لو مددنا الخط على امتداده بين التصريحات الأمريكية الأخيرة عن أنه لا ضمانات على أن يظل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس فى غزة صامداً، ومقترحات الإدارة الأمريكية بتهجير أهالى غزة والاستيلاء على القطاع، سنجد أنه ربما علينا أن نوأد آمالنا بامتداد الهدنة القائمة لتتحول لوقف دائم لإطلاق النار، والاستعداد بدلاً من ذلك لاستئناف الحرب ربما لوقت أطول وبوتيرة أقوى، وذلك فى ظل الغطاء السياسى الذى تمنحه الإدارة الحالية لحكومة نتنياهو اليمينية وما تقدمه لها من دعم عسكرى مفتوح، آخر مظاهره صفقة معدات عسكرية بقيمة مليار دولار تتضمن قنابل تزن 2000 رطل، كانت إدارة بايدن قد حظرتها على إسرائيل، لكن الإدارة الحالية وعدت بإرسالها لإسرائيل خلال أيام. السبب وراء هذا التوقع، الذى أرجو أن يكون خاطئاً، أن عودة الحرب باتت مصلحة إسرائيلية-أمريكية مشتركة. فمن ناحية، يمنح استئناف الحرب قبلة الحياة لرئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو الذى يصر وزراؤه اليمينيون على عودة القتال وإلا انسحبوا من الحكومة وهدوا المعبد على رأسه. ومن ناحية أخرى، يروى استئناف الحرب غليل تلك الحكومة المتطرفة الشره لدماء الفلسطينيين ويمنحها الفرصة لتكملة مهمة تدمير غزة وجعلها غير قابلة للحياة، ما يعجّل بعملية التهجير القسرى للفلسطينيين بعد أن يصبح لا خيار أمامهم سوى الرحيل بإرادتهم أو الموت قتلاً وجوعاً، خاصة فى ظل التضييق المتوقع أو ربما المنع الكامل لدخول المساعدات ومقومات الحياة. وبحدوث هذا تتمهد الأرض لعملية الاستيلاء على أرض غزة بعد إفراغها من أهلها دون أن تضطر أمريكا لإرسال جنودها لهناك. من هنا يمكن القول إنه ما لم تتبلور خطة عربية واضحة وصلبة لمواجهة هذا المخطط، دون التعويل على المجتمع الدولى الذى سبق وخذلنا، أو تقديم «صفقة» عربية دسمة تغرى الإدارة الأمريكية بالتخلى عن خططها سيكون علينا توقع سلسلة تصعيد تبدأ بالضغط على دول الإقليم والتضييق على أهل غزة وتنتهى بعودة الحرب واستمرارها حتى استسلام الفلسطينيين.