لا أحتاج أن أتحدث مجددًا عن الإيجابيات اللامحدودة التى أسفرت عنها زيارة ماكرون الأخيرة الى مصر، وتأثير ذلك على السياحة، حيث عرف رجل الشارع البسيط ما حدث مع ماكرون فى خان الخليلى والحسين وشارع المعز والمتحف وجامعة القاهرة وحتى العريش، عرف وتابع وشعر بالرضا.. كان يمكن أن تمر هذه الزيارة مرور الكرام، وتكون أيضًا ناجحة بالمعايير الدبلوماسية، وبحجم ما قد تسفر عنه من اتفاقيات ثنائية، كما جرت العادة، ولكن النجاح الحقيقى والاستثنائى والذى فاق الحدود حدث لسبب جوهرى هو أنها اخذت طابعًا شعبيًا وإنسانيًا وتواجد الرئيسان بين الناس فى إحدى أزحم المناطق، ليس فى مصر، بل فى العالم، فقد كانت رسالة أمان وسلام من مصر الى العالم، وكانت الجولة التى قام بها السيسى وضيفه ماكرون مترجلين فى خان الخليلى، وتناولهما الأكل المصرى الشعبى فى مطعم يحمل اسم أديب نوبل نجيب محفوظ فى شارع المعز، أحد أقدم شوارع العالم، رسالة إيجابية تعادل عمل مؤتمرات ولجان ووفود ومعارض داخل وخارج مصر وقد تنجح وقد تفشل. ومن هنا فأنا أقول إن هذا الفريق الذى خطط لهذه الزيارة بهذا النجاح، وحسن اختيار الأماكن والتوقيت، قادر على تكرار نفس التجربة مع رؤساء آخرين وأحداث أو فعاليات أخرى، ولكننى أتمنى من هذا الفريق، أن تكون له بصمة فى احتفالية افتتاح المتحف المصرى الكبير، لأننا سوف نكون أمام حدث استثنائى، سوف يحضره، حسبما هو معلن، العديد من ملوك ورؤساء دول العالم، ولكنى أتمناه حدثًا يخرج من رحم الشعب، ويشعر رجل الشارع بأهميته فيتفاعل معه، وتصله رسالة بأن هذا متحفه، يليق ببلده صاحب أقدم وأهم حضارة عرفتها الإنسانية، وحسنًا فعلت وزارة السياحة عندما افتتحت مشروع تطوير هضبة الأهرامات، بالمسارات الجديدة، لتلافى كل المشكلات قبيل الافتتاح العظيم للمتحف الأعظم . جمل ضال يركبه صبى أخرق قد يقضى على حلم انتظرناه كثيرًا .