في خطوة هزّت الأسواق العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية جديدة، استهدفت مجموعة واسعة من القطاعات، مما أثار قلق الشركات والمستثمرين على حد سواء، تأتي هذه الإجراءات ضمن سياسة "أمريكا أولًا"، التي يسعى ترامب من خلالها إلى تقليص العجز التجاري وحماية الصناعات المحلية. اقرأ أيضًا| بعد قرار ترامب.. كيف تتأثر الصادرات المصرية لأمريكا؟ وتعد صناعة السيارات من أكثر القطاعات تأثرًا بهذه التعريفات، حيث تواجه رسومًا تصل إلى 25%، مما يهدد بارتفاع أسعار المركبات وتقليص فرص العمل، كما أن شركات التكنولوجيا قد تتكبد خسائر كبيرة بسبب التعريفات المفروضة على المكونات الإلكترونية المستوردة من الصين. ويرى محللون أن هذه التعريفات قد تؤدي إلى تداعيات عكسية، تتجلى في ارتفاع تكاليف الإنتاج، زيادة أسعار السلع للمستهلكين، واندلاع حروب تجارية قد تضر بالنمو الاقتصادي العالمي، كما يخشى خبراء الاقتصاد من أن هذه السياسات قد تعجّل بحدوث ركود عالمي. اقرأ أيضًا| حرج وارتباك وصدمة تصيب إسرائيل.. رسوم ترامب الجمركية تثير غضب تل أبيب وفي السطور التالية نوضح الصناعات الأكثر تأثرًا بتعريفات ترامب الجديدة. صناعة السيارات: فرض الرئيس ترامب تعريفات جمركية قاسية بنسبة 25% على السيارات المجمعة خارج الولاياتالمتحدة وأجزائها، مما قد يؤدي إلى رفع أسعار السيارات المستوردة بمقدار يصل إلى 20,000 دولار لبعض الطرازات. اقرأ أيضًا| «صدى اقتصادي كبير».. تأثير تعريفات ترامب الجمركية الجديدة وستتأثر بشكل كبير العلامات التجارية الأوروبية مثل "BMW" و"مرسيدس"، بالإضافة إلى شركة "سوبارو" التي تعتمد على استيراد مكونات أساسية من اليابان، كما ستواجه شركات كبيرة مثل "فورد" و"جنرال موتورز"، ارتفاعًا في تكاليف المكونات المستوردة مما سيؤدي إلى زيادة أسعار السيارات الجديدة وقد يسبب انخفاضًا في المبيعات. قطاع التجزئة والسلع الاستهلاكية: تعتمد العديد من العلامات التجارية الكبرى في مجالات الملابس والأحذية على التصنيع في دول جنوب شرق آسيا "فيتنام وكمبوديا"، ومع فرض تعريفات تصل إلى 49% على هذه الدول، فقد تواجه هذه الشركات زيادات كبيرة في تكاليف الاستيراد. اقرأ أيضًا| ترامب يعلن حربًا تجارية جديدة.. رسوم جمركية متبادلة وإنعاش اقتصادي ومن المتوقع أن ترتفع أسعار المنتجات الفاخرة مثل الحقائب والملابس الجاهزة في السوق الأمريكية نتيجة للتعريفات المفروضة على الاتحاد الأوروبي وسويسرا، حيث أنها تُصنع هذه المنتجات. ومع فرض تعريفات على المنتجات المستوردة، ستواجه متاجر التجزئة مثل Walmart وAmazon زيادات في تكاليف الاستيراد، مما سيدفعهم إلى رفع الأسعار على المستهلكين. قطاع الخدمات اللوجستية: تستعد شركات الشحن والخدمات اللوجستية لتباطؤ محتمل في حركة الشحن نتيجة للتعريفات الجمركية الجديدة، مما قد يؤدي إلى زيادة تكاليف النقل وتأثير سلبي على سلاسل التوريد العالمية، من المتوقع أن تتسبب هذه التعريفات تأخيرات في تسليم البضائع، مما يعرقل الشركات التي تعتمد على سرعة الشحن، كما أن ارتفاع تكاليف النقل سيؤثر على الشركات التي تعتمد على الاستيراد والتصدير، مما يزيد من التحديات في إدارة المخزون ويؤدي إلى زيادة الأسعار في الأسواق العالمية. صناعة الطيران: من المتوقع أن تؤدي التعريفات الجمركية الجديدة إلى زيادة كبيرة في تكاليف إنتاج الطائرات، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار المواد المستوردة التي تعتمد عليها صناعة الطيران بشكل أساسي، حيث إن بعض المواد مثل الألومنيوم والتيتانيوم التي تُستورد من دول مختلفة، ستصبح أكثر تكلفة، مما سيزيد من تكاليف التصنيع بشكل عام. هذه الزيادة في التكاليف ستؤثر بدورها على شركات الطيران، التي قد تضطر إلى رفع أسعار تذاكر الطيران لتعويض الزيادة في تكاليف الإنتاج. قطاع الصلب والألمنيوم: فرض ترامب تعريفات جمركية كبيرة على واردات الصلب والألمنيوم بنسبة 25%، وهذه التعريفات الكبيرة تؤثر على صناعات متعددة تعتمد على هذه المواد، مثل "البناء، تصنيع السيارات، والأجهزة المنزلية"، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف الإنتاج وارتفاع أسعار المنتجات النهائية للمستهلكين. قطاع الأسواق المالية: أدت إعلانات التعريفات الجمركية إلى هبوط حاد في أسواق الأسهم الأمريكية، حيث سجل مؤشر S&P 500 أكبر تراجع له منذ عام 2020، مما يعكس قلق المستثمرين بشأن تأثير هذه السياسات على الاقتصاد. كما شهدت أسواق الأسهم أيضًا انخفاضًا ملحوظًا في أسهم شركات كبيرة مثل Apple وWalmart، نتيجة للقلق من ارتفاع تكاليف الإنتاج وتراجع الأرباح المستقبلية. قطاع التكنولوجيا والإلكترونيات: تعد صناعة التكنولوجيا من أكثر القطاعات تأثرًا بالتعريفات الجمركية، حيث تعتمد الشركات الكبرى مثل Apple وMicrosoft على مكونات وأجهزة مصنعة في الصين وتايوان وكوريا الجنوبية، من المتوقع أن تؤدي التعريفات إلى زيادة أسعار الهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر، وأجهزة الألعاب الإلكترونية، مما سينعكس سلبًا على المستهلكين كما ستواجه شركات Nvidia وAMD وIntel وQualcomm، التي تعتمد بشكل كبير على التصنيع والمبيعات في الصين، تحديات جراء ارتفاع التكاليف واضطراب سلاسل التوريد. الصناعات الغذائية والزراعية: مع فرض تعريفات على المنتجات الزراعية مثل القهوة، الشوكولاتة، واللحوم المستوردة، سيشهد المستهلكون ارتفاعًا في أسعار هذه السلع، كما ستواجه المزارع الأمريكية تحديات جديدة مع ردود الفعل من الدول الأخرى التي قد تفرض تعريفات انتقامية على المنتجات الزراعية الأمريكية. قطاع الطاقة: قد تشهد أسعار النفط والغاز الطبيعي تذبذبًا ملحوظًا نتيجة لتراجع التبادل التجاري مع الدول المصدرة للطاقة، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود، ومع فرض التعريفات الجمركية وتزايد الحواجز التجارية، من المحتمل أن تتأثر واردات الطاقة من الدول الكبرى مثل السعودية ، مما يقلل من تدفق الإمدادات، هذا التراجع قد يرفع تكلفة النفط والغاز، كما أن ارتفاع أسعار الوقود قد يؤدي إلى زيادة تكاليف النقل والإنتاج في مختلف القطاعات، مما يساهم في تضخم الأسعار بشكل عام.