الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى معرض دبى الدولى للطيران    جامعة بنها ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى مصر بتصنيف كيواس للتنمية المستدامة    ارتفاع أسعار الذهب في آسيا مع تصاعد المخاوف من الإنفاق المالي والتقلبات في الأسواق العالمية    خلال جولته الترويجية بفرنسا.. رئيس اقتصادية قناة السويس يشارك في مؤتمر طموح أفريقيا    المشاط تبحث توسيع نطاق برنامج مبادلة الديون من أجل التنمية مع نظيرتها الألمانية    الحكومة: تسليم 265 كيلو ذهب بقيمة 1.65 مليار جنيه للبنك المركزي.. رسالة جديدة لدعم الاقتصاد الوطني    19 نوفمبر 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    التضخم في بريطانيا يتراجع لأول مرة منذ 7 أشهر    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لمجلس إدارة صندوق حماية البيئة    تداول 97 ألف طن و854 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    زيلينسكي في تركيا.. محادثات تغيب عنها روسيا بهدف إنهاء حرب أوكرانيا    زيلينسكي: روسيا أطلقت أكثر من 470 مسيرة و48 صاروخًا على أوكرانيا    الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى فعاليات معرض دبى الدولى للطيران 2025    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    رئيس القابضة لمصر للطيران في زيارة تفقدية لطائرة Boeing 777X    صلاح ينافس على جائزتين في جلوب سوكر 2025    حبس عاطل عثر بحوزته على ربع كيلو هيروين في العمرانية    أخبار الطقس في الكويت.. أجواء معتدلة خلال النهار ورياح نشطة    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    الحبس 15 يوما لربة منزل على ذمة التحقيق فى قتلها زوجها بالإسكندرية    المايسترو هاني فرحات أول الداعمين لإحتفالية مصر مفتاح الحياة    6 مطالب برلمانية لحماية الآثار المصرية ومنع محاولات سرقتها    معرض «رمسيس وذهب الفراعنة».. فخر المصريين في طوكيو    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال تطوير مستشفى طلخا المركزي وإنشاء فرع جديد لعيادة التأمين الصحي    أفضل مشروبات طبيعية لرفع المناعة للأسرة، وصفات بسيطة تعزز الصحة طوال العام    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    بعد غد.. انطلاق تصويت المصريين بالخارج في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    وزير الري يؤكد استعداد مصر للتعاون مع فرنسا في تحلية المياه لأغراض الزراعة    الإسكندرية تترقب باقي نوة المكنسة بدءا من 22 نوفمبر.. والشبورة تغلق الطريق الصحراوي    مصرع 3 شباب فى حادث تصادم بالشرقية    بولندا تستأنف عملياتها في مطارين شرق البلاد    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    اليوم.. أنظار إفريقيا تتجه إلى الرباط لمتابعة حفل جوائز "كاف 2025"    هنا الزاهد توجه رسالة دعم لصديقها الفنان تامر حسني    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    موعد مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدوري أبطال أفريقيا.. والقنوات الناقلة    تنمية متكاملة للشباب    الصحة: «ماربورج» ينتقل عبر خفافيش الفاكهة.. ومصر خالية تماما من الفيروس    صحة البحر الأحمر تنظم قافلة طبية مجانية شاملة بقرية النصر بسفاجا لمدة يومين    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    بحضور ماسك ورونالدو، ترامب يقيم عشاء رسميا لولي العهد السعودي (فيديو)    زيورخ السويسري يكشف حقيقة المفاوضات مع محمد السيد    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    فضيحة الفساد في كييف تُسقط محادثات ويتكوف ويرماك في تركيا    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رشق القطارات بالحجارة| كشف خريطة «مناطق الخطر».. و10 محافظات تتصدر القائمة

لم تكن تمتلك سوى عينين صغيرتين ترى بهما العالم، بعد أن سلب منها المرض قدرتها على الحركة وترك لها أملًا صغيرًا في الشفاء .. فتاة بريئة لم تكمل عامها الثالث عشر، كانت تحمل في جسدها مرضًا ثقيلًا، وفِي قلبها صبرًا كبيرًا، لا تمشي، لا تتكلم، لكنها تفهم جيدًا معنى التحدي الذي يبقيها على قيد الحياة.. إيمان محمد، التي كانت فى طريق عودتها برفقة والدها من جلسة علاجية بمستشفى في شبين الكوم في رحلة شهرية للحفاظ على حياتها، نتيجة إصابتها بفشل في النخاع العظمى.. رحلة عبر القطار تقطع فيها قرى محافظات المنوفية كعادتها، إلا أن يوم الجمعة 28 مارس الماضي، انتفض جسدها فجأة بحجر هشم نافذة القطار وارتطم برأسها.. لحظة واحدة كانت كافية لتنكسر جمجمتها، وينطفئ نور عينها اليمنى إلى الأبد.. هذا مشهد واحد من سيناريو متكرر للعبة «الأحجار القاتلة»، التي تُهدِّد أمان القطارات وتضعها فى مرمى الأخطار.
◄ 17 مليون جنيه تكبدتها «السكة الحديد» لصيانة النوافذ العام الماضي
تحوّلت مأساة الطفلة «إيمان» إلى صورة موجعة لظاهرة متكررة، وهى رشق القطارات بالحجارة، من قبل أطفال ومراهقين، لا يتعدى عمرهم 15 عامًا، اتخذوا الحجر لعبة عبثية والقطار هدفًا لمِزاحهم القاتل، جاهلين بالمخاطر والخسائر التي يتسببون بها، وأسر أهملت تربية أولادها وتوعيتهم بهذا السلوك المميت، ليجدوا فلذات أكبادهم مجرمين أمام القانون وأعمارهم لا تتجاوز 15 عامًا، مثلما حدث مع المتهمين فى واقعة الطفلة «إيمان»، عقب القبض عليهم ووضعهم فى دار رعاية وحبسهم على ذمة التحقيقات.
◄ خسائر فادحة
قصة الطفلة إيمان، ليست مجرد خبر عابر، بل مرآة لواقع مؤلم تعيشه رحلات قطارات السكة الحديد يوميًا، التى تعود إلى مراكز صيانتها بنوافذ وأبواب مُحطمة وتلفيات يومية نتيجة رشقها بالحجارة وتكون الرحلة الأكثر حظًا التى لا يُصاب بها السائق أو الركاب.. الأرقام التى انفردت بها «الأخبار» تكشف حجم المأساة، حيث تكبدت الهيئة القومية لسكك حديد مصر، خسائر ب 17 مليون جنيه العام الماضي، خسائر مباشرة نتيجة تحطيم الألواح الزجاجية للنوافذ والأبواب، حيث تتراوح تكلفة لوح الزجاج الواحد من ألف إلى 5 آلاف جنيه، حسب نوع الزجاج وموقعه بالقطار.
التكلفة المادية ليست الخسارة الوحيدة، فعملية تركيب لوح زجاج جديد تستغرق ساعة كاملة، ما يؤدى إلى تأخير القطارات وتعطل الحركة، بالإضافة إلى مخاطر إصابة الركاب والسائقين، وبعضهم فقد حياته نتيجة تلك الظاهرة، إضافة إلى الأثر السلبى على حركة السياحة، بسبب فُقدان الثقة فى وسائل النقل العامة.
◄ مناطق الخطر
قامت «الأخبار» باستقصاء حول الظاهرة والحوادث السابقة وأماكنها الجغرافية، ووَثَّقت المعلومات من خلال الهيئة القومية للسكك حديد مصر، لتكشف خارطة «رشق القطارات» بوجود 15 منطقة خطرة فى 10 محافظات، تعد الأكثر اعتداءً على القطارات بالحجارة، وليس من المفاجئ أن قرية السنابسة بمحافظة المنوفية، والتى أصيبت بها الطفلة إيمان، بالإضافة إلى مركز بركة السبع.. كما ضمت تلك النقاط الخطرة منطقة الشرابية بمحافظة القاهرة، وشبين القناطر وبنها بالقليوبية، وقرية البقلية والسنبلاوين بالدقهلية، ومدينة طنطا بالغربية، ومركز بيلا بكفر الشيخ، ومنطقتى أبيس وسيدى جابر بالإسكندرية، بالإضافة إلى نقاط خطرة بخط قبلى، وهى أبوتشت وفرشوط بمحافظة قنا، وصدفة بأسيوط، وطهطا بسوهاج.
◄ إجراءات تأمين
واتخذت وزارة النقل، ممثلة فى هيئة السكة الحديد، العديد من الإجراءات لتأمين مسير القطارات، أبرزها تزويد القطارات الجديدة بمنظومة كاميرات مراقبة خارج الجرار، والتى تمكن من تصوير الوقائع ورصد المتهمين وضبطهم، وهو ما حدث فى العديد من حوادث رشق القطارات، وآخرها حادث الطفلة إيمان، إلا أن استراتيجية وزارة النقل، تحت قيادة الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والنقل، تضع فى أولوياتها منع الظاهرة من المنبع، وليس فقط ضبط الجُناة الذين هم أطفال لا يتعدى أعمارهم 15 عامًا.
◄ التوعية
العديد من المبادرات، نفذتها وزارة النقل للتوعية بمخاطر ظاهرة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة، وأكدت ضرورة المشاركة الفَعَّالة من كافة طوائف المجتمع فى التصدى لهذه الظاهرة الخطيرة، وتوعية الأطفال بمخاطرها السلبية، التى تتسبب فى تعريض حياة الركاب وسائقى القطارات للخطر، وتعطيل مسير القطارات وإلحاق أضرار بها، والتى يتم بعد ذلك إصلاحها من ميزانية السكك الحديدية، مما يشكل عبئًا على تلك الميزانية.
وأضافت أن تلك الظاهرة سلبية خطيرة تتسبب فى تعريض المواطنين للخطر والإضرار بجرارات وعربات القطارات المملوكة للشعب وتعطيل مسير القطارات، وطالبت المواطنين بمشاركتها في حماية مرفق السكة الحديد الذى يخدم ملايين الركاب يوميًا.
وأكدت الهيئة القومية لسكك حديد مصر، أنها تقوم بالعديد من الجهود لمواجهة ظاهرة رشق القطارات بالحجارة، حيث قامت بحصر أكثر الأماكن المتضررة من الظاهرة، وتم عقد ندوات للتوعية بالتنسيق مع المدارس والمجالس المحلية، والاستعانة برجال الدين من الأوقاف والكنيسة.
وأضافت أنه تم مراجعة الحالات الأمنية والبلاغات الواردة من المناطق بالأماكن الأكثر عُرضة لرشق القطارات بالحجارة، بالإضافة إلى عمل استطلاع لأماكن رشق القطارات، بُناءً على معلومات من الإدارة المركزية للرقابة على التشغيل، وأشارت إلى التوعية عن تلك الظاهرة من خلال الصفحات الرسمية لوزارة النقل وهيئة السكك الحديدية وعبر الوسائل الإعلامية المختلفة.
وأوضحت أنه تم إجراء زيارات ميدانية لطلاب المدارس للمحطات الرئيسية بالمحافظات، وإلقاء ندوة توعية والتعريف بأهمية مرفق السكة الحديد، باعتباره أحد أهم المرافق الحيوية التى تخدم المواطنين، وتوضيح أهمية انتظام عمل القطارات لكونها أرخص وأسرع وسيلة مواصلات، خاصة خلال الفترة الحالية.
◄ أسباب الظاهرة
رشق القطارات بالحجارة ليس تصرفًا فرديًا، ولكنها ظاهرة بالعديد من المحافظات، لذلك وضعناها على طاولة الخبراء، وتحليلها نفسيًا وقانونيًا وأمنيًا للوصول إلى السبب الرئيسى والحلول المطروحة للقضاء عليها.
◄ جريمة
«جريمة بكل المقاييس».. هكذا وصف، د.صُبح عاطف، أستاذ القانون الجنائي، ظاهرة رشق القطارات بالحجارة، مؤكدًا أنه اعتداء صارخ على المصلحة العامة، سواء أدى ذلك إلى تلف أو سرقة.
وأشار إلى أن هذا السلوك ليس مجرد مخالفة بسيطة، بل جريمة يعاقب عليها القانون بأقصى درجات الحزم إذا ثبت تعمد إلحاق الأذى بالمال العام وتخريب ممتلكات الدولة، خاصة إذا تسبب هذا السلوك فى إصابات بشرية.
وأضاف أن هذا التصرف يمثل فى حقيقته جريمتين، «الأولى»: الاعتداء على المال العام، و«الثانية»: جريمة الضرب والجروح التى قد تلحق بالركاب أو العاملين، وذلك بموجب المادة «32» من قانون العقوبات، والتى قد تصل عقوبتها إلى المؤبد، كما يُعاقب بناءً على المادة 90 من قانون العقوبات بالسجن مدة لا تزيد على 5 سنوات كل مَن خرب عمدًا مبانى أو أملاكًا عامة أو مخصصة لمصالح حكومية أو للمرافق العامة، وقضت المادة بأن تكون العقوبة الإعدام إذا نجم عن الجريمة موت شخص كان موجودًا بتلك الأماكن.
وشدد على ضرورة تغليظ العقوبات لحماية أرواح الأبرياء والحفاظ على مرافق الدولة.
ويُعاقب الطفل طبقًا للقانون 126 لسنة 2008 المادة 94 بالحبس أو الغرامة لا يزيد على سنة والغرامة لا تزيد على 20 ألف جنيه، وفقًا لسن الطفل من 7 ل 18 عامًا، حيث إن الأطفال دون 7 سنوات لا يُسألون جنائيًا، والأطفال بين 7 و12 عامًا لا يُعاقبون جنائيًا، ولكن يمكن اتخاذ تدابير إصلاحية بحقهم، والأطفال بين 12 و18 عامًا يُحاسبون جنائيًا ولكن بعقوبات مخففة تتناسب مع أعمارهم.
◄ طيش شباب
وطالب بضرورة تحرك المشرع المصري، بشكل عاجل لتعديل هذه القوانين ورفع الحد الأدنى للعقوبات لتتناسب مع جسامة الفعل والضرر الناتج عنه، مقترحًا مدد حبس أطول وغرامات مالية باهظة تكون بمثابة درس قاسٍ للمستهترين.
واستنكر د.عاطف، فكرة أن يكون إلقاء الحجارة على القطارات مجرد لعب أو طيش شباب، بل وصفه بأنه فعل إجرامى متعمد يحمل فى طياته عواقب وخيمة، وقال: «تخيلوا حجم الرعب عندما تتحطم النوافذ وتطاير الشظايا لتصيب الركاب بجروح قد تكون قاتلة»، كما حدث للأسف مع طفلة المنوفية البريئة أو أن يفقد السائق السيطرة على القطار بسبب هذه الحجارة الطائشة، لتتحول الرحلة إلى كارثة محققة». وأوضح، أن هذه الأفعال تعطل حركة القطارات وتكبد الدولة ملايين الجنيهات خسائر مادية لإصلاح التلفيات وتعويض المتضررين.
ولفت إلى أن القانون ينظر إلى المسئولية الجنائية بناءً على الإدراك والاختيار، وبالتالى فإن الأطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد القانونية لا يعاملون جنائيًا كالكبار.
وأكد إمكانية اتخاذ تدابير إصلاحية احترازية ضدهم بموجب قانون الأحداث، أما بالنسبة للأسر، فقد أشار إلى أن القانون قد يحمل ولى الأمر أو المسئول عن رعاية الطفل مسئولية مدنيًا فقط إذا ثبت إهماله وتقصيره فى تربية الطفل والإشراف عليه، وفى هذه الحالة، يحق للمتضررين، مثل الطفلة التى فقدت بصرها، مُقاضاة ولى أمر المتهم مدنيًا للحصول على تعويض عادل عن الأضرار، التى لحقت بهم.
◄ اقرأ أيضًا | «التحذير من ظاهرة مخاطر رشق القطارات بالحجارة».. موضوع خطبة الجمعة اليوم
◄ تأمين المنشآت
أكد اللواء أيمن سيد الأهل، الخبير الأمنى ومستشار الحماية المدنية وتأمين المنشآت، خطورة ظاهرة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة أمنيًا، وأنها ليس مجرد فعل عبثي، بل يمثل تهديدًا حقيقيًا لأمن وسلامة المواطنين وإهدارًا للمال العام.
وأوضح أنه عند حدوث الواقعة يتم إبلاغ الشرطة، والتى بدورها تبحث عن مرتكبها حتى يتم القبض عليهم، وهذا مُكلف للغاية، ويجب توعية الأسر بخطورة هذه الأفعال وتغليظ العقوبات على أولياء الأمور إلى جانب الأطفال حتى يكونوا عبرةً لغيرهم.
وأشار إلى أنه أعد دراسة تقنية لتقييم وتطوير خطة إدارة طارئة للتعامل مع مشكلة رشق القطارات بالحجارة، منها اعتماد تصميم شبه دائرى لنوافذ القطارات الجديدة، مشابه لنوافذ الطائرات، والتى ثبت أنها مقاومة للغاية للتأثيرات الخارجية، واستخدام مكونات شفافة مثل البولى كربونيت أو البولى أكريليك كبديل للزجاج، فى هيكل من طبقتين بسماكة وأبعاد مناسبة.
وأضاف أنه بالنسبة للقطارات الموجودة، يجب على قسم الهندسة فى وزارة النقل، تطوير تصميم يمكن تركيبه على الجزء الخارجى من النوافذ، باستخدام البولى كربونات أو البولى أكريليك الشفاف داخل إطار، وذلك سيعمل على تحمل الصدمات واحتمالية عدم إصابة أى شخص بسبب هذه الأفعال المُشينة من الأطفال، مُبينًا أن تكاليف إعادة تصميم النوافذ، أقل من تكاليف الأضرار والتعويضات.
◄ د.جمال فرويز: سلوك تخريبي ومعاقبة الأهل رادع اجتماعي ونفسي
أكد د.جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، أن الأسباب الكامنة وراء رشق القطارات بالحجارة تتنوع بين اللهو غير المسئول، والتعبير عن الاستياء، وأحيانًا دوافع تخريبية.
وأضاف أن غالبية مرتكبى هذه الأفعال، هم من الأطفال والمراهقين، مما يعكس نقصًا فى إدراكهم لمدى خطورة هذه التصرفات وعواقبها الوخيمة.
وشدد على الدور المحورى الذى تلعبه الأسرة والمدرسة والمجتمع المدنى فى مواجهة هذه الظاهرة، وذلك من خلال توعية النشء بخطورة هذه السلوكيات وتأثيرها السلبى على الأفراد
والمجتمع، ومراقبة سلوكياتهم وتوجيههم نحو أنشطة بناءة تعود بالنفع عليهم وعلى محيطهم.
وطالب بمعالجة الظاهرة بتضافر الجهود بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى والأسر.
وأشار إلى أن الأضرار لا تقتصر على الإصابات البشرية فحسب، بل تمتد لتشمل خسائر مادية تتمثل فى تلف نوافذ وأبواب القطارات، مما يستلزم تكاليف صيانة باهظة تؤثر على ميزانية هيئة السكك الحديدية، بالإضافة إلى ذلك، يتسبب هذا الفعل فى تعطيل حركة القطارات وتأخير الرحلات وإرباك جداول التشغيل، مما يؤثر سلبًا على جودة خدمات النقل.
وطالب فرويز، بمعاقبة أسر هؤلاء الأطفال فإذا تم عقاب الأهل، والإعلان عن ذلك فى الإعلام، سيكون رادعًا اجتماعيًا ونفسيًا للأسر الأخرى بمنع أطفالهم من هذا الفعل خوفًا من العقاب القانوني.
◄ مركز الأزهر للفتوى: سلوك عدواني محرَّم.. والتوعية واجب ديني
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن رشق القطارات بالحجارة سلوك عدوانى محرم، وإتلاف مستنكر للمرافق العامة، والتوعية بخطر هذا السلوك وضررِه واجب دينى ووطني.
وأدان حادث رشق قطار بالحجارة، مما أدى لفقد طفلة صغيرة عينها؛ جراء هذا الاعتداء.. وأضاف أن هذا السلوك العدوانى المتكرر، يُسبِّب إصابات بالغة للركاب وقائدى القطارات، ويُعرِّض حياتهم للخطر، ويتلف المرافق العامة.
وأشار إلى أن التعدى على المرافق العامة بالإتلاف، جريمة تفوق فى إثمها الاعتداء على الممتلكات الخاصة؛ لما فيها من اعتداء على حق الدولة وجميع أفرادها، ويدل على عظم هذا الإثم، ونهى الحق سبحانه عن الفساد فى قوله: «وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا» «الأعراف: 56»، وقوله: «وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِى الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» «القصص:77»، وقول سيدنا رسول الله: «إنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فى مَالِ اللَّهِ بغيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ». «أخرجه البخاري»..
وأوضح أن المركز فى هذا الصدد حَرَّم هذا العمل العدوانى الإجرامي؛ قال الله سبحانه فى تحريم كافة أشكال الاعتداء: «وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» «البقرة: 190»، وقال سيدنا رسول الله، فى حجة وداعه: «إنَّ دِماءَكُمْ وأَمْوالَكُمْ وأَعْراضَكُمْ علَيْكُم حَرامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، فى بَلَدِكُمْ هذا، فى شَهْرِكُمْ هذا». «متفق عليه».
ودعا المركز، كافة المواطنين إلى التعامل مع المرافق العامة بوصفها أمانة يجب حفظها، وصيانتها عن أيدى العابثين المفسدين، الأمر الذى يحفظ مرتادى هذه المرافق وسلامتهم، كما يدعو إلى ضرورة نشر توعية تُبيِّن ضرر وخطر هذا السلوك المشين، وإلى الإيجابية والتكاتف لمواجهته ومحاسبة مُرتكبيه.
ولفت إلى أن هذا الدور التوعوى والتكاملى لمنع هذه الجريمة واجب دينى ووطني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.