أتعرفون ما هو الأصنص «أسنس»؟!.. لمن لا يعرف هو سائل مركز يستخلص من عصر بتلات الورد والزهور ويتم تقطير عصارتها؛ للحصول على عطر مركز «عطر - Perfume".. بنسب دقيقة للحصول على رائحة مميزة غالية ونادرة، ثم يتم حل العبوة المركزة بالماء وعمل كمية كبيرة من العطر!.. بعض الناس أو بمعنى أدق بعض أنقياء «البشر» حين ألتقي بهم أشعر بأنهم «أصنص مركز» من الفرح والسعادة والعزاء للروح، طوق نجاة يأتي لينقذك وسط كل هذا الغرق!. تشعر بأنه لو ذوب بماء المحيط لبقي الماء حلوا عذبا، ولو سكبته في البحر الُلجي - ظلمات بعضها فوق بعض - لكان نورا يلامس أطراف السحاب.. الأحبة الذين أنبتهم الله في قلوبنا نباتا حسنا، فأزهروا بداخلنا رغم المسافات.. الذين تولوا إضاءة الجزء المنطفي بزاوية ما في القلب.. المداوون لذلك الشرخ الذي أصاب جدار كل روح.. وتلك العبرات التي لا تنتهي ولا يعلم بها أحد.. وذلك الطريق الطويل البعيد الذي تسير فيه وحيدا رغم الزحام.. إلى العابرين بحياتنا الذين مروا بنا فكانوا لنا حصنا مما يؤلمنا.. إلى أولئك الذين أقاموا جدار روحنا رغم انهدامه وتحملوا تصدع قلوبنا وانكسارها. فإن كانوا بين أيديكم الآن فلا تفرطوا فيهم وأخبروهم أنهم أولئك.. وإن لم يكونوا فأرسلوا لهم الدعوات والأمنيات والأحاديث المؤجلة! سلام عليهم أجمعين أينما وجدوا.. سلام على أولئك بحياة الكثير منّا.. وشكرا.. لأصنص السعادة.. ومن أقام «جدار الروح» ولم يتخذ عليه أجرا.. وضوء لا يكون إلا بالأصنص المركز!..