•» كل ما هو عالق يذوب في قاع النيل، وكل ما هو سابح غارق في مياه المحبة، شربة الماء في الشمال منبعها مياه السماء في الجنوب ». • بصدق أهل السودان طيبون، وبصدق أهل مصر شرفاء محترمون، ولنا فيها، في السودان ذمة ورحمة، ما بيننا لا تبدده الرياح، راسخ كالجبال الرواسي، وإذا هبت ريح سوداء، فليتحسب أهل الحكم في الجنوب والشمال، ليس لدينا رفاهية خسارة الخرطوم، والسودان ليس لديه رفاهية خسارة القاهرة، نحن والسودان في رباط إلي يوم الدين. واعلموا أن عدوكم واحد، يتربص بكم الدوائر، والعلاقات المصرية / السودانية مستهدفة، في الإقليم ومن خارج الإقليم، وما يستجد لا يغير من ثوابت العلاقات، شعب واحد وطن واحد، ونيل واحد، وواد خصيب، لو خلصت النوايا ما بقي في وادي النيل جائع أو مشرد أو منكوب. آخر مصر في السودان، وأول السودان في مصر، وأول وآخر مصر في قلب السودان، والسودان في قلب مصر، حقائق التاريخ والجغرافيا تقول ما لا يستبطنه نفر من المرجفين. أقول قولي هذا وأنا أتابع عن كثب القصف الإعلامي المتبادل بين الإعلام علي الجانبين، أقلام مصوبة إلي قلب العلاقة الأبدية، ينسون أن لمصر في السودان ما للسودان في مصر، والحدود بيننا لا تحجب ريحاً طيبة، فلتكفوا أقلامكم وألسنتكم عن التطوع بما يسيء، والتمسك بالعروة الوثقي، كما يقول الزول صديقي بلهجته المحببة،» مصر والسودان حتة واحدة ». ما جري خلال الأشهر الأخيرة خليق بالتوقف والتبين، توقفا لتوقي أسباب الخلاف المستعر إعلامياً، وتبيناً لخلفيات هذه الرياح السوداء التي تهب علي الوادي، هناك من هو رابض في الدغل، يبخ سماً زعافاً في مياه النيل، عدونا وعدوكم فاحذروه. مليارات الدولارات لا تغير القلوب، قلوبنا معلقة بالخرطوم، والعلاقات الأخوية لا تقدر بالأموال، ماض وحاضر ومستقبل ومصير مشترك لا يباع ولا يشتري في سوق النخاسة العالمية، وقدم الأهرامات السودانية لا يغير من حقائق الأهرامات المصرية، ولا يضيرنا كون الأهرامات السودانية علي الخريطة السياحية، كل ما هو عالق يذوب في قاع النيل، وكل ما هو سابح غارق في مياه المحبة، شربة الماء في الشمال منبعها مياه السماء في الجنوب. يا نار كوني برداً وسلاماً، وكل نار تصبح رمادا، وكل عقدة ولها حلال، وما بين الحكومتين والرئيسين تفاهمات لا تقبل القسمة علي اثنين، نحن بلد واحد، وسنظل بلدا واحدا، والمصري في الخرطوم له حقوق السوداني في القاهرة، وبين ظهرانينا أخوة واحبة، فإذا ما عمد إخوان الشيطان علي شق الصف، فحذار، ما يحاك في أقبية الاستخبارات العالمية المسحورة يستلزم حيطة وحذرا. محنة سد النهضة تستلزم موقفاً مصرياً / سودانياً موحداً، لجبل إخوتنا في أعالي النيل علي الانصياع إلي تحكيم العقل والرشادة، والسودان ليست وسيطاً بل طرف أصيل، وما جمعنا ثلاثتنا في الخرطوم، مصر والسودان وإثيوبيا خليق بالتجسيد علي ضفاف النيل، لا ضرر ولا ضرار، فلنعلي المتفق، وننحي المختلف، وليعذر بعضنا بعضاً، وستظل مصر والسودان حتة واحدة ولو كره المجرمون.