«الزول صديقى« أغنية فكهة تؤديها فرقة «سلالم» فى مناسبات شبابية، وتجتذب مشاهدات مليونية، أغنية «الزول شقيقى« لم تكتب بعد، ستكتب لاحقا. جاء فى «لسان العرب» أن كلمة «زول» تعنى الشجاع الذكى أو الفطن. وزاد بعض المجتهدين أن الزول هو السمح الكريم، وهو الكيّس اللطيف. قبل انطلاق لقاء الأشقاء بين (الأهلى المصرى والهلال السودانى)، رفعت جماهير الهلال لافتة مكتوبا عليها: «شكرا لمصر لوقوفكم معنا». رسالة سودانية بعلم الوصول، وصلت قلب كل مصرى، ودخلت كل بيت مصرى، السودانيون بين ظهرانينا من أصحاب الفضل، ولا ينكرون فضلا، والاعتراف بالفضل (الجميل) سمة لأصحاب النفوس السامية. صاحب الفضل لا ينسى لأهل الفضل فضلهم وصاحب الإنصاف لا يُضيع إحسانًا، وامتدح، عز وجل، من يعترف بالفضل، ويثنى على فاعل الخير بالخير، قال الطبرى، رحمه الله، فى تفسير قوله تعالى «وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ» (البقرة / 237): «ولا تغفلوا، أيها الناس، الأخذ بالفضل بعضكم على بعض فتتركوه، ومن الكلم الطيب، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل». وليس بجديد عليهم، على الأشقاء، طوال عمرنا السودانيون فى ديارنا، ليسوا ضيوفا، أصحاب بيت، ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، وبيوتنا لهم مفتوحة، ومن الكتف ده زاد ومن الكتف ميه، والمصرى الأصيل ابن البلد الكريم، يستقبل ضيوفه، ولسان حاله إن ما شالتكم الرءوس تكتحل بكم العيون. يلخص الشاعر السودانى الدكتور «تاج السر الحسن» الحكاية، حكاية شعب وادى النيل فى قصيدته الذائعة «أنشودة آسيا وإفريقيا»: «مصر يا أخت بلادى.. يا شقيقة / يا رياضًا عذبة النبع وريقة.. يا حقيقة مصر يا أم جمال.. أم صابرْ / ملء روحى أنت يا أخت بلادى..». بصدق أهل السودان طيبون، وبصدق أهل مصر شرفاء محترمون، ولنا فيها، فى السودان ذمة ورحمة، ما بيننا لا تبدده الرياح، راسخ كالجبال الرواسى، وإذا هبت ريح سوداء، فليتحسب أهلنا فى الجنوب والشمال. ليس لدينا رفاهية خسارة الخرطوم، والسودان ليس لديه رفاهية خسارة القاهرة، نحن والسودان فى رباط إلى يوم الدين. آخر مصر فى السودان، وأول السودان فى مصر، وأول وآخر مصر فى قلب السودان، والسودان فى قلب مصر، حقائق التاريخ والجغرافيا تقول ما لا يستبطنه نفر من المرجفين. بعض شذاذ الآفاق، ينسون أن لمصر فى السودان ما للسودان فى مصر، والحدود بيننا لا تحجب ريحاً طيبة، فلتكفوا أقلامكم وألسنتكم عما يسىء للعلاقة الأبدية، والتمسك بالعروة الوثقى. يقول الزول صديقى بلهجته المحببة، «مصر والسودان حتة واحدة» ، وكما انشد طيب الذكر الشيخ «محمد سعيد العباسى» من مواليد النيل الأبيض: «مصرٌ وما مصرٌ سوى الشمس التى بهرت بثاقب نورها كل الورى / ولقد سعيت لها فكنت كأنما أسعى لطيبة أو إلى أم القرى..».