بالرغم من مشاغل الحياة، ومهنته العملية فى مجال التحاليل الطبية، إلا أنه لا يزال أسيرا لهوايته المفضلة، وكأنه لا يزال طفلا صغيرا فى بداية حياته وليس رجلا كبيرا فى عقده الثالث من العمر ويحمل على عاتقه الكثير من الأمور، فمع اقتراب رمضان كل عام يسارع محمد تكرونى ابن مركز اسنا بمحافظة الأقصر إلى تجهيز مجسماته الفنية الرمضانية، والتى يتبارى عليها الناس لاقتنائها بمجرد رؤيتها لتزيين بيوتهم احتفالا بشهر رمضان الكريم.. ويقول تكروني: «أعشق الفن وصناعة المجسمات المستوحاة من حياتنا، التى تعبر عن البيئة المصرية الأصيلة. وكانت بدايتى فى هذا المجال منذ صغري، فى صناعة ألعابى، وذلك لعدم قدرة والدى على شرائها، فدخلت فى تحد مع نفسى لصنع مجسم من الكرتون لسيارة نقل، ثم توالت الإبداعات بصنع معدات البناء الثقيلة، لأطور مع الوقت فى استخدام خامات أخرى غير الكرتون، كالخشب، فى تجسيد الشخصيات، الى مجسمات صغيرة لا تتعدى حجم كف اليد. اقرأ أيضًا | كيف تتغلب على «رهاب الطيران»؟ ويضيف محمد أن المجسمات تتنوع ما بين صانع الكنافة وبائع الفول وآخر بائع فوانيس، والسيدة التى تخبز الخبز ومدفع رمضان والمسحراتى ورجل الدرج وغيرها من الشخصيات المصرية الأصيلة، ولكن ما يجعلها متفردة عن غيرها من المجسمات المصنوعة من عجينة السيراميك أنها مزودة بدوائر كهربائية مع بعض الإضافات، لإضفاء نوع من الحيوية والإبداع عليها، وليس مجرد تمثال صامت يزين أحد أركان المنزل فقط. وكشف محمد أنه يقوم بصناعة عدد كبير من تلك المجسمات قد يصل إلى 20 قطعة وتستغرق مدة شهر، ومن الألواح الخشبية الصغيرة بالإضافة لصناعة عربات النقل الضخمة من علب المشروبات المعلبة «الكانز» بجميع تفاصيلها، بالإضافة لتزويدها بمحرك يساعد مقتنيها على اللعب بها وكأنه قائد لها.