أؤمن إيمانًا راسخًا بأن الممثل هو أهم جسر بين العرض والجمهور. وقد شهد المشهد الدرامى خلال الأعوام الأخيرة تطورًا كبيرًا، ازداد عدد الأعمال، وزادت فرص التمثيل، وتنوعت أساليب الأداء. وركزت الإنتاجات الحديثة بشكل أكبر على عناصر الكتابة والإخراج وتصميم المشاهد. إلا أن هذه التطورات غالبًا لا تفى بشكل حقيقى فى دفع الممثل إلى التفكير فى جوهر دوره. وقد انتهى ماراثون دراما رمضان 2025، وكالعادة تبدأ منافسة أخرى فى استفتاءات «الأفضل» و«الأسوأ»، تلك النوعية من الأحكام التى لا أحبذها، ربما يكون بعضها حقيقيًا وهى القلة، لكن الغالبية العظمى منها تدخل صناع الدراما دائرة من المتاهة والخداع والأوهام، لأنها غالبًا ما تكون متسرعة ويتم بناؤها على انطباعات أولية، وليس على أسس صحيحة. الواقع أنه لا يوجد عمل أفضل وآخر أسوأ، ولكن هل نجح هذا العمل وصناعه فى تحقيق الهدف أم لم يوفق. من المهم أن يقف كل فنان مع نفسه ليعرف ماذا أضاف له، هل سار بطريقه السليم وقفز خطوة إلى الأمام أم وقف محلك سر، أم فقد من رصيده. أرى أنه على الفنانين أن يشاهدوا أنفسهم بهدوء ويقيموا مشاهدهم كاملاً على الشاشة بموضوعية ومدى تأثير ما قدموه على مشوارهم، دون أن يضعوا مصير الحكم كله فى سلة واحدة هى الاستفتاءات، من الطبيعى أن يسعى كل فنان إلى رؤية تطور فى عمله. من بداية المشوار إلى الأحدث، فمن الضرورى أن تعرف كيف تُقيّم عملك إذا كنت ترغب حقًا فى التحسين. مهما كانت الطريقة التى تستخدمها لقياس تقدمك كفنان، من المهم أن تكون متسقًا مع نفسك وأحلامك لذا ابحث عن طريقة التقييم التى تناسبك، واجعلها جزءًا من روتين عالمك الخاص. فى دنيا الاحتراف غالبًا ما يُسجّل الفنانون أفكارهم لأعمالهم الفنية ويدوّنون ملاحظاتهم أثناء العمل ليتمكنوا من تحليل وتقييم فعالية العمل المُنتَج ومكانتهم به. أيها النجم مهما كانت ردود الأفعال ناقش تطويرك وعملك .. توقف عند نجاحاتك ونقاط ضعفك وتجاوز ذاتك، دون أن تفقد إيمانك بنفسك، إذا لم يؤمن الممثل بما يُبدعه، ويثق فكيف يتوقع من الجمهور أن يُصدق ما يُعرض.