دمشق- وكالات الأنباء أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أمس، أنه شن 17 غارة جوية على مواقع فى جنوبسوريا، بزعم أنها كانت «تشكل تهديدا لإسرائيل»، وفق تعبيره. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى إن «طائرات حربية تابعة لسلاح الجو أغارت خلال ساعات الليلة الماضية فى منطقة جنوبسوريا على رادارات ووسائل رصد تستخدم لبلورة صورة استخبارات جوية». وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن سلاح الجو دمر مقرات عسكرية بنتها «هيئة تحرير الشام» فى منطقة قطنا بريف دمشق. وتعد هذه المرة الأولى التى يكشف فيها النقاب عن استهداف إسرائيل لمقرات جيش سوريا الجديد. من جهتها، أفادت صحيفة «الوطن» السورية، أمس، بأن الطيران الإسرائيلى استهدف بغارات عدة مواقع عسكرية سابقة تابعة للجيش السورى ، وذكر موقع «صوت العاصمة» أن الغارات استهدفت الفرقة الأولى بمنطقة الكسوة جنوب غرب العاصمة دمشق بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع التابع للاحتلال. جاء هذا بينما تنشغل البلاد بأحداث الساحل السوري. وتعهدت لجنة تقصى الحقائق فى سوريا، فى مؤتمر صحفي، أمس، «بتقديم المتورطين فى انتهاكات الساحل السورى للقضاء»، وأعلنت اللجنة أنها تسعى «لإنهاء التحقيقات خلال 30 يوما». وقال المتحدث باسم اللجنة، الدكتور ياسر فرحان، إن عملها قد يمتد «لأكثر من 30 يوما فى بعض الحالات». وأكدت اللجنة أنها تعد «خطة للتواصل مع الشهود وأهالى الضحايا بالساحل»، مشيرة إلى أنها ستحمى «خصوصية وأمن الشهود». وأفاد المتحدث بأن اللجنة ستستعين «بالوسائل التقنية الحديثة فى التعامل مع مقاطع الفيديو التى توثق الانتهاكات بالساحل السوري. فى الأثناء، أصدرت مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أمس بيانا، بشأن الأحداث التى شهدها الساحل السوري، مشيرة إلى أن بعض القتلى هم عائلات بأكملها، متحدثة عن «إعدامات على أساس طائفي». وجاء فى البيان، أن «هناك تقارير عن عمليات إعدام بإجراءات موجزة على أساس طائفى من قبل جناة مجهولى الهوية، ومن قبل عناصر من قوات الأمن التابعة لسلطات تصريف الأعمال، وكذلك من قبل عناصر مرتبطة بالحكومة السابقة». وصرح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل تقدم كل أشكال الدعم إلى سوريا «لتنهض وتحافظ على سلامة أراضيها ووحدتها». وأضاف أردوغان بأن بلاده تنصح السلطات السورية بالعمل على تخفيف التوتر، وأوضح بأنه اتخذ كل الإجراءات الضرورية لمنع انتشار أعمال العنف» فى تركيا. وكان المرصد السورى لحقوق الإنسان قدم حصيلة محدثة لعدد قتلى المواجهات فى الغرب السورى «على أيدى قوات الأمن ومجموعات رديفة» لتبلغ 1068 قتيلا. على صعيد آخر، شهدت العاصمة دمشق ومدن عدة احتفالات شعبية بعد إعلان رئاسة الجمهورية توقيع اتفاق يقضى بدمج ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات البلاد. وردد المتظاهرون شعارات تؤكد الوحدة الوطنية وإفشال مخططات التقسيم. بدورهم، رحبت قطر والسعودية والأردن باتفاق الدمج ورأت فيه خطوة على طريق تعزيز الأمن والاستقرار فى سوريا. وقالت الخارجية القطرية -فى بيان- إن الاتفاق خطوة مهمة نحو توطيد السلم الأهلى وتعزيز الأمن والاستقرار وبناء دولة المؤسسات والقانون. وأعلنت الخارجية السعودية -فى بيان- ترحيب المملكة بالاتفاق، وأشادت بالإجراءات التى تتخذها سوريا لصون السلم الأهلى فى البلاد. كذلك رحبت الخارجية الأردنية بالاتفاق، وقالت إنه «خطوة مهمة نحو إعادة بناء سوريا على الأسس التى تضمن وحدتها وسيادتها وتخلصها من الإرهاب، وتحفظ حقوق كل أبناء الشعب السوري». ويتكون الاتفاق من 8 بنود، ويُفترض أن تعمل لجان مشتركة على إتمام تنفيذه قبل نهاية العام. وأوضحت الرئاسة السورية أن الاتفاق جاء بعد اجتماع بين الرئيس الانتقالى أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، موضحة أنه ينص على ضمان حقوق كل السوريين فى التمثيل والمشاركة السياسية.