يثيرني دعاء السيد المسيح عليه السلام: «لا تدخلنا في تجربة».. والتى يُقصد بها الخطأ وليس الألم.. ألا نقول : «زيح عننا يارب الوجع، زيح عنّنا الشر.... بضعف إيماننا يجوز نقول وبلاش كمان الوجع إحنا مش قده ، بلاش الشدة والمِحن... بس دا ضعف إيمان... لا تدخلنا فى تجربة يعنى بلاش الخطايا يارب... بلاش الشر اللى يضيع مننا الحق»!.. الله لا يخضعنا للتجربة، يترك لنا حرية الفعل والقول، وهذه هى «التجربة» و»الاختبار».. وأجد أن أصعب اختبار أن تقع فى دائرة ومربع «التجربة»، سواء كانت أمام مغريات كثيرة، أو مصائب أكثر، فأنت لن تنجو بسهولة.. كيف تقاوم الإغواء، وكيف تصبر على البلاء؟!. لن تنجو أبدا إذا وقعت فى فخ وكمين «التجربة» . احذر ذلك، السيد المسيح تجنبه، ليس لأنه سيقع فى الإثم أو بأنه لن يصبر على المحنة، معاذ الله فهو منزه عن ذلك، ففى الحديث الشريف ما معناه أن كل بنى آدم يمسهم الشيطان إلا (مريم وابنها). هل نحن فى هذه الحياة نعيش مرحلة «التجربة» التى تمتد طيلة سنوات عمرنا؟! هل (لِيَبْلُوَكُمْ).. و (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ).. و(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) فى القرآن الكريم هى نفس تعبير «التجربة»؟ ربما!.. فى جميع الوجوه.. فإن الخير كله بيدك فامنحه إلىّ، والشر ليس إليك فهو منى، فنجنى منه ولا تخضعنى ل»التجربة» ولا تسلمنى إلى نفسى، خذنى منها إليك.. لذلك كان دعاء الرسول «ولا تكلنى إلى نفسى طرفة عين».. والله من وراء القصد...