قال رجل لبيكاسو: أنت لا تحسن الرسم، وسخر من لوحاته التى تتداخل فيها الألوان والخطوط، التقط بيكاسو ريشة ورسم حبة قمح تظهر أدق التفاصيل بتكنيك الظل والضوء، لدرجة أن دجاجة اقتربت من اللوحة بعد أن فرغ منها، ونقرت حبة القمح، فسأله الرجل من جديد: لماذا إذن تصر على هذه الرسوم الغريبة وأنت تحسن الرسم بطريقة رائعة؟.. فقال له بيكاسو جملته الشهيرة: «أنا لا أرسم للدجاج». فى مسلسل «80 باكو» وقعت المؤلفة والمخرجة والأبطال فى فخ الفوتوغرافيا، كل شىء فى العمل صورة طبق الأصل من الحياة، إبهار فى دقة تفاصيل الشخصيات، والبيئة التى يعيشون فيها، والمشاكل التى يعانون منها، وكأنهم لا يتحركون فى عمل فنى، ولكن فى الحقيقة واقع «سك»، لا يتبنى منطق الصدمات، وليس معنيا بالصراع، وينفر من الخيال، وتغيب عنه الدراما التى هى أساس العمل. أما صناع مسلسل «ولاد الشمس» فلم ينقصهم «النضوج»، كان المؤلف على دراية بأن استمرار التوتر هو ورقته الرابحة لجذب المشاهد، وأن كل حلقة هى حبكة قائمة بذاتها لابد أن تنتهى بصدمة، وأن كل شخصية يجب أن تأخذ حقها كاملا فى بعدها الدرامى، وتظهر اختلافها عن الشخصية الأخرى. لا تستطيع أن تحدد بطل العمل فى «ولاد الشمس»، التنافس الشديد فى الأداء، لم يكن مجرد مجهود شخصى من الممثل، أو بتعليمات صارمة من المخرج فقط، ولكن «الورق» أيضا كانت له الكلمة العليا، كتابة لم يتدخل فيها أحمد مالك وطه دسوقى (ولعة ومفتاح) بالحذف والإضافة لتوسيع مساحة أدوارهما وتضييقها على زملائهما، لتكون النتيجة النهائية إحدى لوحات بيكاسو الإبداعية التى لم يرسمها للدجاج.