العربية ولكنها مخصصة للأجانب، خصوصًا الملحقين العسكريين الأجانب، وأعضاء البعثات الدبلوماسية الأجنبية المتواجدة فى مصر وغيرهم من الأجانب الذين يريدون تعلم اللغة العربية. وأكد أن المعهد بدأ مؤخراً فى تقديم العديد من الدورات الجديدة لأول مرة، مثل دورات لتعليم اللغات لذوى الاحتياجات الخاصة من فاقدى وضعاف البصر، كما نُدرِّس دورات ترجمة تخصصية جديدة، وكذلك دورات براعم المستقبل، التى تختص بتدريس اللغة الإنجليزية للأطفال من عمر (4 - 5) سنوات، ودورات التدريس لمن يعانون اضطراب فرط الحركة وتشتت للانتباه. خدمات متعددة وأضاف العميد العطار أنه جانب الخدمات التعليمية التى يقدمها معهد اللغات للقوات المسلحة يقوم المعهد بتقديم خدمات الترجمة التحريرية والفورية والتتبعية؛ حيث يلعب المعهد دوراً هاماً فى بناء جسور التواصل بين القوات المسلحة المصرية ونظائرها بمختلف الدول بأنحاء العالم عن طريق الضباط المترجمين الفوريين الذين يعتبرون اللسان الناطق للقوات المسلحة المصرية فى كافة المحافل الدولية، كما يقوم مترجمو معهد اللغات للقوات المسلحة بتغطية أعمال الترجمة فى كل المؤتمرات والمعارض الدولية، التى تشارك بها القوات المسلحة، بالإضافة إلى الأفلام والمواد المسموعة والمرئية التى تنتجها إدارة الشئون المعنوية، فضلا عن ترجمة الشهادات العلمية بكل أنواعها من وإلى العربية بكل اللغات، وترجمة الرسائل العلمية ومراجعتها وتدقيقها لغوياً، وترجمة الوثائق الشخصية وأوراق الاعتماد، وترجمة الكتب والأوراق البحثية، وترجمة العقود التجارية والقانونية.