بمنطق التجارة وأسلوب رجال الأعمال وعالم الصفقات، أعلن الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» أن البيت الأبيض والإدارة الأمريكية وهو شخصيًا لم يغلقوا الباب أمام النظر فى التعديلات التى يمكن إدخالها على القرارات الأخيرة بخصوص التعريفات الجمركية التى فرضها مؤخرًا على السلع الواردة إلى الولاياتالمتحدة من منتجات الدول الأخرى،..، وذلك فى حالة ما إذا قدمت الدول الأخرى شيئًا فى مقابل ذلك. كلام ترامب واضح ويعد تعبيرًا صحيحًا عن طريقة تفكيره وتعاطيه ومنهاجه الشخصى فى التعامل مع الأشياء وتناوله للأمور، وموقفه تجاه القضايا الاقتصادية أو السياسية أو غيرها، باعتبارها مسألة تخضع فى أولها وآخرها لمنطق الأخذ والعطاء والربح والخسارة أى منطق الصفقات، الذى يقوم فى أساسه على التفكير البرجماتى المباشر والواضح.. «إذا أردت أن تحصل على شىء فيجب أن تكون جاهزًا لتقديم مقابله أو ثمنه». هذه هى المعادلة البسيطة التى يؤمن بها «ترامب»، وهذا هو المنهج والأسلوب الذى يراه ناجعًا وناجحًا للتعامل مع كل الدول وكل العالم وكل القضايا دون استثناء، سواء كانت قضايا إنسانية أو سياسية أو اقتصادية أو غيرها. وهو فى ذلك لا يهمه كثيرًا أن الأسواق العالمية قد اجتاحتها موجة عارمة من الاضطرابات الاقتصادية، أو أن أسواق المال العالمية قد اهتزت تحت وقع الزلزال الذى أحدثته قراراته الأخيرة، الخاصة بالتعريفات الجمركية التى أصدرها مؤخرًا،..، ولكنه يهتم فقط بما يمكن أن تحققه هذه القرارات من مكاسب للولايات المتحدةالأمريكية. وهو مقتنع بأن الاقتصاد الأمريكى سيخرج من الاهتزازات الجارية حاليا أقوى مما كان، هذا رغم الصدمة التى أصابت أسواق المال والزلزال الذى أصاب البورصات العالمية ورغم القلق الشديد والخوف العميق الذى اعترى رجال المال والأعمال والاقتصاد من اشتعال حرب عالمية تجارية بين دول العالم. وفى هذا السياق واصلت الأسهم العالمية انهيارها وتراجعت أسعار الدولار الأمريكى وتراجعت أسعار النفط، وتزايدت احتمالات بدء حالة من الركود فى الاقتصاد العالمى بصفة عامة، بينما أجمع خبراء الاقتصاد بأن قرارات ترامب ستلقى بظلالها السيئة على الاقتصاد العالمى كله،..، ولكن ذلك كله لم يؤثر على ترامب، بل أعلن أن هذه القرارات ستمنح أمريكا قوة فى المفاوضات مع أى طرف آخر،..، وعلى أى طرف يريد منا شيئا أن يقدم مقابله.