في الظل، حيث لا يراها احد، تعيش زوجة إرهابي صراعًا لا ينتهي، بين فكرها وعلمها نحو حقوق وواجبات الزوجة، وبين فكر متطرف مليئ بالانتقادات يلاحقه الدم والدمار تحت اسم الدين. كانت هناء تعلم بأن نهاية الفكر المتطرف الذى ينتمى له زوجها سوف يقضي على حياتها بالتدريج، ولكن لم تتوقع أنه سيكون السبب في قطع علاقتها مع بناتها، التي لم تتمن في الحياة سوى الامان لهن، لتجد نفسها أسيرة للخوف والضياع بسببهن، وهن اول من استغين عنها في وقت المحن. هكذا هو شعور امرأة بالعقد السادس من العمر، عاشت عمرها بين القهر والظلم والحب والخذلان، فبمجرد أن بدأت حديثها معنا في «اخبار الحوادث» قالت: اعطيتهن كل شيء ولم اجد سوى الجحود، لم انتظر منهن مقابلا ولكني لم اتوقع هذا الالم النفسي والجسدي، تحملت وصبرت لكن يبدو أن الصبر لم يكن كافيًا ليقدرن تضحياتي لهن، إذا كنت لا استحق التقدير فهل استحق كل هذا القهر؟! فأنا لست قطعة اثاث في المنزل بل قلب يشعر ويتألم . تتحدث وهي تتذكر مواقف مؤلمة شهدتها بأم عينيها من بناتها، ومن زوجها الإرهابي، وكانت وعيونها مليئة بالدمع، وبين كل لحظة والاخرى تدعو الله وتقول رد الي يا ربي بناتي كما رد ليعقوب ابنه يوسف عليهما السلام. هناء تروي رحلتها كيف عاشت في دوامة فكر ارهابي متطرف؟!، وما صاحبه من صراع مرير مزقها بين واجب الزوجة والطاعة العمياء الممتلئ بالإهانة والضرب. البداية من البيت قبل 40 عامًا، كانت هناء معلمة في مدرسة ابتدائي لديها احلام لمستقبل مشرق لحياة مستقرة، ولكن بدأت تلاحظ تغير شقيقها في التعامل معها حيث كان يتحدث عن الدين، ولكن بطريقة متطرفة مليئة بالجحود والإهانة والخضوع. شعرت وقتها انه يتغير مع الوقت حتى مع اصدقائه، واصبح في صحبة بعض الناس الذين يتحدثون أو بمعنى أصح يتاجرون بالدين، بأفعال وتصرفات بريء منها الدين. وهنا كانت بداية الطريق نحو كابوس مظلم، خاصة عندما علمت بأن اصدقاء شقيقها ينتمون إلى جماعة الإخوان الإرهابية. كانت خائفة، ولكن تأملت بأن المستقبل سينقذها من هذا النفق المخيف، اهتمت بعملها أكثر وبحياتها، وذلك مع شجار دائم بين الحلال والحرام مع شقيقها، لم تهتم له، بل كانت تنتظر الوقت الذي ستتزوج فيه وتعيش في حرية. صدمة وفي احد الايام تقدم لخطبتها معلم في احدى المدارس، لم تكن هناء تعرفه ولكن فرحت مثل كل فتاة لأنها سوف تتزوج، ولكن كانت المفاجأة الصادمة عندما علمت بأن هذا الشاب هو الآخر ينتمي لجماعه الاخوان الإرهابية، فرفضت وظلت تصرخ، ولكن لم يكن صوتها مسموعًا لشقيقها، فمن ضمن أفكاره المظلمة ألا يكون لها قرار أو رأي بل عليها الطاعة العمياء حتى يضمن لها الجنة!، وبالفعل اجُبرت هناء على الزواج من هذا الشاب وهي خائفة من المستقبل ورافضة له. ومن هنا بدأت رحلتها نحو المجهول، الذي حول الصمت واللحظات العصيبة إلى خوف، لينتهى حلم الحياة الهادئة الى قدر نهايته مجهولة. توقعت هناء في بداية زواجها أن يقرر شريك حياتها ألا تعمل وتجلس في المنزل، ولكن المفاجأة بأن زوجها طلب منها الاستمرار في عملها كمدرسة ابتدائى، شعرت بالفرحة ولكن الصدمة بأنه يجب عليها العمل لكي تساعد في الوجبات المالية المنزلية، وأنه ليس لها حق في الادخار من مالها أو شراء شيء تريده لنفسها بل عليها أن تعطي راتبها إلى زوجها كاملًا، اعترضت في البداية وهنا كانت اول صفعة لطمت على وجهها، وبدأ يقول لها: «عليك الطاعة والخضوع لزوجك»، ترى هل توقف الأمر عند هذا الحد؟! عنف وهنا أصبحت – كما تقول هناء - تسيطر على حياتها افكار زوجها المتطرفة التي تقود إلى العنف بلا رحمة، فهو يؤمن بأن العنف هو الطريقة الوحيد لتحقيق اهدافه، فأصبحت سجينة الخوف والقلق، فمنذ اول يوم للزواج اذا اعترضت على شيء كانت النتيجة ضرب واهانة، وكان صراخها يملأ اركان منزلها ولم تجد من ينجدها، وإذا اتصلت بشقيقها يأتيها الرد»عليك بالطاعة»!، فأدركت هناء أن حياتها مدمرة وكأنها سقطت بين فكى الرحى شقيقها من ناحية وزوجها من ناحية أخرى. فما اصعب أن تكون زوجه لرجل تعيش معه أسيرة ليس فقط خلف أسوار المنزل، ولكن بأسوار الخوف التي تحيط بها من تهديدات، قمع، وعزلة عن العالم، فتلك أدوات يستخدمها الإرهابي لضمان صمت من حوله، فكيف يمكنها الهرب وإلى من تلجأ، فقد يحكم عليها بالقتل إن فكرت الخروج عن مساره، لذلك رضيت بالخضوع له، ولكن قررت بأن تعيش منعزلة عن علاقة زوجها بالجماعة الإرهابية. وكانت الصدمة الاكبر لهناء، عندما علمت أنها حامل، كانت خائفة على من يأتي إلى الدنيا، لا تريد له أن يخرج إلى الحياة، فيجد فكرًا متطرفًا مظلمًا، ولكن ليس فرار من هذا العذاب؛ انجبت هناء اول طفلة التي كانت تضمها اليها لكي تشعر الطفلة بالأمان، كانت المسكينة تحاول أن تحميها من القسوة لتكون سندًا لها في المستقبل، وبعد سنوات قليلة انجبت الطفلة الثانية ثم الثالثة، وبين تلك السنوات سلسال دائم من الإهانة والضرب الذي أصبح عادة ومزاج لدى زوجها المتطرف، فكانت تشعر بالخجل عندما كان يسألها زملاؤها عن سبب العلامات في وجهها وشعورها بالألم، وفي كل مرة تؤلف هناء سيناريو كاذب لكي تحافظ على وقارها بين زملائها ولكنها تعلم علم اليقين بأنهم يتحدثون عنها في الخفاء ربما فقط يقولون أنه زوج قاسى القلب ولكن لا يعلمون أنه متطرف. إجبار أجُبرت هناء بأن تجمع المال من راتبها في المدرسة والدروس الخصوصية، وتصرف على منزلها واحتياجات بناتها ومن وقت إلى لآخر تعلمت مجبرة بألا تسرف، وأن تطرق باب عمل الجمعيات مع جيرانها وصديقاتها حتى استطاعت أن تشتري شقه في الإسكندرية من أجل تأمين مستقبل بناتها. كان فكرها ذكيا حسب قولها فى استثمار أى أموال تدخرها فى العقارات، ولكن كانت الصدمة عندما طلب زوجها بالإجبار، بأن تحول ملكية الشقة اليه، فمن وجهة نظره لا يمكن أن يقبل كرجل، أن زوجته تمتلك عقارًا وهو خالي الوفاض فهو يسمح لها بالعمل فقط ولكن كل ما تكسبه من عملها يؤول له وحده، فهذا ضد فطرته وفكره ويقلل من رجولته، وبتلك الأوامر كان يستولي على كل مال يأتي إليها، وبالطبع ليس لها حق في الاعتراض، وهذا جعلها عندما كانت تستطيع أن تجمع مبلغا ماليًا، كانت هناء تخشى أن يعلم زوجها به فيأخذه منها عنوة وغصب. اجتماعات سرية تبكي هناء على الماضي وهى تتحدث معنا، تتذكر كما من المجهود التي بذلته وهي غير راضية، تذكرت عندما كان يدعو زوجها اكثر من 30 شخصًا إلى المنزل بعد ثورة إنقاذ مصر والإطاحة بمرسي وجماعته الإرهابية يتحدثون مع بعضهم في اشياء تبدو لها مريبة، كانت تعلم بأنهم تابعين إلى جماعة الإخوان الإرهابية فملامحهم لها مرعبة، كان زوجها يجبرها على تجهيز طعام يكفي للجميع وبعد أن تنتهي يجب عليها أن تنام هي والبنات حتى لا تسمع ما يقولون ولا تحاول أن تسترق السمع، ولأنها كانت دائمًا خائفة كانت تلبي خوفًا قوله عليها بالسمع والطاعة . وفي وقت كان التجمع الاول منطقة جديدة، اقترح احد زملاء هناء في العمل، بأن تشتري شقة او أرض أو فيلا في تلك المنطقة الجديدة، ففي ذلك الوقت كانت العقارات سعرها بسيط على حسب قولها، وبالفعل اقنعت زوجها بأن يشتريا فيلا بالتجمع الاول، في المقابل أن يبيع شقه الزوجية في منطقه الأميرية، ويضع زوجها بعضًا من المال وينتقلون لإلى الفيلا الجديدة، ولكن زوجها رفض بيع شقه الزوجية، وباع شقه الإسكندرية واخذ منها المال لتكملة ثمن البيع، ووضع القليل من ماله، وبالتأكيد أراد كتابة الفيلا باسمه، لكن هناء اعترضت هذه المرة بشدة، حتى استطاعت كتابة نصف الفيلا باسمها. مرت سنوات على هذا الحال، وحياة هناء ليس لها طعما بعدما فقدت الامل في إصلاح زوجها، ولكن كان الامل كله في بناتها اللاتي كن يهتممن بأمهن ويخافن عليها من والدهن وكبرت الفتيات، وتخرجن جميعا من جامعات قمة، الابنة الكبرى بكالوريوس تجارة، والثانية آداب اعلام، والأخيرة كلية صيدلة، فكل ما يهم هناء هو حماية بناتها من دنيا والدهن وفكره المتطرف. فرحة وإنكسار وعندما تولى المعزول مرسي: اقام زوجها حفلًا من شدة الفرح، ولكن بعد ثورة 30 يونيو، شعر بالنكبة على هزيمة الإخوان على يد الشعب، وازدادت اجتماعات زوجها مع جماعة الاخوان الإرهابية اكثر، فكانت خائفة بأن يتم القبض عليه في المنزل خوفًا على مستقبل البنات، وبالفعل اقتنع الزوج واصبح يقلل من اجتماعاته مع اعضاء جماعته الإرهابية. وفي عام 2017 علم احد زملاء زوجها في المدرسة الذي يعمل بها بأنه عضو في جماعة الاخوان الإرهابية،؛ فقرر الابلاغ عنه، وتم القبض عليه داخل المدرسة وبالفعل صدر ضده حكم المحكمة بالسجن لمدة سنة لانضمامه لجماعة الاخوان الإرهابية، وفي تلك الفترة ما بين القبض عليه حتى خروجه من السجن، كانت هناء تجري خلفه بالمحامين وتتابعه في كل خطوة؛ المفارقة وكما تقول هناء أنه عندما تم القبض عليه فوجئت بزوجها يتحول من وحش قاسي القلب إلى شخص حنون يريد منها الاهتمام وألا تتركه، ظنت أن فكره تغير من كون المرأة مثل المتاع، مجرد وسيلة لذة للرجل كما كان يقول لها إلى زوجة لها كرامة طالبًا منها ان تغفر له وتقف بجانب زوجها في السراء والضراء. سقطت هناء في هذا الفخ وكانت تتابع زوجها في كل خطوة تخاف عليه من كل قلبها، في الوقت الذي ادار اهله ظهرهم اليه خوفا على انفسهم، وفي تلك السنة اقتربت هناء من البنات اكثر، كانت تعمل ليلًا ونهارًا من المدرسة إلى الدروس الخصوصية لتلبية احتياجاتهن لعدم الاحتياج إلى احد، كان يزداد خوفها عليهن أكثر عندما تم القبض على ابناء شقيقها ايضًا بتهمة الانضمام إلى الجماعة الإرهابية. كابوس جديد تصمت هناء باكية بكاءً مريرًا وتعود قائلة: وبعد خروجه من السجن ومرت فقط بعض الايام عاد الوحش إلى عاداته بالقسوة والإهانة، وعدت انا الزوجة المسكينة أغرق في دوامة كابوس الزوج باسم الطاعة، فبعد خروجه من السجن لم يستطع العمل في أي مكان. مرت السنوات سريعًا، وبعد فترة تقدم لخطبة ابنتي الكبرى شاب وتزوجت وأنجبت اول حفيد لي وكنت أشعر بأنى أطير في السماء، ومرت سنه وتقدم شاب آخر للزواج من ابنتى الثانية، وتستعد للسفر معه خارج البلاد حيث يعمل، ولكن لم يكن معه مالًا كافيًا لشراء بعض الاشياء والاحتياجات لزواجهما فقررت مساعدتهما، لتبدأ من هذه اللحظة تهتز علاقة بناتي بي غارت ابنتى الاولى، وأخذت تعاتبنى لماذا أساعد شقيقتها، وهي لم تحصل على الكثير من المال منى، أما ابنتى الصغرى فكانت خائفة على المال بأن تسيطر عليه شقيقتها الكبرى والوسطى، وبدأ الجحود والأنانية في سلب اموالى، وتزعزعت العلاقات بيننا، فكنت أرى مساعدة ابنتى شيء ضرورى لكي تهرب من جحيم البيت التى تعيش فيه ولكن شقيقاتها لديهن رأي آخر، وفي كل هذا الخلاف بينى وبناتى لم يحاول الاب التدخل بل كان يشجع على كره بناتي لي. تذكرت هناء عندما كان يلجأ أحد أفراد العائلة طالبًا النصيحة من زوجها بحكم عمره وظنًا بأنه رجل متدين، فيفتى لهم»لا تخرج مضروبة إلى بيت اهلها، بل يجب عليك ضربها بعد العودة من بيت اهلها، حتى تكون متظاهرًا امام الجميع بأنك زوج متحضر»!، وعندما يغلق عليكما باب واحد هين كرامتها حتى لا تفكر أن تطلب العون من أحد مرة أخرى، نصيحة ماكرة فاجرة تدل على الفكر المختل. علاقة حب وتستطرد الزوجة قائلة: بعد خروج أبناء شقيقى من السجن في إحدى القضايا، نشأت علاقة عاطفية بين ابنتى الصغرى خريجة الصيدلة وابن شقيقى وعندما علمت بهذا الامر، خفت على ابنتى وبدأ الرعب يتسلسل إلى قلبى وتذكرت كل لحظة سيئة عشتها مع زوجى، امتلأ قلبي رعبًا على ابنتى بأن تمر بنفس الاحداث وتعيش حياتى التعيسة في طريق لا عودة منه، فأي قلب هذا الذي يتحمل أن يرى فلذة كبده تساق نحو مصير مجهول، لذلك اعترضت على هذا الحب ووقفت أمام ابنتى وزوجى وشقيقى كى أمنع هذا الزواج، فقررت ألا أكون أمًا تُغمض عينيها بينما ابنتى تسير نحو الهاوية، لكن الابنة اعترضت على كلامى وشعرت بأنى أقف سدًا أمام سعادتها فأصبحت قاسية القلب معى، فالبداية كانت الغيرة خوفا على المال والنهاية منع زواجها، وتلاشت العلاقة بينى وابنتى نهائيًا لدرجة أنها من الوقت لآخر تتحدث الىي بكلمات مسيئة تحمل السب والقذف. اعتداء وفي احد الايام، التي تخاف هناء من أن تتذكرها من صعوبة وقسوة هذا اليوم؛ عندما ضربها زوجها كالمعتاد فوجئت به يطلب من ابنته الصغرى خريجة الصيدلة، أن تقيد أمها بيديها لكي يتمكن من ضربها، وبالفعل نفذت طلب والدها، ثم اجبرها الزوج على التوقيع بالتنازل عن نصف فيلا التجمع، فهذه المرة لم تشعر هناء بألم في جسدها بل الألم في قلبها صدمة في ابنتها، فما اصعب أن يكون الجرح من اقرب الناس اليك، وذهبت هناء الى المستشفى، وعندما رأى الطبيب جروح جسدها نصحها بتقديم بلاغ، وبالفعل تقدمت ببلاغ ضد زوجها وابنتها، وقالت بالمحضر؛ بإن ابنتها قيدتها وشلت حركتها حتى يتمكن الأب من ضربها، كما لم تعطِ والدتها العلاج لتداوي جروحها مع علمها بأن هناء مريضة سكر، وطلبت من والدها بأن يطلق أمها، وبكل قسوة طرد الزوج هناء من المنزل دون ملابس تأخذها معها أو علاجها. تنمر لكم أن تتخيلوا – والكلام على لسان الزوجة -أم ضحت من وقتها ومن مالها ومن حياتها لبناتها، ولها مكانتها وسط زملائها في العمل، فهي كبيرة المعلمين التي خرجت اجيالا، تعاني من التنمر من ابنتها، وبعد البلاغ شعرت الأم بالحسرة على عمرها الذي ذهب سدى فذهبت إلى دار مسنين، وظلت هناك لفترة، توقعت أن يبحث عنها البنات، ولكن كانت الصدمة عندما تجاهلنها، فقد هددهن والدهن اذا حاولن التواصل مع أمهن أو التعاطف معها سوف يحرمهن من الميراث، فيبدو ان الجحود يتوارث ايضا ففضلن المال على والدتهن، وبعدها بأيام طلقها زوجها غيابي، وتركت هناء دار المسنين لعدم شعورها بالارتياح فاقترح عليها زملاؤها، بأن تعمل في مدرسة لانها قد خرجت على المعاش بالفعل استطاع زملاؤها تدبير عمل لها كمدرسة في إحدى المدارس بمبلغ بسيط وهي حاليًا تعيش في غرفة صغيرة بمفردها فوق السطوح دون عناية من احد بعدما كانت تعيش في فيلا تملك نصفها، وعندما حصلت على حكم قضائي ضد ابنتها الصغرى وزوجها السابق، بالحبس لمدة سنه غيابيًا للابنة في قضية عقوق الوالدين، بالإضافة إلى السجن اسبوع لمساعدة الأب في ضرب الأم، أما الزوج فقضت المحكمة بسجنه لمدة أسبوع لضرب زوجته. دعوى نفقة استأنفت الابنة الحكم أمام المحكمة وما زالت الجلسات متداولة، ثم تقدمت هناء بدعوى قضائية تطالب فيها بالنفقة من زوجها وتم الحكم لصالحها، لكن لم ينفذ الحكم ولم تستطع أن تقف امامه لوحدها، مر عامان على هناء بعيدًا عن بيتها وبناتها ولم يفكر أحد أن يسأل عنها أو يعرف ماذا تفعل، ورغم كل هذا ما زال لديها امل في أن يراجع بناتها الثلاثة أنفسهن ويشعرن بالندم على فراقهن لها وهى كأم على استعداد أن تسامحهن على كل ما فعلنه معها. هناء ليست قصة مبالغ فيها بل شهادة حية على فكر متطرف تسلل من أب متطرف إلى حياة أولاده ليختلط بالجحود والقسوة، عاشت هناء حياتها تحمي بناتها من ميراث قسوة القلب من والدهن وفكره المظلم ولكن لم تنجح في النهاية، حاولت أن تربيهن على الحب فلم تحصد إلا الجفاء ووجع القلب، فلا يوجد اقصى على الأم من أن تشعر بأنها تحصد المرارة الآن. اقرأ أيضا: تفاصيل محاكمة 22 متهمًا بقضية "الهيكل الإداري للإخوان"