تتطور الأحداث بشكل سريع فى المنطقة العربية، بل تمتد لدول إقليمية لتشتعل الأطراف جميعاً، سواء كانوا أساسيين أم وكلاء لأطراف رئيسية.. وصار المركز الرئيسى لبوتقة الاشتعال هو عزة.. وبمعنى آخر اسرائيل التى باتت تشعل الحروب كلها فى وقت واحد، بالاعتداء على غزة بحرب ضروس تعيد الجميع لنقطة الصفر بالإضافة إلى تحليقها فوق الأجواء السورية وضربها لأهداف عسكرية ومدنية، كذلك الحال للجنوب اللبناني، ناهيك عن ضرب الحوثيين فى اليمن بأياد وأوامر أمريكية، ومما لاشك فيه أن اسرائيل تضطلع بدور كبير فى هذه العمليات العسكرية سواء بشكل مباشر أو حتى بشكل استخباراتي. تسير الحروب تحت مزاعم أنهم يواجهون الإرهاب؟! سواء كانت حماس أو الحوثيين ومن ورائهم إيران دون أن يقترب أحد لضرب إيران؟! حتى ظلت الحرب على مشارف العراق، واختلط الحابل بالنابل وسط فوضى حقيقية بسيناريوهات معدة مسبقاً الفائز الوحيد فيها هو إسرائيل، وصار الجميع فى حالة ضعف وتشتت يعمل ألف حساب لأى حماقة أمريكية أو إسرائيلية، فالمزاعم موجودة وأهداف الشرق الأوسط الجديد لم تسقط بعد، البعض صار على خط النار بحكم تداعيات الجوار أو الارتباط السياسى والايدلوجى والآخر يقاوم أو يحاول أن يستعد لوقت سيأتى دوره فى الصراع الكل يتكبد فاتورة حرب أقسمت اسرائيل أنها لن تهدأ فحتى المفاوضات ستكون تحت خط النار. ولم يعد لأحد فرصة أن يفكر أو يلتقط الأنفاس.. المشهد كله فى اضطراب ولم يعد أحد بمنأى عن الخسائر، حتى وإن ظل بعض الوقت لا يتكبد خسائر مباشرة .. لكن الارتباط الجغرافى والجيو سياسى سيجعل الجميع خاسراً إن آجلاً أو عاجلا وسط نظام عالمى يتشكل بالفعل من جديد كانت بدايته الحرب الأوكرانية الروسية، وكان قول الفصل فيه مجئ الرئيس ترامب بقراراته الفجائية غير المتوقعة التى قلبت الموازين فى العالم كله والشرق الأوسط على وجه الخصوص وسط تمزق كامل للأنظمة العربية، مما يدفع الجميع لإعادة ترتيب صفوفه، ويجعل لزاماً لجمع كلمة العرب فى اصطفاف لا يدع مجالا للشك فى إنقاذ ما تبقى بنزع فتيل الصراعات الداخلية وإعادة توحيد الصف.. الوضع جد خطير وعلى الجميع الانتباه وسرعة اتخاذ خطوات جادة. «حمى الله مصر بقيادتها وشعبها وجيشها»