150 عامًا هى عمر «بورسعيد» إلا أنها قدمت العديد من النجوم والمشاهير فى مختلف المجالات، ويأتى بين صفوتهم الفنان محمود ياسين أحد أهم رموز السينما المصرية عبر تاريخها، الذى منحته جلساته على شاطئ البحر والقناة خيالا واسعا للبيئة التى يعيش فيها بكل مشاكلها وأحداثها، ولما اشتد عوده كان قراره التعبير عن قضايا الحياة والمجتمع من خلال أعماله الفنية المختلفة. بقدر ما كان محمود ياسين ممثلا من طراز رفيع كان كذلك إنسانا رائعا يحتفظ بعلاقات طيبة مع كبار المسؤولين والناس البسيطة على السواء ونال فى كل علاقاته التقدير والاحترام. اقرأ أيضًا | عبقرى الكوميديا «2-2» يقول المخرج والفنان البورسعيدى محمد الدسوقى أحد اقرب الشخصيات إلى الراحل محمود ياسين وأمين أسراره إنه سعيد الحظ لأنه اقترب من محمود ياسين الانسان والفنان والزوج والأب، والذى كان قدوة طيبة.. وأضاف: موهبة التمثيل بدأت مع محمود ياسين منذ طفولته، حيث شارك فى فرق التمثيل خلال المرحلة الابتدائية، وعندما وصل للمرحلة الثانوية التقى مع زميلى الدراسة المخرج سمير العصفور والمخرج والفنان عباس أحمد وأسسوا فرقة الطليعة التى تخصصت فى تقديم عروض من الأدب العالمى. وتابع: عندما كان بكلية الحقوق ذاع صيت الفرقة بعروضها المتميزة، واجتذبت موهبة محمود ياسين كبار الفنانين والمخرجين بالقاهرة، ليتم اختطافه إلى عالم السينما وصعد بسرعة الصاروخ وكان فتى الشاشة الأول أمام نجمات الصف الأول وفى مقدمتهن سيدة الشاشة فاتن حمامة. وأضاف دسوقى: إنسانية محمود ياسين لازمته طوال مشواره ولم يتأخر عن تقديم المساعدة لكل زملاء المهنة من الفنانين وخاصة أبناء بورسعيد التى كان يعشقها بجنون ويشترط إشراك نجوم الأجيال التى تلته من أبناء بورسعيد مثل حمدى الوزير ومراد منير وغيرهما فى أعماله السينمائية والمسرحية وكان أمينا مع نفسه وتجاه أولاده، وعندما لاحظ وجود موهبة التمثيل لدى ابنته رانيا انتج لها اول فيلم «كسارة البندق» ولم يساعد ابنه عمرو لأنه رأى انه غير مهيأ للتمثيل وبالفعل لم يأخذ عمرو طريق التمثيل وهو الآن احد كبار مؤلفى الدراما.. ويقول: استفدت كثيرا من قربى من هذا الفنان، توجيهاته كانت بمثابة كنوز اقتحمت بها مجال الدراما والأفلام والإخراج المسرحى ولابد ان نذكر حرصه الشديد على اختيار أعماله بدقة بحيث لا نجد فى مسيرته سوى الأعمال الهادفة سواء رومانسية او اجتماعية أو وطنية. وقال محمد الدسوقى: إن كل هذه النجومية لم تبعده او تنسه عشقه وارتباطه ببورسعيد ودائما ما كان يذكرها بحب جارف واستعان به اللواء سامى خضير المحافظ الأسبق ليكون المستشار الثقافى وقبل المنصب متطوعا فى محافظته كما تم تعيينه سفيرا للترويج لمشروع شرق بورسعيد، وكان يحدثنى عبر الهاتف عن ذكرياته مع بورسعيد ويوصينى بأن اطلب من كل أبنائها الحفاظ عليها والسعى للارتقاء بها ورعايتها، وكم حزن أبناء بورسعيد لعدم دفن محمود ياسين فى بورسعيد، بل بمقابر الاسرة بالقاهرة ولكنه سيظل حيا فى ذاكرة المدينة الباسلة وفى مصر بأكملها.. وعن محمود ياسين الإنسان وعلاقته بأسرته يقول شريف قامش ابن شقيقة الفنان محمود ياسين إن خاله فخر لكل الاسرة وكان حريصا على التواصل مع كل اقاربه وخاصة أشقاءه وأولادهم كما كان حريصا على زيارتنا، وعندما يطول به الوقت وينشغل فى العمل السينمائى يطلب منا الحضور إلى القاهرة، كما كان يسعى لتقديم الخدمات والعون لكل أسرته.