محافظ جنوبسيناء: الدولة أنفقت تريليون جنيه للتطوير فى القاموس يأتى معنى اسم طابا من التطبيب وهو علاجُ الجسم والنَّفسِ.. المدينة بالفعل علاج للروح والجسد وفيها أيضا تم علاج آخر جروح الوطن من احتلال غاشم طالها يومًا وهى المدينة التى لا تتجاوز مساحتها كيلو مترا واحدا. طابا ليست فقط الجزء الأخير من سيناء الذى تم استرداده من إسرائيل ورفع العلم عليه يوم 19 مارس 1988 بل هى نقطة تتميز بطبيعة خلابة جعلتها وجهة يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم..طابا تتمتع بموقع جغرافى واستراتيجى متميز، كان كلمة السر فى عظمتها بين الماضى والحاضر، وجعلها مطمعا لأعدائها، حيث تقع بين البحر المتوسط فى الشمال، وقناة السويس فى الغرب، وخليج العقبة فى الجنوب الشرقي، وتُعدّ حلقة الوصل البرية الوحيدة بين آسيا وأفريقيا، ومعبرا تاريخيا للتبادل التجارى والثقافى الحضارى بين حضارات شرق أسيا ووادى النيل، والشام، والعراق.. كل تلك المقومات بدأت الدولة فى الاستثمار فيها. «الأخبار» شهدت الاحتفال الذى نظمته محافظة جنوبسيناء بمناسبة ذكرى استرداد تلك البقعة الغالية ومن نفس موقع سارى العلم الذى تقدم إليه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى نفس اليوم قبل 36 عاما ليرفع علم مصر خفاقا، والذى تم تطوير موقعه ليكن ضمن مزارات المدينة الخلابة والتى شهدت آخر جولات الانتصار الأعظم لحرب أكتوبر المجيدة عبر المفاوض المصرى القوى كما أجرينا جولة داخل مواقع أهم المشروعات التنموية بالمدينة. فى البداية استقبلنا اللواء خالد مبارك محافظ جنوبسيناء بكلمة قال فيها إننا اليوم نحتفل بهذه المناسبة الوطنية الخالدة التى تمثل رمزًا للسيادة الوطنية والفخر بعودة طابا إلى أحضان الوطن وتأكيدًا على الدور الحيوى الذى تلعبه سيناء فى تحقيق التنمية المستدامة لمصر مؤكدا أن الدولة أنفقت تريليون جنيه من أجل تنمية سيناء ولن تتراجع عن تنفيذ كل ما يضمن الحفاظ على أرض الفيروز. فى يناير الماضى أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، قرارًا جمهوريًا بتخصيص 52.5 فدان فى جنوبسيناء لصالح الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر لإنشاء ميناء طابا البحري.. وحول هذا المشروع التنموى الهام يقول محافظ جنوبسيناء أن ميناء طابا هو نقطة حيوية للتبادل التجارى والسياحى بين مصر ودول المنطقة، خاصة السعودية، الأردن، والإمارات. مشروع تنموى آخر واعد وكان بمثابة حلم لأهالى جنوبسيناء وهو إنشاء خط سكة حديد العريش - طابا و يقول اللواء خالد مبارك أن المشروع سيكون جزءًا من خطة الربط اللوجستى بين البحرين الأحمر والمتوسط، مما يدعم حركة الشحن والنقل الداخلى ويقلل من الاعتماد على الطرق البرية التقليدية. وكذلك إنشاء محطات للسكة الحديد من ربط هذا الخط بالقاهرة من خلال امتداده لبئر العبد ثم الفردان. وأشار محافظ جنوبسيناء إلى أن العمل جارٍ حالياً على إنشاء 60 منزلاً بدوياً فى قرية النقب التابعة لمدينة طابا، وذلك ضمن المرحلة الأولى من المشروع، حيث وصلت نسبة الإنجاز إلى 80%. وأضاف أنه سيتم إنشاء 60 منزلاً آخر خلال المرحلة الثانية، مع العمل على توصيل شبكات المياه والكهرباء لتلبية احتياجات السكان. وأكد أن هذه المنازل مجهزة بأعلى المستويات، بتكلفة إجمالية تبلغ 95 مليون جنيه. وأوضح محافظ جنوبسيناء أن مشروع المساكن البدوية يعد أحد أبرز المشاريع التنموية فى المحافظة، حيث تصل مساحة كل منزل إلى 180 متراً. وداخل احتفالية رفع العلم؛ التقينا سهام سعيد وهى إحدى سكان طابا من قبيلة المسيلة و تمتلك قصة نجاح مذهلة حيث تغلبت منذ سنوات على العادات والتقاليد القبلية التى تمنع الفتاة من استكمال التعليم الجامعى ونجحت بتفوقها فى الحصول على منحة أوروبية للالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وتقول أتذكر جيدًا كيف كانت الحياة صعبة فى الماضي، خاصة للفتيات فى ظل العادات والتقاليد التى كانت تحد من فرصنا. لكن اليوم، وبفضل تحول اهتمام الدولة لتنمية وتعمير سيناء أصبحت أحلم بمستقبل أفضل لأبناء سيناء. فى الماضى كنا نحلم بوجود مدارس وقطار وإنفاق تربط سيناءبالسويس وبقية المحافظات وهو ما يتحقق بل أصبح واقعًا نعيشه. وبناء محطات لتحلية مياه البحر والمشروعات التنموية الأخرى ستعزز السياحة وتخلق فرص عمل للشباب. أما موسى فراج موسى أحد ابناء قبيلة المزين بجنوبسيناء فيقول سعداء أننا نحتفل اليوم باسترداد آخر شبر من أرضنا، فقد انتصرت المفاوضات المصرية بحكمة لسيادة مصر، ونحن لانزال على العهد ولن نفرط فى شبر واحد من أرضنا، ونرفض اى مخططات لتهجير سكان غزة من أرضهم لسيناء. ويرى النائب حميد سليمان ابو بريك عضو مجلس النواب عن جنوبسيناء أن طابا اليوم ليست مجرد مدينة حدودية، بل هى رمز للسيادة المصرية وابناء سيناء والمشروعات التنموية الجديدة ستغير وجه سيناء بالكامل، ونأمل أن تصبح هذه المنطقة مركزًا للتبادل التجارى والسياحى بين القارات، ونؤمن بأن أبناء سيناء هم عماد هذا التطور. أهم ما يميز احتفالية طابا كل عام هو قيام مجموعة من شباب سيناء الرياضى بالحضور إلى ساحة العلم واستلام شعلة النصر والانطلاق بها لوضعها على أعلى قمة جبلية فى طابا وخلفهم الفندق الشهير الذى شهدته اسرائيل بأموالها لتثبت أقدامها فى تلك المنطقة وقامت مصر بشرائه لتنهى وجودهم...الشعلة رسالة قوية للأجيال القادمة وتذكير بأن هذا البلد أبى التفريط فى قطعة من أرضه وهى مدينة طابا ولم يترك حقه فيها رغم محاولات العدو إخفاء كل المعالم الحدودية التى تشير لملكية مصر إلا أنه لا ضاع حق وراءه مطالب. مصر خاضت معركة الحرب والتحرير، والآن تخوض معركة التنمية على أرض سيناء. عند تطبيق معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية، حاول الإسرائيليون تحريك علامات الحدود داخل الأرض المصرية للاستيلاء على طابا، وفى 29 سبتمبر 1988 أصدرت هيئة التحكيم التى انعقدت فى جنيف حكمها لصالح الموقع المصرى، وفى 15 مارس 1989 تسلمت مصر منطقة طابا بعد معركة دبلوماسية قانونية خاضها بشراسة ابطال لجنة التفاوض المصرى الذين تم تخليد اسمائهم على جدارية عملاقة تتوسط أهم مواقع المدينة. وتضم الجدارية التاريخية 24 اسما هم د.عصمت عبد المجيد، د.وحيد رأفت، د.محمد الغنيمي، د.احمد القشيري، د.سميح صادق ،د.جورج ابى صعب، د.مفيد شهاب، المستشار أمين المهدي، المستشار فتحى نجيب، د.صلاح عامر، د.يوسف الحجاج، د. يونان لبيب رزق، السفير نبيل العربى ، السفير أحمد ماهر، السفير ابراهيم يسرى، السفير مهاب مقبل، السفير حسين حسونة، لواء فاروق لبيب، لواء خيرى الشماع، عقيد محمد الشناوي، عقيد محمود القرشى، لواء محمد محسن، لواء محسن حمدى، والسيد محمد نبيل صادق.