تراجعت أسهم أكبر شركات السيارات في العالم اليوم الخميس، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات والشاحنات الخفيفة المستوردة إلى الولاياتالمتحدة، مما زاد من المخاوف بشأن تأثير هذه الرسوم على التجارة العالمية وأرباح الصناعة. وأشار موقع (ماركت إسكرينال) الأمريكي، إلي هبوط أسهم فولكسفاجن، أكبر صانع سيارات في أوروبا، بنسبة 3.4%، بينما انخفضت أسهم شركات السيارات الفاخرة مثل بي إم دبليو ومرسيدس بنز بنسبة 4% بعد أن اعلن ترامب أن الرسوم ستبدأ في الثالث من أبريل المقبل، وعلى الرغم من أن هذه الرسوم كانت متوقعة، فقد شهدت أسهم شركات السيارات في أوروبا وآسيا انخفاضات كبيرة. وتعتبر فولكسفاجن في مرمى تلك الرسوم حيث أن 43% من مبيعاتها في الولاياتالمتحدة تأتي من المكسيك، وهو ما ينطبق أيضاً على شركة ستيلانتيس المالكة لشركة كرايسلر، التي تعد إلى جانب فورد من كبار منتجي السيارات في الولاياتالمتحدة الواقعة في المكسيك. وفي اليابان، تم محو نحو 16.5 مليار دولار من أسهم شركات النقل، حيث انخفضت أسهم تويوتا بنسبة 2.7% وهوندا 3% ونيسان 2.2%، كما تراجعت أسهم هيونداي وكيا في كوريا الجنوبية بنسبة تقارب 4% لكل منهما. وقالت رئيسة جمعية صناعة السيارات في ألمانيا إن الرسوم تمثل "إشارة قاتلة" للتجارة العالمية، محذرة من أن "مخاطر نشوء صراع تجاري عالمي، مع عواقب سلبية على الاقتصاد العالمي والنمو والازدهار والوظائف والأسعار، مرتفعة من جميع الأطراف"، موضحة أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إجراء محادثات ثنائية لإيجاد حل. ومع تحديد الإدارة الأمريكية موعداً نهائياً في 2 أبريل للكشف عن سياستها الأوسع بشأن الرسوم الجمركية، كانت خسائر الأسهم أقل حدة من تلك التي شهدتها الأسواق عندما هدد ترامب في البداية بفرض رسوم على الشركات المصنعة غير الأمريكية. ومع ذلك، كانت الإشارة الموجهة لأسواق السيارات التي تضم حلفاء رئيسيين، وكذلك للمستهلكين، مصدر قلق للمستثمرين. وبحسب محللي بنك جولدمان ساكس الاستثماري الأمريكي، فإن السيارات المستوردة تمثل نحو نصف السيارات ال 16 مليون التي تم بيعها في الولاياتالمتحدة العام الماضي، بقيمة إجمالية تتجاوز 330 مليار دولار. وقد تضيف هذه الرسوم آلاف الدولارات إلى تكلفة شراء سيارة في الولاياتالمتحدة وقد تعرقل الإنتاج نظراً لتداخل عمليات التصنيع التي تطورت على مدار عقود بين الشركات في كنداوالمكسيكوالولاياتالمتحدة. في ضوء هذه الرسوم، تراجعت أسهم شركات السيارات الأمريكية في تداول ما قبل السوق يوم الخميس، حيث انخفضت أسهم جنرال موتورز بنسبة 7% وتراجعت أسهم فورد بنسبة 4%. بينما شهدت أسهم تسلا تراجعاً بنسبة 1%، إلا أن خسائرها كانت محدودة بفضل الرسوم المقررة بالفعل التي تبقي شركات السيارات الكهربائية الصينية بعيداً عن السوق الأمريكية. وقالت شركة بي واي دي الصينية، التي تقود توسع شركات السيارات الصينية في الخارج، إنها ليس لديها خطط لبيع سياراتها في كندا أو الولاياتالمتحدة، لكنها ستواصل زيادة مبيعاتها العالمية وبناء مصانع خارجية وارتفعت أسهمها بنسبة 2.3% اليوم الخميس، لتصل إلى زيادة بنسبة 53% هذا العام. في وقت سابق من مارس، قالت فولكسفاجن إنها تعمل على خطط بديلة لمعالجة الرسوم الأمريكية على واردات السيارات من المكسيك، بينما أعدت بي إم دبليو نفسها لتحمل التكاليف؛ وينتظر المستثمرون المزيد من التفاصيل حول مجموعة أوسع من الرسوم التي قال ترامب إنه سيعلن عنها في الأسبوع المقبل. اقرأ أيضا: تراجع سعر «بتكوين» وسط تأثيرات تعريفات ترامب على واردات السيارات