من أجل الترند في نهار رمضان| «هزار سخيف».. نهايته الحبس

في عصر هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد جذب الانتباه يقتصر على تقديم محتوى هادف أو ترفيهي، بل بات البعض مستعدًا لفعل أي شيء، مهما كان خطيرًا أو غير أخلاقي، لتحقيق الشهرة وزيادة المشاهدات، فخلال شهر رمضان، شهدنا تزايدًا ملحوظًا في سلوكيات غير مسئولة ينفذها بعض الشباب بغرض لفت الأنظار، مثل إلقاء المياه على المارة في الشوارع، أو إطلاق الألعاب النارية والصواريخ تجاه الآخرين، أو حتى تنفيذ مقالب قاسية تعرض حياة الناس للخطر، فهذه التصرفات التي تبدأ كدعابة وتنتهي في بعض الأحيان بمآسٍ، أصبحت تشكل ظاهرة مثيرة للقلق، كما انه لم يكن المجتمع هو الوحيد الذي استنكر هذه الأفعال، بل تدخلت الجهات الأمنية سريعًا؛ حيث ألقت وزارة الداخلية القبض على عدد من الأشخاص المتورطين في مثل هذه الوقائع، مؤكدين أن هذه السلوكيات لا تندرج تحت حرية التعبير، بل تُعد انتهاكًا للقانون وتهديدًا لأمن وسلامة المواطنين، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم في السطور التالية.
بينما يرى منفذو هذه الأفعال سواء كانت مقالب أو غيرها، أنهم مجرد صناع محتوى، فإنهم في الواقع يعكسون تأثيرًا سلبيًا على المراهقين والشباب الذين يحاولون تقليدهم، مما يزيد من خطورة الأمر، بل في بعض الاحيان تقود هذه المقالب إلى كوارث حقيقية رصدنا بعضها على مدار الايام الماضية خلال شهر رمضان الكريم؛ فعلى سبيل المثال كانت قد كشفت أجهزة الأمن بالقاهرة تحت إشراف اللواء طارق راشد مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، ملابسات تداول مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن قيام مستقلي سيارة بإلقاء أكياس مياه على المارة بالقاهرة.. وصدر الأمر بتحديد وضبط مرتكب الواقعة؛ البداية عندما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مقطع فيديو، يظهر فيه مجموعة من الأشخاص، يخرجون أجسامهم من السيارة التي كانوا يستقلونها، وفي أيديهم أكياس مملوءة بالمياه، ألقوها على المارة، في مشهد أثار غضب الجميع، في الوقت ذاته رصد رجال مباحث القاهرة بتوجيهات اللواء علاء بشندي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة تداول مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن قيام مستقلي إحدى السيارات «تحمل لوحات معدنية مطموسة» بإلقاء أكياس مملوءة بالمياه على المارة بالشارع حال سيرهم بدائرة قسم شرطة مدينة نصر ثالث بمنطقة الحي العاشر بالقاهرة، بالفحص بقيادة اللواء علي نور الدين نائب مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة، والمقدم محمود محجوب رئيس مباحث القسم أمكن تحديد وضبط السيارة وقائدها (طالب - يقيم بدائرة قسم شرطة مدينة نصر)، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه حال قيادته للسيارة برفقة أصدقائه بقصد اللهو وزيادة المشاهدات، تم اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالته للنيابة العامة.
بسبب لعبة
وفي واقعة أخرى، جرت تفاصيلها خلال الأيام القليلة الماضية ايضا، فقد تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الفيوم من السيطرة على مشاجرة نشبت بين عائلتين بقرية رحيل التابعة لدائرة مركز سنهور القبلية بمحافظة الفيوم، بسبب الألعاب النارية، دون وقوع أي إصابات، وكان قد تلقى مأمور مركز شرطة سنهور القبلية إشارة من غرفة عمليات شرطة النجدة تفيد بوقوع مشاجرة بين عائلتين بقرية رحيل، سرعان ما انتقلت على الفور قوات الأمن إلى مكان الواقعة، وبالفحص والمعاينة الأولية تبين أن سبب المشاجرة يعود إلى إلقاء طفل صاروخ ناري باتجاه سيدة، مما أدى إلى نشوب مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة بين العائلتين، وتمكنت القوات الأمنية من السيطرة على المشاجرة قبل تفاقم الأوضاع، دون وقوع أي إصابات بشرية، تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي تتولى التحقيق للوقوف على ملابسات الحادثة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وفي واقعة مأسوية أخرى تعرض لها شاب يدعى «أحمد.ع» يبلغ من العمر 21 عامًا، طالب بالفرقة الرابعة بكلية نظم معلومات؛ عندما قرر توبيخ بعض الأشخاص بسبب قيامهم بمضايقة المارة عن طريق إلقاء أكياس مياه عليهم، ليجد نفسه مصابًا بجرح كبير في الوجه.
البداية عندما كان يستقل المجني عليه سيارة أجرة، للعودة إلى منزله ليتفاجأ بمجموعة من الأشخاص تستوقف السيارة، وتلقي أكياس مياه على السائق، وتصادف وجود الأشخاص أمام منزل الضحية، لينشب بينهم خلاف انتهى بمأساة عندما تعدوا عليه بلوح زجاجي ادى الى إصابة وجهه ب 8 غرز.
اقرأ أيضا: ألبانيا تحظر تيك توك بسبب مخاوف تتعلق بسلامة الأطفال
وتتوالى الوقائع عندما تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة بورسعيد من ضبط المتهمين في واقعة الاعتداء على فتاة بأحد شوارع المدينة باستخدام مسدس مياه، بعد انتشار فيديو يوثق الحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار غضبًا كبيرًا بين المواطنين الذين طالبوا بسرعة ضبط الجناة ومحاسبتهم، فكانت بداية الواقعة عندما تداول مستخدمو «فيسبوك» مقطع فيديو يظهر سيارة يستقلها عدد من الشباب، يحمل أحدهم مسدس مياه ويوجهه نحو فتاة في الشارع، لترد الفتاة قائلة: «ترضى ده لأختك.. عيب كده»، بينما طالبت أخرى بتوثيق رقم السيارة لضبط المتورطين، وسرعان ما انتشر الفيديو بشكل واسع، وأثار ردود فعل غاضبة بين أبناء بورسعيد الذين عبروا عن رفضهم التام لمثل هذه السلوكيات المسيئة، وطالبوا بمحاسبة مرتكبي الواقعة، وكانت الأجهزة الأمنية في التو واللحظة، حيث تشكل فريق بحث نجح في تحديد السيارة المستخدمة في الواقعة والتوصل إلى هوية المتهمين الذين ظهروا في الفيديو، وتم ضبطهم في وقت قياسي، وجرى تحرير محضر بالواقعة وعرضهم على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، وأمام جهات التحقيق، تنازلت الفتاة التي تعرضت للاعتداء عن حقها القانوني، رغم الدعم الكبير الذي تلقته من المواطنين الذين عبروا عن تعاطفهم الكامل معها ورفضهم لهذه التصرفات غير الأخلاقية، وبناءً على هذا التنازل، قررت النيابة العامة إخلاء سبيل المتهمين.
في واقعة أخرى فقد كشفت أجهزة وزارة الداخلية، ملابسات مقطع فيديو تداول على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن دفع أحد الأشخاص لآخر من إحدى عربات مترو الأنفاق أثناء توقف القطار، وكانت أجهزة وزارة الداخلية، تتابع مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن قيام أحد الأشخاص بدفع آخر من إحدى عربات مترو الأنفاق أثناء توقف القطار قبل إغلاق الباب بإحدى المحطات، وبالفحص جرى ضبط القائمين على تصوير مقطع الفيديو3 أشخاص يقيمون بدائرة قسم شرطة شبرا الخيمة أول بالقليوبية، حيث تم ضبطهم، وبمواجهتهم أقروا بقيامهم بتصوير ذلك المقطع بتاريخ 13 مارس الجاري، بإحدى محطات مترو الأنفاق لنشره على الصفحة الخاصه بهم بمواقع التواصل الاجتماعي بهدف الحصول على نسب مشاهدات عالية لتحقيق أرباح مادية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وجاري العرض على النيابة العامة.
وباشرت النيابة العامة في دمياط التحقيق في واقعة فيديو إلقاء أكياس المياه على السيارات بالمحافظة، إذ قررت حبس 4 متهمين في الواقعة 4 أيام على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم.
اعترف المتهمون في واقعة فيديو إلقاء المياه على السيارات في دمياط، باعترافات تفصيلية حيث قرروا بأن الواقعة بأكملها كانت على سبيل الهزار مع المواطنين في الشارع بمناسبة شهر رمضان وتحقيق المشاهدات فقط، وكانت الأجهزة الأمنية بمحافظة دمياط تمكنت من القبض علي 4 شباب بعد إلقائهم أكياس مياه علي سيارة إحدى السيدات بدائرة قسم شرطة دمياط الجديدة، وبسؤالهم اعترفوا بالواقعة.