في عالمنا الرقمي المتسارع، أصبح الأطفال أكثر ذكاءً في تجاوز القيود الأبوية على الإنترنت، من اختراق إعدادات وقت الشاشة إلى الوصول إلى مواقع محظورة؛ لذا يجد الآباء أنفسهم في معركة مستمرة لحماية أبنائهم من المخاطر الرقمية. اقرأ أيضًا | «بأمان».. حماية لطفلك من مساوئ الإنترنت إليك بعض النصائح الفعالة التي يقدمها خبراء التكنولوجيا لضمان أمان الأطفال على الإنترنت، بحسب صحيفة "ذا جارديان": ابدأ المحادثة مبكرًا تؤكد الخبيرة إليزابيث ميلوفيدوف، المتخصصة في التوعية الرقمية للآباء، أن الأهم ليس فقط فرض القيود، بل تمكين الأطفال من اتخاذ قرارات ذكية عبر الحوار المستمر، وتوصي ببدء هذه المحادثات منذ اللحظة التي يبدأ فيها الطفل باستخدام التكنولوجيا، لمساعدته على التمييز بين المحتوى المناسب وغير المناسب. تحكم في الإنترنت من المصدر: يعد جهاز التوجيه (WiFi Router) أول نقطة يجب ضبطها لحماية الأطفال من المواقع غير اللائقة، يمكن للآباء تفعيل الفلاتر المناسبة عبر إعدادات مزود الخدمة لمنع الوصول إلى محتوى غير مرغوب فيه، لكن يجب الانتباه إلى أن الهواتف الذكية المزودة ببيانات محمولة (Mobile Data) يمكن أن تتيح للأطفال تجاوز هذه القيود. تعرف على المنصات الرقمية كل منصة رقمية، سواء كانت "تيك توك"، "روبلوكس"، "إنستجرام"، "يوتيوب"، أو "سناب شات"، توفر أدوات تحكم أبوية، ينصح الخبراء بالاطلاع على إعدادات الأمان المتاحة على المواقع الرسمية لهذه التطبيقات، حيث تتوفر إرشادات خطوة بخطوة لضبط إعدادات الخصوصية والحماية. مراجعة الإعدادات بانتظام يؤكد الخبراء أن الأطفال أذكياء بما يكفي لمحاولة تجاوز القيود، لذا من الضروري مراجعة إعدادات الأمان بشكل دوري، خاصة أن العديد من التطبيقات تُحدث خيارات التحكم بانتظام، كذلك يجب تعديل الإعدادات بما يتناسب مع عمر الطفل، حيث تختلف احتياجات الحماية بين الأطفال الصغار والمراهقين. إعادة التفكير في وقت الشاشة بدلًا من التركيز فقط على الحد من وقت الشاشة، ينصح الخبراء بمراقبة نوعية المحتوى الذي يستهلكه الطفل، إذا كان يستخدم الشاشة لأغراض تعليمية أو اجتماعية إيجابية، فقد لا يكون هناك مشكلة كبيرة، يمكن للآباء تقييم الأمر عبر خمسة أسئلة رئيسية: 1. هل يتناول الطفل طعامه بشكل صحي؟ 2. هل يحصل على نوم كافٍ؟ 3. هل يحقق أداءً جيدًا في المدرسة؟ 4. هل يتفاعل مع الأسرة بإيجابية؟ 5. هل لديه علاقات اجتماعية صحية؟ إذا كانت الإجابة إيجابية، فربما لا تكون هناك مشكلة كبيرة في وقت الشاشة. كن قدوة حسنة في استخدام التكنولوجيا إذا لاحظ الطفل أن والديه مدمنان على هواتفهم، فقد يشعر بالازدواجية في القواعد. لذلك، ينصح الخبراء بفرض قواعد على جميع أفراد العائلة، مثل تخصيص أوقات خالية من الأجهزة الإلكترونية أثناء تناول الطعام أو قبل النوم. استخدام الحوار بدلًا من الرقابة الصارمة يشير الخبراء إلى أن فرض قيود صارمة دون تفسيرات قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث قد يحاول الأطفال تجاوزها سرًا، لذلك من الأفضل بناء علاقة قائمة على الثقة والتواصل، بحيث يشعر الطفل بالراحة عند مواجهة موقف غير مريح عبر الإنترنت. تحديد عواقب كسر القواعد عند قيام الطفل بتجاوز القيود الأبوية، يجب التعامل مع الأمر بأسلوب مماثل لكسر القواعد في الحياة الواقعية، بدلًا من فرض حظر شامل على الإنترنت، يمكن فرض عواقب منطقية، مثل تقليل وقت اللعب أو مناقشة الأسباب التي دفعته لتجاوز القواعد. توفير أنشطة بديلة لضمان توازن صحي بين الحياة الرقمية والواقعية، يُفضل إشراك الأطفال في أنشطة ممتعة خارج الإنترنت، مثل الرياضة، والرحلات، والمشاركة في الأعمال اليدوية. تفهم اهتمامهم بالمحتوى الرقمي يشعر بعض الآباء بالإحباط عندما يقضي أطفالهم وقتًا طويلًا في مشاهدة "اليوتيوبرز" وهم يلعبون الألعاب الإلكترونية، لكن الخبراء يشبهون ذلك بمشاهدة مباريات كرة القدم أو برامج الطبخ، المهم هو ضمان أن يكون المحتوى الذي يتابعه الأطفال مفيدًا أو على الأقل غير ضار. لا يمكن منع الأطفال تمامًا من التعرض لمخاطر الإنترنت، لكن يمكن تقليل هذه المخاطر من خلال بناء علاقة قائمة على الثقة والحوار، واستخدام الأدوات التكنولوجية بحكمة، وتقديم بدائل ممتعة خارج العالم الرقمي، الأهم من ذلك، أن يكون الآباء قدوة حسنة في استخدامهم للتكنولوجيا.