منذ إطلاق الحكم محمود بسيونى صافرة نهاية لقاء القمة 130 بين الزمالك والأهلى قبل أن يبدأ بسبب عدم ذهاب الفارس الأحمر لاستاد القاهرة تاركًا غريمه التقليدى الفارس الأبيض وحيدًا فى أرضية الملعب العريق والكلام لا يتوقف بين أنصار القلعة الحمراء الذين يمنون النفس بإعادة اللقاء بحكام أجانب مثلما طلب مجلس الإدارة وعشاق القلعة البيضاء الذين أعلنوا الأفراح مؤكدين أن اللائحة ستطبق وأن النقاط الثلاث من نصيبهم وخصم مثلها من الأهلى فى نهاية الموسم وهو ما يعنى عودتهم مرة أخرى للمنافسة بقوة على لقب الدورى. هذا المشهد الحزين الذى تكرر فى الموسم الماضى وكان الزمالك وقتها الفريق الذى لم يذهب لاستاد القاهرة معترضًا على بعض الأمور التنظيمية والتحكيمية ودفع الثمن فى النهاية بتطبيق اللائحة عليه وبالتالى انقلب الدعم الجماهيرى لمجلس الكابتن حسين لبيب الى توبيخ وغضب عن أسباب الانسحاب وافساح الطريق للفارس الأحمر للحصول على اللقب، وهو ما يعنى أن هناك أزمة حقيقة تحتاج الى معالجتها والضرب بيد من حديد على من أخطأ فى هذا المشهد العبثى الذى لا يليق فى النهاية بقطبى الكرة المصرية صاحبى الشعبية الكبيرة ليس فى مصر فقط ولكن فى الوطن العربى وأفريقيا ولن أكون مبالغًا اذا قلت عالميًا خاصة فى عالم السوشيال ميديا والدليل خروج عناوين صحف ومواقع عالمية تتحدث عن تلك الواقعة المخزية فى تاريخ ملاعبنا المصرية. المؤكد أن على إدارات الأندية خاصة الجماهيرية أن تعى جيدًا حجم وقيمة التواجد فى كيانات رياضية كبيرة تاريخها راسخ منذ عقود بعيدة وشعبيتها تضرب بجذورها فى جميع أنحاء المعمورة وبالتالى الكلمة يجب أن تخرج بحساب والقرار بميزان دهب حساس، وعلى الجميع أن يتحمل تبعات نتائج قراراته وعلى المسئولين تطبيق اللائحة على الجميع وكما قلت محاسبة المخطئ والمتسبب فى الأزمة أيا كان. بأى حال من الأحوال فى دولة كبيرة مثل مصرنا الحبيبة وفى ظل تواجد مؤسسات وطنية قوية تدافع عن عزتها وشموخها وتحفظ لشعبها الأصيل أمنه واستقراره فى لا يمكن السماح لأى ناد من أطراف الأزمة سواء كان فى السابق أو الوقت الحالى أن يهدد ويتوعد ويصدر أزمات فى وقت نحتاج فيه جميعًا إلى اصطفاف وطنى لمواجهة التحديات الخارجية الهائلة والأطماع والمؤامرات ففى مقدرات الشعب المصرى خاصة أن قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك هما مكونان رئيسيان فى نسيج الوطن وكل بيت يضم مشجعًا أهلاويًا وآخر عاشق زمالكاوى لا مجال للتعصب وإثارة الفتن بين الجماهير، هدفنا جميعا يجب أن يكون الحفاظ على حالة السلم المجتمعى التى نعيشها ولا يوجد مجالات للعبث أو الضغط على مؤسسات الدولة الوطنية المهمومة دائمًا بأم الدنيا وتوفير حياة كريمة للمواطن المصرى. ممارسة كرة القدم هدفه المتعة وإسعاد المتابعين والعشاق للساحرة المستديرة وهم بالملايين مهما اختلفت الألوان والانتماءات ليس هناك مجال لإفسادها وجعلها مصدر إزعاج وتصفية حسابات أو الاستقواء وفرض أمر واقع لخدمة طرف بعينه يتربص بوطننا الغالى ويتحين الفرص لإشعال نار الفتنة الكروية التى هى أخطر على بلدنا المحروسة من الفتنة الطائفية التى أثبتنا من خلال علاقة الأخوة والمحبة مع أشقائنا المسحيين أننا شعب واحد نعيش فى وطن واحد وعلى أرض واحدة وفشل العدو على مدار قرون فى اختراق وحدتنا بفضل صلابة إرادتنا وعشقنا لتراب مصر. رسالتى للقطبين الكبيرين ومجالس إدارتهما التى أقدرها وأحترمها وأعرف أنهما حريصان على مصلحة مصر وأن البحث عن الحقوق لا يجب أن يكون على حساب سمعة بلدنا، دعونا نستمتع بكرة قدم حقيقية تشبه تلك التى نشاهدها فى الملاعب الأوروبية، ضعوا أيديكم فى يد بعض وطوروا هذه الصناعة بتحديد سقف للانفلات الجنونى فى أسعار اللاعبين واعملوا مع اتحاد الكرة والرابطة على وضع لوائح واضحة وصريحة لا تحمل التأويل أو التلاعب ببنودها واجعلوا كرة القدم للمتعة وإسعاد الجماهير. تلك الرسالة أقولها من وازع وطنى ورغبة فى عدم تصدير الأزمات لمؤسسات الدولة الوطنية ومن واقع مسئولية مجتمعية يجب أن يتحمل من لا يقدرها عواقب قراراته ونتائج تصرفاته، أقولها بالفم المليان: ضعوا مصلحة مصر وأمنها واستقرارها أمام أعينكم دائمًا وترفعوا عن الصغائر، لا تنظروا لمكاسب انتخابية أو ترضية لجان اليكترونية .. مصر يجب أن تكون فوق الجميع .. مصر يجب أن تكون أولًا وأخيرًا .. تحيا مصر .. ويحيا شعبها العظيم.