الملكة أحمس نفرتاري، زوجة الملك أحمس الأول، التي سطع نجمها في تاريخ مصر القديمة، لم تكن مجرد زوجة ملك وأمًا لملك، بل كانت أحد الرموز التاريخية التي تمثل القوة والقداسة. إذ أثبتت مكانتها الرفيعة ليس فقط كزوجة وملكة، بل أيضًا كحاملة لقب "الزوجة الإلهية لآمون"، مما منحها دورًا سياسيًا ودينيًا بارزًا في عصرها. تعتبر الملكة أحمس نفرتاري واحدة من أقوى الملكات في تاريخ مصر القديمة، حيث كانت لها تأثيرات كبيرة في الحياة السياسية والدينية. فقد ارتبطت بمسار الملك أحمس الأول الذي قام بطرد الهكسوس من مصر، وأسَّس الأسرة الثامنة عشرة التي شهدت العديد من التحولات المهمة في تاريخ مصر. بالإضافة إلى كونها زوجة للملك وأمًا للملك أمنحتب الأول، كانت نفرتاري أيضًا أول امرأة تحمل لقب "الزوجة الإلهية لآمون"، وهو ما منحها دورًا هامًا في مجال الدين والسياسة، وجعلها تمثل قداسة ملكية فريدة. بعد وفاتها، تم تقديسها مع ابنها الملك أمنحتب الأول كمعبودين حاميين في جبانة طيبة، وهو ما يبرز مدى تقدير الشعب المصري لها ودورها المحوري في الحفاظ على استقرار المملكة. اقرأ أيضا| «رمسيس الثاني ونفرتاري»| حكاية حب أشرقت من أجلها الشمس إحدى اللوحات التَّعبُّدية التي تم تكريسها تخليدًا لمكانتها تظهر الملكة أحمس نفرتاري في مشهدَيْن متوازيين، الأول تحتضن فيه زوجها الملك أحمس الأول، والثاني تحتضن ابنها أمنحتب الأول. هذا التصوير يعكس دورها الكبير في استمرارية الأسرة الملكية ودورها كمصدر للقوة والقداسة. من خلال استعراض حياة الملكة أحمس نفرتاري، نكتشف أن دور الملكات في مصر القديمة كان يتعدى مجرد دورهن في العائلة الملكية ليشمل تأثيرًا دينيًا وثقافيًا. وتظل أحمس نفرتاري رمزًا للقوة الملكية والعلاقات الدينية التي شكلت أساسًا لهيبة الدولة المصرية القديمة.