فى مقالى بتاريخ 5/2/2025 قلت ان التصريحات الأمريكية حول عدم وجود ضمانات لصمود الهدنة فى غزة لو مددناها بخط مستقيم مع مقترحات ترامب بتهجير سكان غزة والاستيلاء على القطاع، سنجد ان علينا وأد آمالنا بتحول الهدنة لوقف دائم لإطلاق النار، والاستعداد لاستئناف الحرب ربما لوقت أطول وبوتيرة أقوى، خاصة فى ظل الغطاء السياسى الذى تمنحه الإدارة الحالية لحكومة نتنياهو اليمينية وما تقدمه لها من دعم عسكرى مفتوح.. وكان السبب وراء هذا التوقع ان مقترح ترامب يشى بأن عودة الحرب باتت مصلحة إسرائيلية-أمريكية مشتركة.. فمن ناحية، يمنح استئناف الحرب قبلة الحياة لنتنياهو الذى يصر وزراؤه اليمينيون على عودة القتال وإلا انسحبوا من الحكومة وهدوا المعبد على رأسه.. ومن ناحية أخرى، يروى استئناف الحرب غليل تلك الحكومة المتطرفة الشرهة لدماء الفلسطينيين ويمنحها الفرصة لتكملة مهمة تدمير غزة وجعلها غير قابلة للحياة، ما يعجّل بعملية التهجير القسرى للفلسطينيين بعد ان يصبح لا خيار امامهم سوى الرحيل بإرادتهم أو الموت قتلاً اوجوعاً، خاصة مع المنع الكامل لدخول المساعدات ومقومات الحياة، وبحدوث هذا تتمهد الأرض لعملية الاستيلاء على أرض غزة بعد إفراغها من أهلها دون ان تضطر أمريكا لإرسال جنودها لهناك.. بكل أسف صدقت توقعاتى، ولم يعد واضحاً الآن كيف يمكن ان تتوقف الحرب بعد أن علقت الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية انهيار الهدنة على شماعة تعنت حماس، وبعد ان أيقنوا انه لا سبيل لإقناع العرب بقبول خطتهم طوعاً، فبات الحل استخدام كل السبل مهما بلغت قذارتها لإجبار الجميع على تنفيذ الخطة، ويشجعهم على الاستمرار فى هذا 3 محفزات: الأول انتشاء ترامب بنجاح سياسة الضغط للوصول لأهدافه كما فعل فى أوكرانيا. والثانى، إدراك إسرائيل ان وجود الإدارة الأمريكية الحالية فرصة ذهبية لتحقيق كل أهدافها المؤجلة. والثالث، غياب موقف إقليمى او دولى صلب وملموس يكون رادعاً اوعقابياً، بعد ان انشغلت المؤسسات وكل الأطراف الدولية بالنجاة منفردة من الأزمات التى خلقها ترامب مع الجميع.