أكد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، كان شخصية كنسية استثنائية قدمت خدمة ناصعة البياض لأكثر من 75 عامًا، مشيرًا إلى أنه كان مستقيمًا وأمينًا في كل مراحل خدمته وترك أثرًا كبيرًا في الكنيسة القبطية. وأوضح البابا تواضروس خلال صلوات تجنيز المطران الراحل التي أقيمت في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن البابا الراحل شنودة الثالث تعرف على الأنبا باخوميوس في فصول مدارس الأحد بالزقازيق، حيث بدأ خدمته منذ شبابه، ثم عمل محاسبًا بعد تخرجه، قبل أن ينتقل إلى الكويت كشماس، وفي عام 1962 قرر تكريس حياته للرهبنة، لينضم إلى أحد الأديرة، حيث تميز بالتواضع والهدوء والخدمة المثمرة. اقر أ أيضًا| وصول جثمان الأنبا باخوميوس للكاتدرائية.. والبابا تواضروس يترأس الصلاة| فيديو وأشار البابا تواضروس أن الأنبا باخوميوس عاصر ستة من الاباء البطاركةبالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكان يتمتع بروح تفانٍ نادرة، حيث كان يردد في أيامه الأخيرة: "أريد أن أخدم، رغم تقدمي في العمر وضعف صحتي، إلا أنني أريد أن أخدم"، مؤكدًا أن هذه الروح الخادمة ميزته طوال حياته. وتطرق البابا تواضروس إلى الدور القيادي الذي لعبه الأنبا باخوميوس في عدة أزمات تاريخية، منها أزمة عام 1981 في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، والتي استطاع التعامل معها بحكمة وهدوء، مما ساهم في استقرار الكنيسة، كما لعب دورًا حاسمًا في 2011 عقب رحيل البابا شنودة الثالث، وهي فترة شديدة التوتر، لكنه قاد الكنيسة بحكمة كبيرة، وأثبت أنه راعٍ قدير استطاع اجتياز التحديات دون أن تخسر الكنيسة أحدًا من أبنائها. وأشاد البابا تواضروس بالدور الذي لعبه الأنبا باخوميوس في تأسيس عدد كبير من الكنائس، ليس فقط في مصر، ولكن أيضًا في أستراليا وإنجلترا والكويت، مما ساهم في اتساع رقعة الخدمة القبطية عالميًا. اقرأ أيضًا | «الجبهة الوطنية» ناعيًا الأنبا باخوميوس: رسخ قيم المواطنة والإنسانية واختتم البابا تواضروس كلمته قائلاً: "الأنبا باخوميوس لم يكن مجرد شخص عادي، بل كان موسوعة كنسية، تتلمذ على يديه العديد من الشباب والشابات، وسيظل التاريخ يشهد له بأنه كان أحد الأعمدة الكبرى في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية".