الأمر يحتاج إلى سرعة ضبط من أقدم على تلك الأفعال غير المسئولة حادثة الطفلة التى فقدت عينها أثناء عبور القطار بالقرب من المنوفية، بسبب قيام بعض الصبية برشقه بالحجارة تدمى القلوب، لبشاعة الجريمة التى تنم عن خسة وندالة، وقلة أدب، وسوء تربية وسلوك، صحيح جاءت من صبية على الأرجح، ولكنها فى معناها تؤكد أن السلوكيات غير سوية، وأن هناك انعداماً للتربية سواء فى البيت أو المدرسة، وانعدام التوعية والنصيحة فى المساجد والكتاتيب، الواقعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وأنا شخصياً شاهدت بنفسى منذ عامين، وفى نفس المنطقة، واقعة مشابهة عندما رشق بعض الصبية وهم يتراقصون بالقرب من قويسنا قطار التالجو، وأنا فى طريقى للإسكندرية لواجب عزاء، وانهارت على زجاج القطار كمية من الحجارة كسرت النافذة، ولولا أنها قوية لنفذت إلى داخل القطار وأصابت الجالسين، وكتبت عن الواقعة هنا فى نفس المكان، ولكن مع الأسف السكة الحديد نفسها نفت أن يكون هناك أى شيء قد حدث، مما أصابنى بالدهشة، لولا أن الداخلية حققت فى الموضوع، وطلبت حضورى بناء على ما نشر عن طريق مكتب الوزير، وأحضرت الفيديو الخاص بالرحلة، والمسجل من داخل القطار - وأعتقد كل القطارات بها نفس الكاميرات الداخلية - وأنا أقف وأشاهد مع الركاب آثار كسر الزجاج؟، ولم أستطع أن أبرر لماذا نفت الواقعة التى كنت شاهداً عليها؟، وأعتقد أن هذا النفى قد يكون أحد أسباب الإهمال الذى يدفع لتكرار الواقعة مع الأسف، المنطقة معروفة، ولما تحدثت وأنا عائد للقاهرة مع بعض مفتشى القطارات، أكدوا أن الأمر يتكرر، وأن هناك مناطق فى الصعيد أشد وطأة فى قذف الحجارة على القطارات من الوجه البحرى، خاصة على القطارات الجديدة، والخسارة قطعاً بالملايين، وكم أصيب سائقون وركاب، ولكن لم تتوقف الظاهرة التى تتعلق بسلوكيات خطيرة يدفع الكل ثمنها، ما ذنب الطفلة التى ستعيش باقى عمرها بعاهة مستديمة؟، وما ذنب أى سائق يتعرض للإصابة وهو يقود القطار، وذلك شيء فى منتهى الخطورة؟، ومن غيرنا يتحمل الخسائر المادية التى تشكل عبئاً فوق الأعباء؟، الأمر يحتاج إلى سرعة ضبط من أقدم على تلك الأفعال غير المسئولة، وإذا كانوا أطفالاً فيجب أن تحاسب أسرهم، ولا نكتفى بأن نسلم الطفل لأهله، وكتابة تعهد على الأب بحسن رعايته، يجب أن نلزم الأسر إلى جانب علاج السلوكيات بغرامات إصلاح التلفيات، وأمام القانون يجب أن تكون هناك محاكمات، حتى ولو لهؤلاء القصَّر، لأنه بدون ذلك تصبح الدنيا فوضى، فعندما يشعر الأب الذى لم يرعَ حسن تربية ابنه، أنه يمكن أن يقضى ابنه جزءاً من عمره فى إصلاحية، قطعاً سيفكر ألف مرة فى الأمر. أما السكك الحديدية فلها دور فى عملية القضاء على الظاهرة، واقترحنا أن يتم تزويد القطارات بكاميرا خارجية، ترصد على طول الرحلة ما يحدث، وتحدد الأماكن بدقة، أعتقد أن التكلفة قد تقارب ما يتم صرفه على إصلاح التلفيات التى يتسبب فيها قذف الحجارة، أو أقل، هناك مناطق على خطوط القطارات قبلى وبحرى تتطلب أن تقام أسوار لعزل الحركة، وهذا تم ويتم فعلاً، ولكن قد يقول قائل إن الأمر مكلف، ولكن قد يكون ذلك هو الحل. تقويم السلوكيات هو البداية، وضبط المخالفين والمحاكم والغرامات هى السبيل الحاضر لوقف تلك الاعتداءات القاتلة. يجب أن نكثف التوعية، وكفانا سوء السلوك.