فى عصر تتسارع فيه التكنولوجيا بوتيرة مذهلة، لم تعد المنافسة تقتصر على الملاعب التقليدية، بل امتدت إلى عوالم افتراضية تجتذب ملايين اللاعبين الشباب حول العالم، وصناعة متكاملة تحقق مليارات الدولارات سنويًا، وتُشكل بيئة خصبة لاكتشاف مواهب استثنائية، قادرة على تحقيق إنجازات عالمية، فلم تعد الرياضات الإلكترونية مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبحت أداة فعالة لبناء الوعي، وتعزيز الانتماء، وفتح نوافذ نحو المستقبل. ومع وجود أكثر من 40 مليون مصرى يمارسون الألعاب الإلكترونية، وفقاً لإحصائيات الاتحاد المصرى للألعاب الإلكترونية، يبرز السؤال: كيف يمكن توجيه هذا الشغف ليكون أداة بناء؟ من هذا المنطلق قدم الكاتب الصحفى «أيمن بدرة» رئيس تحرير «أخبار الرياضة» السابق، مشروعا متكاملا لتنظيم أكبر بطولة للرياضات الإلكترونية، تحت رعاية د. أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، فى حدث يعكس وعياً متقدماً بضرورة استثمار اهتمامات الشباب، فيما يخدم مستقبلهم ومصلحة الوطن، حيث تتيح المنصة التنافسية فرصة ليس فقط لاكتشاف المواهب، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم الإبداعية، ولكن لإعادة صياغة علاقة الشباب بوطنهم، وفتح آفاق جديدة أمامهم فى مجالات التكنولوجيا الحديثة، تحميهم من التأثيرات السلبية للاستخدام العشوائى للفضاء الإلكتروني، ومن بعض الألعاب التى تروج للعنف، وتستهدف عقول الشباب بأفكار هدامة، تقود إلى العزلة والانحراف الفكري. وفى رأيى أن ما يميز هذا الحدث ارتباطه بمشروع وطنى يهدف إلى تعزيز الانتماء، ودعم الصناعة الوطنية، وتعريف الشباب بمدى التطور الذى تحقق فى هذا المجال، إذ لن تقتصر الجوائز على المكافآت المالية، بل تشمل منتجات مصرية ذات جودة تنافسية فى الأسواق العالمية، ما يجعل الحدث فرصة لتعزيز ثقة الشباب فى الإنتاج المحلي، ويعيد تشكيل نظرتهم إلى المنتج المصري، فهى ليست مجرد منافسة فحسب، بل مشروع توعوى وطنى يضع مصر فى موقع متقدم على خريطة المنافسات الإلكترونية الدولية، ويحمل فى طياته رسالة واضحة مفادها: أن الرياضة الإلكترونية يمكن أن تكون أداة بناء وليس هدم. هذه البطولة لم تكن تتم لولا الشراكة القوية بين الجهات الداعمة، وعلى رأسها الاتحاد المصرى للألعاب الإلكترونية برئاسة الزميل «شريف عبد الباقي»، وشركة «إيجى تك» برئاسة المهندس «عمرو شوقي»، هذه الشراكة التى تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون بين الإعلام والصناعة.