عندما تأتى سيرة مباريات القمة عبر التاريخ يتذكر الجميع الندية والإثارة والمتعة التى تشهدها لقاءات الأهلى والزمالك قطبى الكرة المصرية والأكثر شعبية فى الوطن العربى وقارة أفريقيا بكل تأكيد.. المباراة تكون أيضاً فرصة لميلاد نجوم جدد يسطعون فى سماء الساحرة المستديرة ولكن ما حدث باستاد القاهرة فى القمة 130 لم يكن فى الحسبان خاصة مع غياب الأهلى «الكبير» مهما كانت المبررات أو الأسباب. جميع الأندية بلا استثناء اشتكت من منظومة التحكيم على مدار مباريات الدور الأول وبالتأكيد كانت هناك أخطاء من حكام الساحة أو الڤار ليس لها أى مبرر ولكن الحديث على أن الأمر موجه أو متعمد مرفوض تماماً خاصة عندما يكون نابعاً من الكبار الذين يستفيدون من تلك الأخطاء فى مباريات كثيرة وليست على مدار الموسم الحالى فقط نظراً للشعبية والسطوة الإعلامية فى أحيان كثيرة. أتصور أننى فى هذا المكان وعبر تلك المساحة طالبت كثيراً مجالس إدارات اتحاد الكرة المتعاقبة بتطوير تلك المنظومة حتى ينصلح الحال وتتحقق العدالة للجميع وهو الهدف الذى عمل عليه مجلس الجبلاية الحالى برئاسة هانى أبوريدة منذ اليوم الأول لقدومه وبالتالى تم التعاقد مع الكولومبى أوسكار رويز الذى بدأ وضع أسس لخطته لعلاج الأوجاع وتضميد الجراح ولكن على ما يبدو أن هوس الحكم «أبو برنيطة» يحظى بالتأييد والدعم والجميع «يبلع له الظلط» حتى وإن كان الخطأ فادحاً على عكس ما يحدث مع الحكم المصرى الذى يلقى الجميع عليه اللوم والمسئولية حتى ولو كان التقصير من اللاعبين أنفسهم. ما حدث فى لقاء القمة بعدم ذهاب الأهلى إلى استاد القاهرة بعد اعتراضه فى بيان رسمى على تعيين طاقم مصرى بقيادة الحكم محمود بسيونى مطالباً بتأجيلها واستقدام طاقم أجنبى أو عدم استكمال المسابقة مع بيانات مضادة من مجلس الزمالك بالتمسك بإقامتها بحكام مصريين مثلما أعلن، وخطابات من الرابطة وبيانات من اتحاد الكرة يؤكد أن التنسيق بين هذه المؤسسات غائب تماماً لنصل إلى المشهد الذى لم نكن نتمناه بذهاب الزمالك لاستاد القاهرة وغياب الأهلى مع حضور جماهير القطبين مع تأكيدات «الجبلاية» والرابطة بتطبيق اللائحة باعتبار الزمالك فائزاً بنتيجتها. الخلاصة: لابد من جلوس الكبار على مائدة واحدة من أجل التفاهم والتناغم وإعلاء مصلحة الكرة المصرية فوق أى اعتبارات أخرى لأن صورة مصر أمام العالم كله أهم من الصراعات والتنافس والتناحر عبر صفحات السوشيال ميديا خاصة أننا فى موسم استثنائى والجميع يأمل فيه الخلاص من أوجاع المواسم المتلاحمة السابقة التى أضرت بالأندية والمنتخبات الوطنية على حد السواء. أتمنى أن يحكم صوت العقل الجميع وأن يعملوا على إيجاد حلول عملية وناجزة لإنهاء ذلك الصراع الذى أهدر فرص المنافسة الشريفة بين الفرق وجعل قطاعاً كبيراً من الجماهير تشعر بعدم الرغبة فى متابعة الدورى المحلى رغم محاولات الدولة ومؤسساتها الوطنية تعمل على تعظيم قيمة المنافسة للمنتج الكروى من خلال زيادة عوائد الرعاية وحقوق البث التليفزيونى والحضور الجماهيرى فى المدرجات والأهم بداية طريق إصلاح منظومة التحكيم وهذا لن يتأتى إلا أن يتحمل كل طرف مسئولياته ويعى حجم وقيمة المؤسسة التى يديرها وهذا الكلام للجميع وليس مقصوداً به طرفاً بعينه لأن مصلحة مصر فوق الجميع.