المؤامرة التى تحيط بمنطقتنا تلك الأيام أكبر مما نتصور وتستهدف فى محصلتها إعادة تخطيط المنطقة وإيجاد خريطة جديدة لها تخدم أهداف الصهيونية العالمية. المنطقة تشهد سيولة وضبابية لم تشهدها فى تاريخها ولا أحد أصبح يعرف من العدو ومن الصديق ومن الجانى ومن المجنى عليه ومن معك ومن عليك. من هنا تأتى خطورة فتوى اتحاد علماء المسلمين الأخيرة بدعوة شبابنا للجهاد وهى دعوة التعريف الصحيح لها دعوة للانتحار وتفريغ الأمة الإسلامية من شبابها. الفتوى مبنية على أسس قديمة عفا عليها الزمن لمفهوم الجهاد فى الإسلام فالحرب لم تعد كما كانت فى السابق خيولا وسيوفا بل أصبحت حروب تقنية واستخباراتية بالدرجة الأولى وبالتالى الزج بالشباب تحت ظل المفهوم القديم للجهاد يعنى ببساطة دفعهم للموت تحت الآلة العسكرية المتطورة. هناك تساؤلات كثيرة تفرض نفسها حول مصدرى تلك الفتوى وتوقيتها منها هل يدفع مصدرو تلك الفتوى بأنفسهم وأولادهم للجهاد وهم يعيشون فى القصور الفارهة ويرسلون أولادهم لتلقى تعليمهم بالخارج وقضاء أجمل الأوقات فى المنتجعات الراقية. التساؤل الثانى لماذا تلك الفتوى فى هذا التوقيت المفصلى الذى تدفع فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية ودولة الاحتلال الصهيونى بكل قواها وخططها لتصفية القضية الفلسطينية ودفع أهاليها للتهجير القسرى بينما تواصل الدول العربية والإسلامية جهودها المضنية ضد هذا المخطط اللعين. تلك الفتوى التى تبدو فى ظاهرها نبيلة وهى فى حقيقتها لا تمت للنبل بصلة تحيط بها شبهات كثيرة أبرزها تحويل ما يجرى بالمنطقة لحرب دينية وهذا ليس فى صالحنا على الإطلاق وترسيخ مفهوم الاسلاموفوبيا لدى الغرب الذى يربط بين الإسلام والإرهاب وهذا أخطر ما فى القضية. انتبهوا أيها السادة فشبابنا مستهدف فى ظل مخطط تفكيك الدول من الداخل وهذا ما تكشف عنه مثل تلك الفتاوى التى تخدم الأعداء ولا تضرهم بل قد تكون من صناعتهم. الجيوش الوطنية النظامية فقط هى من تدافع عن الوطن والقضايا المتعلقة بأمنه القومى.. لنترك الأمر لولاة الأمر.