في الوقت الذي يعتمد فيه ملايين الأشخاص حول العالم على أدوية علاج الاكتئاب لتحسين حالتهم النفسية، تكشف دراسة أوروبية حديثة عن وجود خطر خفي ومقلق. فقد أظهرت النتائج أن استخدام هذه الأدوية على مدى طويل قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في مخاطر الوفاة المفاجئة نتيجة النوبات القلبية، خاصة بين فئة الشباب، هذا التحذير يأتي في إطار مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، ما يثير تساؤلات حول ضرورة إعادة تقييم استخدام مضادات الاكتئاب من الناحية القلبية. وكشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من مركز "ريجزهوسبيتاليت" لأمراض القلب في كوبنهاجن، وتم عرضها خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، عن وجود علاقة مباشرة بين طول فترة استخدام أدوية علاج الاكتئاب، وزيادة مخاطر الوفاة المفاجئة بسبب النوبات القلبية. وأوضحت رئيسة الفريق البحثي، الدكتورة جاسمين موكانوفيتش، أن الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب لأكثر من 6 سنوات يواجهون خطرًا مضاعفًا للوفاة القلبية المفاجئة مقارنة بمن لا يتناولون هذه الأدوية نهائيًا، أو يتناولونها لفترات أقل. فإن الدراسة شملت تحليل بيانات وفيات البالغين في الدنمارك خلال عام 2010، مع التركيز على فئتين، "متناولو أدوية الاكتئاب، ومن فارقوا الحياة نتيجة نوبات قلبية مفاجئة"، ووفقًا لما نقلته منصة "هيلث داي" الطبية المتخصصة. وقد أظهرت النتائج أن: 1- الأشخاص الذين يتناولون أدوية الاكتئاب لمدة تتراوح بين سنة إلى خمس سنوات، تزداد لديهم احتمالية الوفاة المفاجئة بنسبة 56%. 2- أما الذين استمروا في تناولها لأكثر من ست سنوات، فتتضاعف لديهم النسبة مقارنة بالمجموعة الأولى. 3- تبين أن الشباب أكثر عرضة لهذا النوع من الوفاة مقارنة بكبار السن. وأشارت موكانوفيتش إلى ضرورة مراقبة الحالة الصحية للقلب لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية الاكتئاب لفترات طويلة، خاصة أن بعض هذه الأدوية قد تؤثر على كهرباء القلب أو ترفع من مستوى الكورتيزول، مما يزيد احتمالات الإصابة بأزمات قلبية قاتلة. خلاصة الدراسة تفتح بابًا للنقاش الطبي حول ضرورة وجود بروتوكولات واضحة لمتابعة الحالة القلبية للمرضى النفسيين، خصوصًا أولئك الذين يخضعون للعلاج لفترات طويلة، مع التأكيد على أن القرارات المتعلقة بوقف الأدوية يجب أن تتم تحت إشراف طبي دقيق، لتجنب مضاعفات أخرى خطيرة على الصحة النفسية والجسدية.