كل مشهد فى الزيارة التاريخية الاستثنائية للرئيس الفرنسى ماكرون يستحق التأمل والتعلم للوصول الى الثقة واليقين بحكمة وحنكة واخلاص الرئيس السيسى فى التعامل مع الأزمات فى اقليم مشتعل ومستهدف من كل القوى.. فى كل مشهد رسائل نجحت القيادة المصرية فى بثها للعالم أن مصر بلد قويه وآمنه لخير أجناد فى الأرض.. رسائل تؤكد ان مصر دولة تسعى للتنمية والنهوض بمقدرات شعبها.. بأن مصر دولة أفعال وليس أقوال تجاه القضايا العربية وعلى رأسها ام القضايا وهى فلسطين.. ماكرون من أرض العريش قال بكل امان وآمن لا للتهجير ولا لتصفية القضية معلنا بعد نهاية زيارته لمصر ان فرنسا قد تعترف بالدولة الفلسطينية فى الشهور المقبلة لتنضم فرنسا إلى اسبانيا والنرويج وأيرلندا وهى آخر دولة أوروبية تعترف بفلسطين - وهى دول قام الرئيس السيسى موخراً بزيارتها فى أقل من عام. اقر أ أيضًا | «صفقة مثمرة».. خبير استراتيجي يُوضح دلالات زيارة ماكرون إلى مصر فى الوقت الذى شهدت زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى مصر العديد من ردود الأفعال الإيجابية، على الصعيدين الرسمى والشعبى، وحفلت بالكثير من الإشارات ذات المعانى والدلالات، كانت الأوساط السياسية والصحفية الدولية على موعد مع زيارة أخرى، تختلف شكلا ومضمونا عن زيارة ماكرون للقاهرة، هى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو المفاجئة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للقاء الرئيس دونالد ترامب، ففى البداية أحتفت وسائل إعلام عبرية بخبر الزيارة قبل بدئها، وتنبأت تحليلات ومقالات رأى عدة أن ينجح رئيس الوزراء فى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية غير مسبوقة خلال تواجده فى واشنطن، لكن ومع بدء الزيارة أرتسمت ملامح مشهد مختلف، وأتت رياح الزيارة بما لا تشتهى السفن الإسرائيلية، فلم تقتصر المفاجئات على إلغاء المؤتمر الصحفى المقرر بين الزعيمين والاكتفاء بالإجابة عن اسئلة الصحفيين فى المكتب البيضاوى، بل خالفت أجندة المباحثات نفسها كافة التوقعات، وسرعان ما أتفقت الصحف الإسرائيلية على وصف الزيارة «بالمحبطة» و»المخيبة للآمال»، بل وفى بعض الدوريات « إخفاق كامل». وفى نموذج للتناقض الصارخ فى التعاطى الإعلامى للزيارة قبل وبعد بدئها ، نشرت صحيفة جوروسالم بوست فى السابع من أبريل - أى قبل ساعات من بدء مباحثات ترامب نتنياهو - تحليلا مفصلا أشادت فيه بتطور العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وانتقالها من الفتور الذى سادها خلال فترة تولى الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن، إلى الدفء والود وسياسة الباب المفتوح على مصراعيه فى عهد الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب، ورأت الصحيفة أن التوتر الذى كان يخيم على علاقة البلدين، حل محله تناغم ناجم عن توافق فى المواقف والرؤى. وبعد يومين فقط، وتحديدا فى التاسع من أبريل نشرت الصحيفة نفسها افتتاحية كتبها مجلس التحرير، تحمل معانى مغايرة تماما، بل ذهبت الصحيفة حد القول إن صداقة ترامب مع إسرائيل باتت سلاحا ذى حدين، فالدعم غير المحدود ولا المشروط الذى قدمه الرئيس ترامب لإسرائيل ليس من دون ثمن، والثمن تربطه الصحيفة باستقلالية القرار، والقدرة على مخالفة أفكار الرئيس ترامب والتغريد خارج سرب مواقفه، خاصة فيما يتعلق بالتعاطى مع البرنامج النووى الإيرانى، ولذلك لم يكن غريبا بحسب الصحيفة أن يجلس نتنياهو صامتا تماما خلال اللقاء، فيما ينفرد الرئيس الأمريكى بالتصريحات. أما يديعوت أحرنوت فنشرت مقالا يقول كاتبه إن «استدعاء» نتنياهو للبيت الأبيض بشكل عاجل، لم يكن بدافع مناقشة التعريفات الجمركية كما كان يأمل رئيس الوزراء، بل لإبلاغ الأخير ببدء مفاوضات مباشرة مع إيران، بهدف ضمان عدم تدخل تل أبيت أو إفسادها للمسار التفاوضى من خلال تصريحات عدائية أو ضربات عسكرية محتملة ضد أهداف إيرانية، وأعتبر الكاتب أن نتنياهو عاد من واشنطن بخفى حنين، فلا هو حصل على تخفيض للتعريفات الجمركية التى فرضها ترامب قبل أيام، ولا استطاع إبداء معارضة للمفاوضات الأمريكيةالإيرانية المرتقبة، وحتى ملف المحتجزين لدى حركة حماس، لم ينجح فى تحقيق أى اختراق فيه. صحيفة هآرتس من ناحيتها رأت أن إعلان ترامب عن محادثات مباشرة مع طهران هو تراجع عن موقفه الذى اتخذه خلال ولايته الأولى حين انسحب من الاتفاق النووى مع إيران «تحت ضغط من نتنياهو». وهذا يعكس، برأى الصحيفة، توتراً بدا واضحاً بين الاثنين بشأن الملف النووى الإيرانى، كما حللت الصحيفة ملامح وتعابير وجه نتنياهو خلال اللقاء ترامب، مؤكدة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بدا «مصدوماً ومرتبكاً» عقب «تصريحات ترامب «المفاجئة». من ناحيتها، تايمز أوف إسرائيل قالت إن نتنياهو دخل البيت الأبيض تملؤه الثقة باعتباره سيكون أول زعيم تتم دعوته للحديث مع الرئيس الأمريكى بعد إعلان الرسوم الجمركية، لكنه وجد نفسه فى موقف محرج أمام الصحفيين، فترامب رفض تخفيض الرسوم الجمركية المفروضة مؤخراً على إسرائيل، وتفاخر بتقديم بلاده 4 مليارات دولار مساعدات سنوية لإسرائيل، ما وضع نتنياهو فى «موقف ضعيف» بعد أن «تنازل عن أوراقه مسبقاً»، فى إشارة من الصحيفة إلى إعلان نتنياهو عن استعداده لإلغاء العجز التجارى مع الولاياتالمتحدة. كما أفردت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا عن الأزمات الداخلية فى إسرائيل، خاصة داخل المستوى العسكرى، بعد قرار الجيش الإسرائيلى فصل جنود احتياط بسلاح الجو وقعوا على رسالة تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة.