ربما يكون الجنون آخر مراحل الإدمان، وفي تلك الواقعة وصل حد الجنون بالمتهم إلى أشياء فوق الخيال، فالمتهم ادعى النبوة، ولم يتوقف عند هذا الحد بل كانت هناك أفعال أكثر جنونًا من ذلك، لينتهي به الحال في نهاية المطاف بقاتل والقتيلة هي طفلته الصغيرة «قمر» والتي لا تملك في تلك الدنيا أي ذنب سوى أن «عماد» هو والدها.. تفاصيل أكثر أثارة نسردها لكم خلال السطور التالية. لم تدرك الطفلة قمر التي لم تتجاوز عامها الثاني أنها تعيش برفقة شخص غير طبيعي؛ فالمخدرات جعلته شخص بلا عقل، وأصبحت الهلاوس تسيطر على أفكاره وأحيانا تصرفاته، فالصغيرة التي لم تستطع سوى النطق بعدة حروف كان من بينها «بابا» لم تدرك أن نهاية حياتها الصغيرة ستكون على يد من نطقت باسمه، لم تدرك المسكينة أن والدها المجرم سينهي حياتها وهي نائمة كالملائكة. جريمة الثامنة صباحا، استيقظ كالعادة عماد صاحب ال 33 عاما من العمر، يعمل فلاحًا، يعيش وسط أسرته الصغيرة، المكونة من زوجته وابنه الكبير وطفلته «قمر» التى تبلغ من العمر عامين، لم يكن أحد يتخيل أن هذه الصغيرة ستكون ضحية لجريمة بشعة، لم يدر في بال أحد أن المنزل الصغير ستتحول أرضيته لبركة من الدماء، ولكن هذا ما حدث! عندما جلس عماد والهلاوس تلاحقه بسبب إدمانه، ولم لا فهو معتاد على تناول كميات كبيرة من المواد المخدرة، وأصبح فاقدًا لعقله بسبب هذه السموم التي دخلت جسمه وسيطرت على عقله، نظر عماد إلى وجه ابنته الصغيرة «قمر» التي لها من اسمها نصيب كبير، اقترب منها وكان في يده «شال أبيض» دون تفكير استغل نوم زوجته وابنه، اقترب أكثر فأكثر حتى انقض عليها يعتبرها فريسته ويجب التخلص منها، خنقها، ولكن فشل في حنقها وكأنها تقول له «لي عمر اتركني أعيش حياتي ما تزال لديك الفرصة كي تعود إلى صوابك وتدرك أنني ابنتك الصغيرة».. الطفلة النائمة ظنت في بداية الأمر أن والدها يلعب معها تركته وذهبت للنوم مرة أخرى.. ولكن المجرم مصمم على ارتكاب جريمته الشنعاء؛ فذهب للمطبخ واستل سكينًا وبقلب حيوان مفترس ذبحها وهي نائمة. وبدأ في الصراخ كالمجنون فتجمع الجيران والأهالي بسرعة ليكتشفوا الكارثة وسط صراخ الأم وذهول الأخ وانهيار الأب القاتل، لم تمر سوى دقائق معدودة وكان رجال الشرطة حاضرة بموقع الجريمة التي أبلغ عنها، ليتم معاينة جثة الطفلة الصغيرة، تبين أنها قد فارقت الحياة نتيجة جرح قطعي في الرقبة «الذبح»، وألقي القبض على والد الطفلة المسكينة «قمر» وهو يردد في هذيان أنا «عندي رسالة من السماء وديه أوامر ولازم أنفذها»!، ومجموعة من الكلمات الأخرى غير المفهومة ظل المتهم يرددها طنًا منه أنها طريقه إلى النجاة من جريمته النكراء. وبمواجهة المتهم بالواقعة، اعترف بارتكاب الجريمة مؤكدًا أن ما حدث هي أوامر من السماء ولابد من تنفيذها ليتم تحرير محضر بالواقعة، وإحالته للنيابة لمباشرة التحقيق مع الأب المجرم. اقرأ أيضا: امرأة من جهنم l بمساعدة عشيقها قتلت زوجها وإلقت جثته فى صندوق القمامة اعترافات بخطوات مضطربة ونظرات شاردة وقف المتهم «عماد» أمام النيابة، يعترف بجريمته ويؤكد أنه ذبح طفلته «قمر» بعدما فشل في خنقها، وأضاف المتهم أمام النيابة؛ «في رسالة جاتلي من السماء أني أنا غير كل البشر»!ولم يكتفِ بذلك بل أضاف أمام النيابة أنه قادر على الحديث مع العصافير، وأن هناك من يريد قتله هو وأسرته لهذا قرر قتل طفلته! وعند سؤاله مرة أخرى لماذا ارتكب جريمته؟!،قال الأب القاتل مرددًا نفس الكلام:» تلقيت رسالة من السماء بقتل أحد أفراد أسرتي، مضيفا «جاتلي إشارة إن لازم حد يموت واني اقتل ابني ومراتي لكن أنا مرضيتش وبعدين جاتلي رسالة تاني إن لازم اقتل بنتي قمر وعملت كدا»! مستشفى الصحة النفسية ليحال المتهم للمحكمة التي قررت إيداع قاتل ابنته بإحدى المنشآت الصحية النفسية للفحص وانتداب المجلس الإقليمي للصحة النفسية لجنة خماسية من أساتذة الأطباء المقيدين لديهم لفحص حالته النفسية والعقلية وإعداد تقرير وإرساله للمحكمة مع نهاية مدة الإيداع وللجنة أن تطلب مدة إضافية إذا اقتضى الأمر على أن يشمل التقرير حالة المتهم النفسية والعقلية وقت ارتكاب الجريمة من حيث توافر الإدراك أو الاختيار بالإضافة إلى حالته النفسية والعقلية وقت إجراء التقييم والخطة العلاجية المقترحة وإيداع تقرير المستشفى بالمحكمة، وحددت المحكمة جلسة اليوم الأول من دور شهر فبراير الماضي لنظر القضية رقم 23119 لسنة 2024 جنايات ديروط. وكشف تقرير إدارة الطب النفسي الشرعي بالمجلس الإقليمي للصحة النفسية التابعة للمجلس القومي للصحة النفسية بوزارة الصحة؛ سلامة»عماد.م.م» المتهم بذبح ابنته وادعائه النبوة، العقلية والنفسية في الوقت الحالي أو وقت ارتكابه للواقعة . وأشار التقرير إلى أن المتهم لا يعاني من أي أعراض دالة على وجود اضطراب عقلي أو نفسي يفقده الإدراك والاختيار وسلامة الإرادة والتمييز والحكم الصائب على الأمور ومعرفة الخطأ من الصواب. إحالة للجنايات وبعدها أحال المحامي العام لنيابات شمال أسيوط الكلية، المتهم إلى محكمة الجنايات لقتله ابنته المجني عليها «قمر» عمدًا مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها وما أن ظفر بها حتى انهال عليها ذبحا حتى أرداها قتيلة. وعاقبت الدائرة الثانية عشرة بمحكمة جنايات أسيوط، المتهم بالإعدام شنقا لقيامه بادعاء النبوة وذبح ابنته بقرية ديروط الشريف بمركز ديروط. صدر الحكم برئاسة المستشار وليد سيد الأمير رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين محمد أبو القاسم محمد الرئيس بالمحكمة، وأحمد عصمت الزيني نائب رئيس المحكمة، وأمانة سر صلاح تمام وأحمد عبدالعال.