كانت قمة العبقرية فى التنظيم، أن يختتم ماكرون زيارته من سيناء، وبالتحديد من مدينة العريش من خان الخليلى، للمتحف المصرى الكبير ، ومن شارع المعز، لمدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية ، ومن د.أحمد الطيب بمشيخة الأزهر، إلى البابا تواضروس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية «هى دى مصر» ، كما شاهدها ماكرون، زيارة صداقة إنسانية شعبية ، قبل أن تكون زيارة رسمية زيارة تم ترتيبها بمنتهى الذكاء لتحمل رسائل واضحة للعالم كله، رسائل أبرزت صورة مصر كدولة عريقة تدمج الأصالة بالمعاصرة، دولة تحترم المواطنة ، وتحتضن الجميع، تحت مظلة التسامح والتعايش، رسائل أكدت للعالم بدون كلمات ولا خطب ، أن مصر ليست فقط ماضى عريق وحضارة عظيمة،بل دولة تبنى وتطور، وتستعد للمستقبل. وأن مصر التى تتمسك بأصالة الخان وتراث المعز ، تعمل أيضا للحاضر والمستقبل.. تنافس العالم بالتطور المعمارى والثقافى التكنولوجى فى العاصمة الإدارية، وتستعد للمستقبل ، بابتكارات وعقول الشباب ، إعجاب ماكرون بمصر الأصالة والمعاصرة ، جعله يعلن بفخر من قلب جامعة القاهرة عن دعمه للتعاون الأكاديمى والبحثى بين مصر وفرنسا بأكثر من 40 اتفاقية خلال الفترة القادمة. من أقوى محطات الزيارة أيضاً ، استقبال ماكرون فى المؤسستين الدينيتين الأكبر فى مصر (الأزهر والكاتدرائية)، فى رسالة أخرى تؤكد للعالم أن مصر دولة مواطنة ، تحترم التنوع ، وتحتضن الجميع، وتلعب دورا مهما فى ملف الحوار بين الأديان والحضارات ،وهو الملف الذى تدعمه فرنسا، وخاصة مع تصاعد التطرف فى أوروبا، وهو ما يجعل مصر جديرة باحترام وتعاون ودعم دولى أوسع. وامتداداً للذكاء الدبلوماسى المصرى، تضمن جدول الزيارة قمة ثلاثية جمعت الرئيس السيسى والملك عبد الله وماكرون ،أجرى خلالها القادة الثلاثة اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركى ترامب ناقشوا فيه التطورات فى غزة، وربما ليس صدفة أن يأتى توقيت الاتصال فى اليوم الذى يستقبل فيه ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلى فى البيت الأبيض. وكانت قمة العبقرية فى التنظيم، أن يختتم ماكرون زيارته من سيناء، وبالتحديد من مدينة العريش القريبة من رفح ،ليوقع ماكرون باسمه على إحدى صناديق مساعدات الإغاثة التابعة للهلال الأحمر المصري، فى رسالة انسانية تؤكد دعمه لأهالى غزة ، تأكيدا لموقف فرنسا تجاه القضية الفلسطينية وتضامنها مع مصر ضد التهجير. زيارة ماكرون لمصر «درس» فى فن الدبلوماسية الرمزية، أدارته مصر باقتدار .