كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نقلا عن مصادر مطلعة، أن مساعدي الرئيس دونالد ترامب صاغوا اقتراحا لفرض رسوم جمركية على معظم الواردات، في حين يُحذر بعض الخبراء من أضرار اقتصادية ستنجم عن هذه الخطة. وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء أن مساعدي البيت الأبيض صاغوا اقتراحا لفرض رسوم جمركية بنحو 20% على معظم الواردات إلى الولاياتالمتحدة، في الوقت الذي يضغط فيه تامب لإجراء إصلاح شامل للنظام الاقتصادي العالمي هو الأكثر صرامة منذ عقود. ونقلت الصحيفة عن مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في وكالة موديز، قوله إنه في حال تطبيق هذه الخطة، من المُرجح أن تُحدث صدمةً في سوق الأسهم والاقتصاد العالمي. وبافتراض أن الرسوم الجمركية الدائمة دخلت حيز التنفيذ في الربع الحالي، وأثارت ردود فعل انتقامية قوية من جانب شركاء الولاياتالمتحدة التجاريين، فإن الاقتصاد سيدخل فورا تقريبًا في حالة ركود تستمر لأكثر من عام، مما يرفع معدل البطالة إلى أكثر من 7%، واصفا النتائج بأنها أسوأ سيناريو. وبحسب الصحيفة، حذر مستشارو البيت الأبيض من أن هناك عدة خيارات مطروحة، ولم يُتخذ قرار نهائي بعد. وقد أشار ترامب مرارا الليلة الماضية إلى أن الرسوم الجمركية ستكون "متبادلة" - متناسبة طرديا مع تلك التي تفرضها الدول الأجنبية على الصادرات الأمريكية وأوضح أن العديد من الدول لن تشملها رسوم الاستيراد. ومن المرجح أن يُمثل ذلك إجراء أقل صرامة من فرض رسوم جمركية شاملة واحدة. ◄ اقرأ أيضًا | الكرملين: مستمرون في التواصل مع واشنطن للعمل على تسوية الأزمة الأوكرانية وقالت الصحيفة إن الإدارة الأمريكية انهمكت لأسابيع في تخطيط مكثف للإعلان عن رسوم جمركية جديدة غدا الأربعاء، الذي أطلق عليه ترامب اسم "يوم التحرير". وقد استهزأ مسئولو البيت الأبيض بتحذيرات الاقتصاديين، مجادلين بأن توقعات متشائمة مماثلة أثبتت خطأها عندما فرض ترامب رسوما جمركية أكثر تواضعًا خلال ولايته الأولى. ويصر مسئولو الإدارة على أن الرسوم الجمركية ضرورية لإعادة التوازن إلى نظام تجاري عالمي عانى من التمييز ضد الولاياتالمتحدة لعقود، محولا مجتمعات المصانع في جميع أنحاء البلاد إلى مجرد هراء. ونقلت الصحيفة عن شخص مطلع على تفكير الإدارة إن البيت الأبيض يعتقد أن هذه الرسوم، إلى جانب رسوم جمركية إضافية على قطاعات مثل واردات السيارات والأدوية؛ ستُحقق إيرادات فيدرالية جديدة تزيد عن 6 تريليونات دولار؛ ما يُمثل أكبر زيادة ضريبية منذ عقود. وبحسب الصحيفة، تقول المصادر المطلعة إن مسئولي الإدارة يناقشون أيضا استخدام هذه الإيرادات لتمويل استرداد ضريبي أو توزيع أرباح على معظم الأمريكيين، لكن التخطيط لمثل هذا الإجراء لا يزال في مراحله البدائية. ولفتت "واشنطن بوست" إلى أنه حتى قبل إعلانها، تركت رسوم ترامب الجمركية أثرا كبيرا على الاقتصاد والأسواق المالية، وأثرت سلبا على شعبيته. وتراجعت توقعات المستهلكين للمستقبل الاقتصادي في مارس إلى أدنى مستوى لها في 12 عاما. ومع اقتراب موعد إعلان ترامب غدا، بدأت بنوك الاستثمار في وول ستريت بخفض توقعاتها الاقتصادية. وبافتراض أن ترامب سيفرض رسوما جمركية جديدة بنسبة 15%، سيتباطأ الاقتصاد إلى معدل سنوي قدره 1% فقط بحلول نهاية العام، وفقا لبنك جولدمان ساكس، الذي يتوقع فرصا كبيرة لحدوث ركود في العام المقبل. وقال خبراء الاقتصاد في البنك - في مذكرة للعملاء منذ يومين - "إن مخاطر رسوم 2 أبريل الجمركية أكبر؛ مما توقعه العديد من المشاركين في السوق سابقا".