يحيط بمصر الكثير من التوترات القائمة بدول المنطقة، مما يستدعى دائمًا الحكمة فى التعامل معها لتحقيق الاستقرار وتأمين الحدود وتنظيم تدفق اللاجئين إليها والذين يُشكِّلون عبئًا اقتصاديًا وإنسانيًا كبيرًا. وفى المقدمة تأتى الأوضاع الخطيرة والمُعقدة بغزة، حيث تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية الفجة للقانون الدولى، وتبرز هنا جهود الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار وتقديم الدعم الإنسانى للأشقاء الفلسطينيين، مع هدف ثابت وهو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية، وأيضًا الانقسام والنزاع المسلح بليبيا وتأثيره على حدودنا الغربية، وتواجه مصر ذلك بحسم، وتبذل جهودًا دبلوماسية لدعم الحل السياسى الشامل، وجنوبًا حيث الوضع الصعب بالسودان، تقف مصر بقوة ضد الانقسام وتدعم الحكومة السودانية بمحادثات السلام. ولا ننسى الوضع بسوريا وهو ما يمثل مصدرًا لعدم الاستقرار بالمنطقة وتحديًا إنسانيًا أيضًا. كما أن عدم الاستقرار باليمن وتهديد الأمن البحرى بالبحر الأحمر، قد أدى لانخفاض قدره 65٪ بعائدات قناة السويس. يُضاف إلى ما سبق عدم التوصل لاتفاق قانونى مُلزم بشأن ملء وتشغيل السد الإثيوبى وهو ما يُعد تهديدًا للأمن المائى المصرى، وهنا تتعامل مصر بشكل حثيث انطلاقًا من أنها ليست ضد التنمية بدول حوض النيل ولكن المياه بالنسبة لها «قضية وجودية». أخيرًا.. بالرغم من كل تلك الأوضاع غير المسبوقة والمجتمعة معًا! مصر قوية ومستمرة فى بذل الجهود المتواصلة على كافة الأصعدة لتحقيق هدفها القائم على تحقيق الاستقرار والنمو المُستدام، وتتبنى سياسة خارجية متوازنة للحفاظ على مصالحها الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمى من خلال الحوار والوساطة والتعاون.