العالم على صفيح ساخن.. الرئيس الأمريكى يهدد ويتوعد إيران، والأساطيل الأمريكية تتحرك فى المحيطات، دول العالم تربط الأحزمة، والمراقبون للأحداث يتوقعون نشوب حرب إقليمية فى الشرق الأوسط، كل ما حولنا يؤكد أن الارتباك والقلق يدق أبواب العالم، والخوف من نقص الأغذية والوقود يتسرب فتسارع الدول القادرة لتخزين الغذاء لفترات تكفيها لشهور طويلة تحسبا لنقص الامدادات الغذائية ووقف حركة التجارة فى حالة وقوع الحرب. هنا.. ندرك ان الدول التى لا تقلق كثيرا هى الدول التى تعتمد على نفسها فى توفير غذاء شعوبها بتطوير زراعاتها ومحاصيلها، وتركز على صناعاتها لتوفير احتياجاتها من المعدات والآلات والملابس والدواء، وهو النموذج الذى ظهر فى روسيا وأوكرانيا، وكلاهما دول صناعية وزراعية تعتمد على نفسها فى توفير السلع الاستراتيجية والآلات والغذاء لشعوبها، وتصدر فائض إنتاجها من الحبوب والغذاء للعالم، ولذلك لم ترتفع فيهما اسعار السلع والغذاء إلا بقدر طفيف جدا فى أوج استعار الحرب بينهما، بينما ارتفعت اسعار الغذاء فى بقية دول العالم التى تعتمد فى غذائها على استيراد الزيوت والقمح من روسيا وأوكرانيا، نتيجة صعوبة التصدير وسط أجواء الحرب بين الدولتين! ببساطة.. الحرب تعلّمنا ان الصناعة هى سفينة نوح التى تنقذ الدول فى أصعب الأجواء، والزراعة هى عصب الحياة التى تؤمن حياة الشعوب، والجوع والزوال فى أوقات الحروب يكون من نصيب الدول التى لا تزرع غذاءها ولا تعتمد على مصانعها.. ولذلك ليس أمامنا خيار إلا أن نركب سفينة نوح لنضمن النجاة.