الوادى الجديد، واحدة من أبرز محافظات مصر التى تتميز بخصائص جغرافية فريدة، تمتد أراضيها الشاسعة لتحتضن العديد من المشروعات التنموية التى تهدف إلى تحقيق الاستدامة والنمو فى قلب هذه المشاريع، تأتى حنان مجدى، نائب محافظ الوادى الجديد، التى تولت مسئولية العديد من الملفات التى تهدف إلى تعزيز جودة الحياة للمواطنين وتحقيق التنمية المستدامة من خلال هذا الحوار، نكشف عن رؤيتها وأهدافها التى تحمل طموحات شباب المحافظة، إضافة إلى التحديات والإنجازات التى حققتها طوال مسيرتها. اقرأ أيضًا | «المجلس الاستشارى» و«تأهيل وتمكين» لدمج الشباب والاستفادة من أفكارهم كيف بدأت رحلتك كنائب لمحافظ الوادى الجديد؟ أنا ابنة محافظة الوادى الجديد، وتحديدًا من مدينة الداخلة، فى أغسطس 2018، تم اختيارى لمنصب نائب المحافظ بعد اجتيازى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، لم يكن الأمر مجرد صدفة أومحاباة، بل خضعت لاختبارات وتقييمات دقيقة مثل العديد من الشباب المتقدمين. أحمل طموحات الشباب وأؤمن بأن الفرص متاحة للجميع بشرط السعى الجاد والاجتهاد. ما أبرز الملفات التى توليتِ مسئوليتها خلال السنوات الماضية؟ على مدار 7 سنوات، تحملت مسئولية 13 ملفًا تشمل قطاعات حيوية مثل الصحة، التعليم، التنمية المحلية، وتمكين المرأة، بالإضافة إلى ملف التنسيق مع التحالف الوطنى والجمعيات الأهلية، كان الهدف تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز التنمية المستدامة فى المحافظة. حدثينا عن نجاحات قطاع الصحة فى المحافظة؟ حققنا تقدمًا فى القطاع الصحى، خاصة من خلال مشروع «العلاج عن بُعد»، الذى تم تفعيله فى 20 وحدة صحية بالتعاون مع الجامعات المصرية والجمعيات الخيرية، مما أتاح لأكثر من 38 ألف أسرة الاستفادة من الاستشارات الطبية المتخصصة. كما عملنا على تقديم مساعدات للأسر المحتاجة، شملت بناء المنازل، تجهيزها، وتوفير فرص عمل لربات الأسر لضمان استقرارهم المعيشى. حصلت المحافظة على المركز الثانى فى تنفيذ مشروعات «حياة كريمة».. كيف تحقق ذلك؟ نفذنا المرحلة الأولى من «حياة كريمة» فى 27 قرية بمركز الفرافرة، مستفيدًا منها أكثر من 30 ألف أسرة. شملت المشروعات تطوير الوحدات الصحية، إنشاء محطات مياه الشرب والصرف الصحى، تحسين الطرق، إقامة الملاعب، وتوفير نقاط إسعاف، مما ساهم فى رفع مستوى معيشة المواطنين بشكل ملموس، ونحن الآن بصدد تنفيذ المرحلة الثانية فور توفر التمويل اللازم. ما أهمية إنشاء مركز معلومات شبكات المرافق؟ نظرًا لاتساع مساحة المحافظة، كان من الضرورى إنشاء مركز معلومات شبكات المرافق بالتعاون مع وزارة الاتصالات، وشركة مياه الشرب والصرف الصحى. يهدف المشروع إلى إعداد خريطة رقمية دقيقة لشبكات البنية التحتية (مياه، كهرباء، غاز، اتصالات) لتسهيل التخطيط المستقبلى، ترشيد تكاليف الصيانة، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. كيف ساهم التحول الرقمى فى تطوير الأداء الحكومى؟ اتجهنا إلى التحول الرقمى عبر تفعيل 15 منظومة إلكترونية، أبرزها أنظمة الدفع الإلكترونى، التدفقات النقدية، إدارة الالتزامات، ومراجعة مستندات الأجور أسهمت هذه المنظومات فى رفع كفاءة العمل الحكومى، تسهيل المعاملات، وتوفير الوقت والجهد على الموظفين والمواطنين. الوادى الجديد تُعرف بأنها «زيرو تلوث».. كيف تحقق ذلك؟ استطعنا تحقيق إنجازات بيئية مهمة، حيث حصلت مدينة الخارجة على لقب «عاصمة البيئة العربية»، ونجحنا فى تقليل الانبعاثات الكربونية، فضلًا عن توسيع المساحات الخضراء التى تجاوزت 650 ألف فدان من المحاصيل الزراعية مثل القمح والنخيل. كما شجعنا استخدام العبوات الورقية بدلًا من البلاستيكية، مما جعل قياسات جودة الهواء لدينا تسجل «زيرو تلوث»، وهو ما يعزز فرص الاستثمار السياحى فى المحافظة. كيف تقيّمين تجربتك كنائب للمحافظ؟ أشعر بالفخر لكونى جزءًا من هذه التجربة الفريدة، حيث تعلمت أن الإدارة المحلية تحتاج إلى رؤية شاملة ومتابعة دقيقة لتنفيذ الخطط على أرض الواقع. المنصب ليس مجرد وظيفة، بل هو مسئولية كبيرة تتطلب العمل الجماعى، التعاون مع مختلف الجهات، واتخاذ قرارات سريعة لخدمة المواطنين. ما تطلعاتك لمستقبل الوادى الجديد؟ أسعى لاستكمال المشروعات التنموية، التوسع فى التحول الرقمى، جذب المزيد من الاستثمارات، وتحقيق إنجازات أكبر فى المشروعات القومية مثل «حياة كريمة». الوادى الجديد تمتلك إمكانيات هائلة، وبتضافر الجهود، سنجعلها نموذجًا للمحافظة المتكاملة التى تحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والهوية الثقافية.