الإقصاء بداية التكفير..ولا يجوز لمسلم أن يقصى آخر أو يكفره الذكاء الاصطناعى سيف ذو حدين واستخدامه فى الفتوى يحتاج لضوابط يؤكد الشيخ أحمد بن سعود السيابى الأمين العام لمكتب الإفتاء بسلطنة عمان فى الجزء الثانى من حواره لجريدة «الأخبار» أهمية الأمن الفكرى لحفظ الاستقرار فى المجتمعات، مثنيا على دور الأزهر وجهوده فى تحقيق الوحدة الفكرية والاتحاد بين المسلمين.. يسترسل السيابى فى توضيح كيف أن الأزهر هو صمام الوحدة الإسلامية وحامل الوسطية، وكيف أن الإمام الأكبر «الطيب» يذكر دائما الحديث، الذى يجمع المسلمين حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم إن: «من استقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا وصلى صلاتنا فهو منا وفى ذمة الله ورسوله» وفيه هذا دلالة على أن ما يجمع «أهل القبلة» الكثير والكثير، وأنه لا يجب السماح بأى ما يفرقهم. اقرأ أيضًا| محمد أبو هاشم: الإمام أحمد بن حنبل رمز للصبر والعلم في مواجهة الفتن ............................؟ للأزهر الشريف لا شك دور كبير جدا ومشهود له أولا لأن الأزهر الشريف، كما ذكرنا هو قلعة حصينة من قلاع الإسلام، ويمثل المرجعية الإسلامية لكل المسلمين فهو يفد إليه الناس لطلب العلم من جميع أصقاع الدنيا؛ لاغتراف العلم منه سواء العلم الدينى أو العلم الدنيوى فى ضوء التعاليم الدينية، وهو بهذا يعتبر صمام الوحدة الإسلامية، وصمام الاتحاد بين المسلمين، وهو يتعاون مع الجميع الذين يتوجهون إلى تحقيق الوحدة الفكرية، بل إلى تحقيق الأمن الفكرى بين المسلمين، وفى الإسلام وهو مشهود له فى الحقيقة بالتسامح وبالحكمة، فهناك وثيقة الأخوة الإنسانية التى صدرت نتيجة التفاهم بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبين بابا الفاتيكان، وهناك وثيقة الوحدة الإسلامية وفى مؤتمر الحوار الإسلامى، الذى عقد بمملكة البحرين أخيرا وهناك دعا فضيلة الإمام الأكبر إلى وضع دستور لأهل القبلة ليكون بمثابة الميثاق بين المسلمين، فهو دستور لأهل القبلة أمر به وعقد من أجله اجتماعا لمجلس حكماء المسلمين حضرته شخصيا. والأزهر معروف بدوره الوسطى جدا فهو يحمل الوسطية فى الإسلام ويحمل التسامح بين الإسلام وغيره من الأديان والثقافات، فأهم ما أنجزه فى هذا المضمار ما ذكرنا نختصره فى وثيقة الأخوة الإنسانية بين المسلمين وغير المسلمين، ووثيقة الأخوة الإسلامية بين المسلمين، وإن شاء الله سوف يصدر دستور أهل القبلة لكى تتوحد، فدائما فضيلته يورد الحديث الذى يجمع المسلمين، حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم إن: «من استقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا وصلى صلاتنا فهو منا وفى ذمة الله ورسوله» أى كل من استقبل القبلة من المسلمين وصلى الصلاة إلى القبلة المشرفة وأكل الذبيحة أى كناية عن الذبح الحلال بين المسلمين فهو فى ذمة الله ورسوله، أى أنه يكون مع جميع المسلمين حيث لا تكفير فى ذلك ولا إقصاء إن مدار التكفير على هذه الثلاثة أن المسلم الذى يحرم ذبيحة غيره يقصيه عن الإسلام لذلك لا ينبغى للمسلم أن يقصى المسلم الآخر عن الصلاة معه ولا ينبغى للمسلم أن يقصى المسلم الآخر عن استقبال القبلة فإن فى ذلك إقصاء؛وهو الذى يؤدى إلى التكفير بمعنى أن هذا المسلم عندما يقصى المسلم الآخر فى هذه الأمور فإنه يكفره وهو مالا يجوز. ............................؟ اقرأ أيضًا| وكيل الأزهر: في الصيام تدريب للنفس للوقوف على حدود الله تعالى الذكاء الاصطناعى سيف ذو حدين هو تقريبا يعتبر عصر الثورة الصناعية الخامسة فعلى المسلم أن يتسلح بسلاح الذكاء الاصطناعى لكى يحقق الأهداف الإسلامية ويحقق وجود القوة على مستوى التقنية وهذا يدخل فى قوله تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة»، ولكن إذا كان هناك جانب غير أخلاقى فعلى الأمة الإسلامية أن تقاومه أيضا وتأخذ بالذكاء الاصطناعى المؤطر بالأخلاق الإسلامية حتى لا يكون هناك تجاوز ظالم فى استعماله، فهو من أدوات القوة لكنه يحتاج لضوابط ومحاذير فيجب الابتعاد عن كل ما يضر بالأخلاق الإسلامية أو يضر بالعقيدة الإسلامية فهناك قواعد أخلاقية لا يمكن تجاوزها. ............................؟ المرأة كانت قبل الإسلام فى كل الديانات ومع كل الشعوب مهضومة الجانب، وكسيرة الجناح ليس لها حق من الحقوق الاجتماعية سواء كانت هذه المرأة عند العرب أو كانت عند اليهود أو النصارى أو الهندوس وعندما جاء الإسلام والحمد لله فى بعثة النبى محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه كتابه الكريم، أعطى المرأة حقوقها كاملة، ورفعها من حضيض الإهانة إلى التكريم انطلاقا من قوله تعالى: «ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا»، فنالت حقها من الميراث وأعطتها الشريعة الإسلامية حق التصرف المالى فى مالها يعنى جعلتها متساوية مع الرجل فكرم الإسلام المرأة وتبوأت المرأة مكانة لائقة بها فى عهد النبوة وشاركت فى الغزوات النبوية فى العهد النبوى هناك من كانت تسقى الماء ومن تداوى الجرحى وتدافع بالسلاح، تعددت مهامها وفى ذلك تكريم لها ورفع لشأنها ومقامها حتى لا تكون أقل من الرجل، فإذن أخذت المرأة حقها فى الإسلام، وفى عهد الخلافة الراشدة استمر هذا التكريم، كانت هنالك المرأة التى تشرف على السوق فى المدينة فى عهد عمر بن الخطاب، وكانت هنالك المرأة التى درست أو علمت القراءة لزوجات النبى صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك من الأمور المتعددة، ولكن لوحظ بعد انتهاء الخلافة الراشدة، رجعت المرأة أدراجها وهمش دورها، ثم استمر هذا التهميش إلى العصور المتأخرة، حتى جاء العصر الحديث فهناك طبعا رجعت المرأة إلى التكريم فتعلمت فى المدارس وعملت فى الوظائف، وأصبحت لها حقوق اجتماعية وأوضحت ذلك فى كتابى» المرأة المسلمة .. حقوق وواجبها» والآن المرأة والحمد لله سواء عندنا فى سلطنة عمان أو فى مصر أو فى غيرها من جميع البلدان الإسلامية والعربية قائمة بدورها الذى كلفت به من قبل الله ولكن ينبغى أن يكون طبعا ذلك الدور الجيد وتلك المساحة الكبيرة التى أعطيت للمرأة بالعصر الحديث من التعليم، ومن التوظيف ومن القيام بالأعمال، ومشاركة الرجال فيها عليها أن تقوم بذلك الدور فى إطار الاحتشام فى السلوك وفى اللباس يعنى ألا تخضع بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض؛ حتى لا يطمع الذى فى قلبه مرض عندما يراها غير محتشمة ويراها مبتذلة فى لباسها وفى سلوكها فى تصرفاتها هذا الذى ندعو إليه كما يقول شاعرنا حافظ إبراهيم: أنا لا أقول دعوا النساء سوافر بين الرجال يجلن فى الأسواق بعد أن قال: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، يعنى الأم روض إن أنت عاهدته الحياة بري أورق أيما إوراق، ثم قال أنا لا أقول دعوا النساء سوافرا بين الرجال يجلن فى الأسواق، يعنى أنه يجب أن يكون هذا التحرّر أو الحرّية إن صح التعبير أن نسمّية حرّية أو انفتاحا إنما هى حقوق فى الحقيقة لها ليست حرّية ولا انفتاحا وإنما هو حقوق نالتها؛ بسبب الإسلام ولكن ينبغى أن تكون هذه الحقوق تؤدّى فى إطار الاحتشام وفى إطار طبعاً الوقار والسلوك الحسن ............................؟ لا شك أن السلم الدولى يقوم على أشياء كثيرة منها مكافحة الصراعات والحروب وألا تكون هناك حروب عرقية ولا حروب عقدية ولا حروب دينية ولا حروب اقتصادية ولا حروب سياسية ولا صراعات من أى نوع، وأن تكون البشرية فى حالة سلم متصافية مع بعضها البعض فهذا أمر طبعاً مطلوب إنسانياً وبشرياً؛ لأن الصراعات والحروب تؤخر البشرية وتعوق وتؤخر الإنتاج لكن إذا ما كان هناك سلم أهلى وميثاق شرف بين البشرية بعدم الاعتداء أو الاستلاب من طرف ضد آخر فإن السلم الدولى سيكون مفيداً جداً فى الاستقرار وفى الأمن والأمان وقد قلت ذلك فى بحثى فى اليوم العالمى حتى يكون هناك أمن فكرى متحقق مع الجميع وأن يكون الجميع فى حالة سلم وفى حالة عدم اعتداء وفى حالة إيجابية مشتركة.