لا يخفى على عاقل أن نهج المخططات التي سارت عليه أمريكا في المنطقة إيقاظ الفتنة المذهبية بين أبناء الأمة والأسواء أنها إتخذت منهجا في دعم هذا وتخويف ذاك حتى إنخرط الجميع في هواجس الخوف والقلق . ومما لا شك فيه أن أمريكا نجحت في تقسيم المنطقة الى حد ما فصار لكل طرف منطقة تقابله منطقة ودولة تقابله دولة الى أن إنخرط الجميع في مشروع الفتنة والمؤسف أن مرجعية الجميع غدت أمريكا صاحبة السلطان على العالم والى جانبها روسيا ذات الصلة القوية بكيان يهود... ما يستوقفنا مما جرى هو الدور الإيراني والتركي في حلبة هذا الصراع المقيت حيث حشد كل طرف أتباعه ... وإختلط الحابل بالنابل الى أن هيأ الروسي بضوء أخضر من الأمريكي أرضية من التفاهمات تقضي بأن تقوم تركية بإستيعاب كل القوى ذات الصلة وجرى ما جرى... ولما جاء الدور الى إيران وكلوا العدو الصهيوني بهم فصار يتحين الفرص لضربهم دون أن يحرك أحد ساكنا وألزموا بخطوط أمنه... اليوم جاء الحساب... إيرانوتركيا كل في موقع العدو المستهدف أمريكيا ... إيران برنامجها النووي والصاروخي الذريعة وتركيا نهج أردوغان ولو الإسلامي المشاعري وخطوات الإصلاح .... إن العنوان الأبرز لهذه المرحلة هو كيف يمكن لتركياوإيران أن يدافعا عن أنفسهما ؟؟؟ من المسلمات البديهية أنه لا يمكن لدولة بمفردها لاسيما في عالمنا العربي والإسلامي مواجهة أمريكا ... لذلك نقول للذين يحسنون الظن تارة بإيران وتارة بتركيا ألم يحن الوقت لهما أن يضعا العصبيات المذهبية ليكونا النواة الحقيقية لهذه المواجهة... مشروع تركي إيراني حقيقي تلتف حوله الشعوب كفيل بوضع حد للغطرسة الأمريكية وعداءها لأمتنا.... إن تجاهل عمق الإنتماء والرابط الفكري بيننا سيبقينا في حالة الهزيمة وسيسمح لأمريكا بالإستفراد والسيطرة... لم نذكر باقي الدول عن قصد وفهم عميق أن طبيعة النظم القائمة لا خير مرجو منها أبدا ولكن تناولنا لتركياوإيران لأن البعض يعلق آمال عليهما.... إن عدم السعي لتحقيق هذه الجبهة دليل يقيني أن الآمال المرجوة سراب .... ستهزم تركياوإيران يقينا إذا واجهم الغرب منفردين ولكن قد يقود إتحادهم الى ثورة فكرية وثقافية أبرز نقاط الجذب والقوى إستبعاد الخطاب المذهبي أصلا في بناء هذه الجبهة التي تتوق اليها جل أبناء أمتنا... والعراق أرض خصبة ليكون جزء من هذا المشروع الحيوي بالإضافة الى سورياولبنان واليمن.... إنها مسؤولية كبيرة ولكنها ليست مستحيلة ولكنها تحتاج الى ورشة بناء على المستويين الرسمي والشعبي المتلقف والمستعد لمواجهة الغرب... إن أهل الوعي والغيرة مطالبون بالحشد والإستنهاض لبناء أولى لبنات هذا الصرح عبر الدعوة للدفع بهذا المشروع الى حيز الواقع