السيسي يصدر قرارين جمهوريين جديدين    رسميًا.. جدول امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي 2025 بمحافظة الوادي الجديد    هيغير المعادلة، تفاصيل اقتراح برلماني للتفاوض العادل بين ملاك ومستأجري الإيجار القديم    أسعار الأسماك اليوم الخميس 15 مايو فى سوق العبور للجملة    أسعار الأضاحي 2025 في مصر.. ارتفاع طفيف في الكيلو القائم واقبال متزايد مع اقتراب عيد الأضحى    وزير الخارجية يشارك في اجتماع آلية التعاون الثلاثي مع وزيري خارجية الأردن والعراق    دلالات رمزية.. وسط غياب ترامب وبوتين.. ماذا ننتظر من محادثات أوكرانيا في إسطنبول؟    برشلونة يسعى لعبور إسبانيول للاقتراب من حسم لقب الليجا    إنتر ميامي يتعادل مع سان خوسيه 3-3 بمشاركة ميسي (فيديو)    اليوم.. منتخب مصر في مواجهة صعبة أمام المغرب في نصف نهائي كأس الأمم    الأرصاد تكشف موعد ذروة ارتفاع درجات الحرارة| خاص    تجديد حبس 6 عاطلين بتهمة البلطجة والتشاجر وحيازة أسلحة في المرج    وفاة وإصابة 7 أشخاص إثر تصادم ميكروباص وبيجو بقنا (أسماء)    اليوم.. أولى جلسات محاكمة نجل محمد رمضان بتهمة التعدي على طفل    جاستن بيبر مديون لمدير أعماله السابق ب 8 مليون دولار    الكرملين: مدة استئناف المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبول ستعتمد على مدى تقدمها    القومي للبحوث يقدم 14 نصيحة طبية لزيادة التركيز خلال فترة الامتحانات    «الصحة» تنظم مؤتمرًا طبيًا وتوعويًا لأهمية الاكتشاف المبكر لمرض الثلاسميا    رئيس وزراء قطر: عرض الطائرة لترامب صفقة حكومية قانونية وليست هدية شخصية    عاجل- قناة السويس تبدأ تطبيق تخفيض 15% على رسوم عبور سفن الحاويات العملاقة لمدة 90 يومًا    مصرع طفل صدمته سيارة نقل مقطورة فى أوسيم    ستيف ويتكوف: حل قطاع غزة يتطلب نزع سلاح حماس بالكامل    حديد عز تجاوز 39 ألف جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس 15-5-2025    وصل سعره ل 6800 يورو.. يسرا تتألق في «كان» بفستان لامع من توقيع إيلي صعب    هانئ مباشر يكتب: بعد عسر يسر    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 15 مايو 2025    إعلام إسرائيلي: مباحثات جادة بين إسرائيل وعدة أطراف لوقف إطلاق النار في غزة    كيف تتخلص من ارتفاع ضغط الدم؟ 3 طرق فعالة دون أدوية    لأول مرة، جيتور تستعد لإطلاق X70 Plus المجمعة محليا بالسوق المصري    نماذج امتحانات الصف الخامس الابتدائي pdf الترم الثاني جميع المواد التعليمية (صور)    لايف.. تليفزيون "اليوم السابع" يكشف حقيقة فيديو حريق كورنيش مصر القديمة    نائب رئيس جامعة دمنهور تفتتح معرض منتجات الطلاب ضمن مبادرة «إنتاجك إبداعك»    يبدأ التسجيل اليوم.. المستندات المطلوبة للتقديم بوظيفة معلم رياضيات بالأزهر    الكشف عن نظام المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا 2025-2026    مصر تتصدر منافسات ثالث أيام بطولة إفريقيا للمضمار.. برصيد 30 ميداليات    أيمن بدرة يكتب: الحرب على المراهنات    المجلس الرئاسي الليبي يعلن وقف إطلاق النار في طرابلس    رسميا.. رابطة الأندية تدعو الفرق لاجتماع من أجل مناقشة شكل الدوري الجديد قبل موعد اتحاد الكرة بيومين    جدول امتحانات الصف الثالث الابتدائي الترم الثاني 2025 في جميع المحافظات    من بينهما برج مليار% كتوم وغامض وحويط.. اعرف نسبة الكتمان في برجك (فيديو)    ريهام عبد الحكيم تُحيي تراث كوكب الشرق على المسرح الكبير بدار الأوبرا    موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    «5 استراحة».. اعثر على القلب في 5 ثوانٍ    تراجع أسعار الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 15 مايو 2025    وزير الخارجية: الرئيس السيسي يقود جهودًا دبلوماسية لوقف العدوان على غزة وإيصال المساعدات    سالي عبد السلام ترد على منتقديها: «خلينا نشد بعض على الطاعة والناس غاوية جلد الذات»    كيف قضى قانون الجديد العمل على استغلال الأطفال وظيفيًا؟    تحركات برلمانية لفك حصار الأزمات عن أسوان ومستشفيات الجامعة    نشرة التوك شو| تفاصيل زيارة ترامب للسعودية.. وخالد أبو بكر يقترح إلغاء وزارة الأوقاف    مصرع رجل وزوجته في حادث تصادم سيارتين أجرة ونقل على طريق طنطا- كفرالشيخ    حكم الأذان والإقامة للمنفرد.. الإفتاء توضح هل هو واجب أم مستحب شرعًا    وصول حسام البدري والفوج الأول من الرياضيين المصريين إلى القاهرة    "أول واحدة آمنت بيا".. محمد رمضان يكشف أهم مكالمة هاتفية في حياته    وفاة الفنان السوري أديب قدورة بطل فيلم "الفهد"    الكويت: سرطان القولون يحتل المركز الأول بين الرجال والثاني بين الإناث    رئيس لجنة التخطيط السابق بالأهلي: مدربون فُرضوا علينا.. والخطيب كلمة الحسم    الرئيس يتابع تنفيذ المشروع القومي لبناء الإنسان    ب«3 دعامات».. إنقاذ مريض مصاب بجلطة متكاملة بالشريان التاجى في مستشفى شرق المدينة بالإسكندرية (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وراء كل «مستريح» ومنصة| مثلث الشر: النصاب.. تاجر الدين.. الطماع

لن نمل من تكرار أن النصاب لا يغلب الساذج فقط، بل ضحيته الأثيرة هو الطماع، ورغم أن النصب جريمة قديمة فإنها مازالت في تطور في ظل عصر التكنولوجيا الرقمية، وخصوصًا مع انتشار المواقع والتطبيقات الإلكترونية ومنصات السوشيال ميديا المختلفة غير الآمنة، ومن خلالها يمكن النصب والاحتيال بسهولة دون معرفة شخصية النصاب، فهذه صور للنصب صارت موجودة على السوشيال ميديا فتزداد عمليات الاحتيال الإلكتروني التي تستهدف الأفراد بوعود زائفة بالثراء السريع، وآخر هذه الوقائع ولن تكون الأخيرة؛ كانت قضية منصة FBC، التي خدعت الآلاف بوهم الاستثمار المربح، قبل أن تختفي ومعها ملايين الجنيهات والتي أثارت الرأي العام على مدار الأيام القليلة الماضية.
تعتمد هذه المنصات على استغلال رغبة الناس في تحقيق مكاسب سريعة، مستخدمة أساليب تسويقية خادعة وفي منتهى الذكاء، مثل العوائد المضمونة والإعلانات الوهمية والإرباح الوفيرة والمرتبات المجزية الضخمة بالإضافة للعزومات والحفلات الكبيرة لكن في النهاية، يكتشف الضحايا أنهم وقعوا في فخ لا يمكن الفرار منه، بعد أن وجدوا حسابات هذه المنصة مغلقة وأموالهم مختفية، ورغم تكرار هذه الجرائم، وأنها ليست جديدة من نوعها، لكنها كشفت عن هشاشة الوعي المالي لدى كثير من الأفراد، الذين وقعوا في فخ الطمع والأوهام الرقمية.
اليوم أمامنا واقعة جديدة وهي النصب عن طريق تطبيق جديد أو منصة جديدة أطلق أصحابها عليه «Fbc» والتي جمعت ملايين الجنيهات من المصريين، لكن في حقيقة الأمر لم يكن ذلك التطبيق جديدًا بل سبقه عدة تطبيقات داخل وخارج مصر كان هدفها النصب على الجميع، و الكارثة الكبرى ظهور منصة أخرى بعد إغلاق تلك المنصة وهروب القائمين عليها.
مكسب بلا عمل!
انتشرت في الفترة الأخيرة أفكار تتعلق جميعها بفكرة الكسب السهل الكبير والسريع الذي لا يقابله أي جهد أو إنتاج حقيقي ما جعل عمليات النصب كل يوم في تزايد، كون النصاب يستطيع جذب الطماع، فالتطبيقات الإلكترونية التي نصبت على الناس كثيرة مثل « hoggpoolهوج بول»، والتي جذبت أكثر من 600 ألف مشترك، ووعدتهم بأرباح يومية من خلال التعدين الإلكتروني والاستثمار، قبل أن تغلق أبوابها فجأة، وتختفي معها مئات الملايين من الدولارات، و Super Likeeهو نفسه تطبيقGolden Fleeceهو نفسه «وايت ساندز» أو «الرمال البيضاء» وغيرها الكثير؛ حيث خسر ملايين من المشتركين مبالغ طائلة، ورغم اختلاف مسميات التطبيقات، إلا أن الفكرة واحدة وهي النصب والاحتيال لجمع الأموال وخداع المستخدمين، لكن الأغرب أن الضحايا مازالوا في تزايد في كل مرة، وليتهم استوعبوا من أخطاء سابقيهم؛ لنفاجأ خلال الأيام القليلة الماضية بظهور منصة نصب جديدة استخدم أصحابها اسمًا جذابًا وهو؛ «FBC»، كانت صاحبة الترند بعدما أغلقت موقعها وهرب القائمون والعاملون بها بعدما نصبوا على العديد من الضحايا بمبلغ تخطى الملايين ما بين دولار وجنيه مصري، واستيقظ المشتركون ليجدوا أن المنصة توقفت عن العمل، ولم يتمكنوا من سحب أموالهم، ليبدأ سيل من الشكاوى والاستغاثات على وسائل التواصل الاجتماعي.
الظهور والحكاية
ظهرت منصة FBC في السوق المصري منذ شهور قليلة جدًا، كموقع استثماري يُتيح للأفراد جني أرباح يومية مقابل القيام بمهام بسيطة، مثل مشاهدة الفيديوهات والإعجاب بالمحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي أو تحميل بعض التطبيقات، وبدأت المنصة خلال ساعات من إطلاق التطبيق الخاص بها على متجري «جوجل بلاي» و»آبل ستور»؛ حيث حميله نحو 15 ألف مستخدم على هواتفهم متأثرين بحملة الإعلانات الممولة عبر انستجرام وتيك توك في خلال الساعات الأولى؛ حيث يبدأ باشتراكات رمزية بداية من 900 جنيه فقط، مما جعلها تبدو أنها مبالغ صغيرة وغير ضارة أو مشبوهة، ومع مرور الوقت، قدمت وعودًا بأرباح تصل إلى 200% خلال أسابيع قليلة، مما أغرى المزيد من الأشخاص بالمشاركة واستثمار مبالغ أكبر، وتم تصميم المنصة بنظام المستويات الهرمي، حيث كلما زاد مبلغ الاستثمار زادت الأرباح المحتملة، فعلى سبيل المثال المستوى الأول، يتطلب استثمارًا صغيرًا حوالي 900 جنيه، مع وعد بعائد يومي من 50 إلى 100 جنيه، بينما المستوى الثاني، يحتاج إلى استثمار أكبر حوالي 3200، ويمنح أرباحًا قد تصل إلى 300 جنيه يوميًا، بينما هناك مستويات أعلى يمكن للمستخدمين استثمار أكثر من ثلاثين ألف جنيه، وحتى مليون جنيه، مع وعود بعوائد ضخمة، قد تصل إلى 10,0000 جنيه يوميًا وأكثر!
لم تكتفِ المنصة بذلك، بل شجعت المستثمرين على دعوة أصدقائهم وعائلاتهم للانضمام، حيث يحصل المستخدم على عمولات إضافية ومرتبات شهرية عند تسجيل أفراد، هذه الآلية تُشبه أنظمة التسويق الهرمي، التي يُعتبر العديد منها شكلًا من أشكال الاحتيال المنظم.
كما أن أساليب الاحتيال التي استخدمتها منصةFBC، هي إغراء المستخدمين بالأرباح السريعة، فأحد أهم أساليب الخداع التي استخدمتها المنصة هو منح أرباح فعلية في البداية، لجعل المستثمرين يثقون بها، كان المستخدمون بالفعل قادرين على سحب أرباح صغيرة، مما جعلهم يعتقدون أن المنصة تعمل بشكل قانوني.
نجاح مزيف
كما أنشأت المنصة قنوات تواصل على تطبيقات مثل تيليجرام وواتساب؛ حيث كان المستخدمون يتبادلون قصص النجاح المزيفة حول كيفية تحقيقهم أرباح ضخمة، كما أن تعدى عدد الجروبات 100 جروب وعدد المشتركين داخل كل جروب تخطى 1000 مشترك، كما استعانت المنصة بأشخاص للترويج لها عبر يوتيوب وتيك توك، دون إعلانات ما أعطى انطباعًا بأنها شركة حقيقية وموثوق فيها؛ حيث استهدفت تلك المنصة الطبقة المتوسطة والبسيطة، بشكل أساسي الفئات التي تبحث عن دخل إضافي، مثل الموظفين محدودي الدخل والطلاب وربات البيوت، واعتمدت على إعلانات توحي بأن الاستثمار سهل ومتاح للجميع، دون الحاجة إلى خبرة مالية أو مهارات استثمارية أو أي مهارات من الأساس.
بعد ان جمعت المنصة الملايين ما بين دولاروجنيه مصري، بدأت في تعطيل عمليات السحب، بحجة وجود مشكلات تقنية أو تحديثات أمنية، أو اختراق المنصة من قبل هاكرز عالميين، ومع ازدياد الشكاوى، اختفى الموقع الإلكتروني والمنصات التابعة له، تاركًة آلاف المستخدمين في صدمة، وكارثة حقيقية.
قبضة الداخلية
في الوقت ذاته تبلغ لوزارة الداخلية من 101 مواطن بتضررهم من القائمين على منصة إلكترونية بمسمى « FBC « عبر شبكة الإنترنت لقيامهم بالاحتيال عليهم والاستيلاء على أموالهم والتي بلغ إجماليها قرابة «2 مليون جنيه» بزعم استثمارها لهم في مجال البرمجيات والتسويق الإلكتروني وإيهامهم بمنحهم أرباح مالية مزعومة.
بعد التحريات الدقيقة؛ تبين أن العصابة تتألف من ثلاثة عناصر يحملون جنسيات أجنبية، كانوا يقيمون في مصر، مرتبطين بشبكة إجرامية دولية، وكانوا قد نسجوا شبكة معقدة من الأشخاص في الداخل والخارج؛ حيث تم تجنيد 11 شخصًا لتأسيس شركة في القاهرة تعمل كمقر لعملياتهم الاحتيالية، وظلت المنصة تعمل عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، حيث كان يتم الترويج للمشروع عبر رسائل مغرية تصل الضحايا واحدًا تلو الآخر، مقابل عمولات مالية وكذا توفير خطوط هواتف محمولة لتفعيل محافظ إلكترونية عليها ببيانات وهمية لاستخدامها في تلقى وتحويل الأموال المستولى عليها، بينما كانت الأموال تتدفق إلى جيوب المحتالين، وعقب ذلك اغلقت المنصة ومقر الشركة؛ عقب تقنين الإجراءات، سريعا وتمكن رجال الداخلية من ضبط 14 منهم وبحوزتهم عدد من الهواتف المحمولة، و 1135 شريحة هاتف محمول، وجهاز «لاب توب»، ومبالغ مالية عملات مختلفة قيمتها مليون و270 ألف جنيه، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة على النحو المشار إليه، واتخذت الإجراءات القانونية.
في الوقت ذاته حذرت وزارة الداخلية المواطنين من التعامل مع مثل تلك التطبيقات المجهولة المصدر التي يتم بثها عبر شبكة الإنترنت بزعم تحقيقها أرباح مالية سريعة لعدم تعرضهم للنصب والاحتيال وفقدان أموالهم.
قررت جهات التحقيق المختصة، التحفظ على المحافظ الإلكترونية الخاصة بالمتهمين في قضية منصة FBCالالكترونية، وذلك في ضوء إجراءات التحقيق الموسعة التي فتحتها في البلاغات المقدمة ضد المتهمين في القضية.
وواجهت النيابة المتهمين البالغ عددهم 14 متهمًا بالتحريات الأمنية والاتهامات الموجهة له في البلاغات والمحاضر المحرر لهم في القضية، والتي وصلت ل310 بلاغ يتهم التشكيل بالاستيلاء علي أموال المواطنين، وكذلك المعلومات التي كشفت عن شكاوى عدد كبير من المشتركين في منصة شركة FBC للتسويق الإلكتروني، الذين أكدوا تعرضهم لعملية نصب بعدما استولت الشركة على أموالهم.
عيد الشجرة
في الوقت ذاته تواصلت أخبار الحوادث مع بعض ضحايا المنصة، ليبدأ أحدهم بأسى قائلاً: «الحكاية بدأت من يوم 2/6 الناس سحبت فلوسها الطبيعية، ورفعت المنصة من يوم 2/7 عدد المهام وأرباح مستوى J3 من 350 إلى 490 من أجل استقطاب عدد أكبر من الضحايا في المنصة، حيث أن مشتركين مستوى J2 يقومون ليشتركوا في مستوى J3، كما أن المنصة لم تكتف بذلك لكنها قامت بتنزيل 5 آلاف هدية لرمضان للمشتركين في مستوى J3، وذلك بهدف اشتراك أكبر عدد من المستخدمين في هذا المستوى لتحقق المنصة مكاسب رهيبة، أما يوم 2/13 فالجميع كان ينتظر أن يسحب ارباحه وأمواله، فكانت الحجة وقتها من قبل المنصة إجازة عيد الشجرة.
وهنا كانت بداية المبشرات بأن النهاية ربما أنها اقتربت، فكل المشتركين بمستوى J3 لم يستطيعوا سحب أموالهم بالإضافة إلى كل من ترقى من مستوى J2 لمستوى J3 لم يستطع السحب أيضًا ولا حتى سحب الوديعة الاساسية وهي ال 3600 جنيه الخاصة بالباقة القديمة التي كانوا مشتركين بها، وبهذا يظل J1 و J2 العدد بهم قليل جدًا بعد ما الاغلبية انتقلوا وعملوا ترقيه ل J3 عشان يحصلوا على الهدايا الرمضانية والأرباح اليومية الجديدة، كما أنه في ذلك الوقت فتحت المنصة السحب للمستويين J1 و J2 لتعيد ثقة موظفيها بالإضافة إلى مكافآت الإحالة ومكافآت الحدث التي تضاعفت 3 مرات في آخر 10 أيام، كما طالبت المنصة بدفع وديعة لاسترداد المستخدمين حساباتهم وأن هذه خدعة جديدة للحصول على المزيد من الأموال.
عمليات التحويل
ويتابع قائلُا: البداية عندما أقنعني تلميذي القديم وهو أحد الضحايا بالانضمام للشركة التي عادت عليه بمبالغ جيدة نظير دفع مبلغ 3600 جنيه كما إن موقع شركةfbc، تنشر على موقعها شهادات بزعم انها موثقة من الحكومة الإنجليزية وتعمل بالتعاون مع الحكومة المصرية بعد الدفع تصبح موظفًا دائما تقوم بأداء مهام يومية عبارة عن تثبيت بعض التطبيقات والألعاب منها الشهير مثل فيسبوك وانستجرام وغيرها من المنصات، وتحصل على راتب يومي يبدأ من 50 جنيها يضاف إلى حسابك، في الحقيقة كان السحب يومي و يتم تحويله إلى محفظتي ثم تحول السحب إلى يوم في الأسبوع لكل فئة حسب المبلغ المدفوع الذي يصل إلى 200 ألف جنيه و بعدها قدموا إغراءات مثل شنطة رمضان وقيمتها 5000 جنيه ومكافأة 5000 أخرى، ولكن للمستوى الثالث فقط، فقام الكثيرون بدفع مبلغ 11200 جنيه حتى يحصلوا على المكافآت وبالفعل حصلوا عليها لكن على الحساب فقط، إلى أن أتى يوم السحب أعلنت الشركة أن موظفي المالية في إجازة بسبب عيد الشجرة وأنه علينا الانتظار أسبوع آخر دون سحب وخلال هذا الأسبوع توالت المغريات وتوالت الترقيات ودفع الناس المزيد من الأموال، وفجأة يوم الخميس الماضي اتقفلت الصفحة وكتبوا فشل في السحب ورجعت الفلوس إلى الحساب وأعلنت الشركة أنها تعرضت للقرصنة وأنها طلبت من جهة مصرية حكومية للطوارئ الإلكترونية في القرية الذكية المساعدة وأن هذه الجهة تطلب مالا كل حسب المستوى؛ وأنه فور دفعه يرجع الحساب ونتمكن من السحب، وتصدرت لنا وقتها واحدة اسمها «لينا بيشت» مديرة التوظيف وصارت تغرى الناس بدفع الفلوس المطلوبة لاسترداد الحساب، وبالفعل هناك من دفع لكن لم تتمكن من السحب»!
مفاجأة وكارثة
ليتواصل معنا أدمن أحد الجروبات، والذي تبين لنا من الضحايا؛ انه كان على تواصل مباشرة مع القائمين والعاملين بالمنصة، ليبدأ حديثه معنا بدور الضحية ويشرح لنا التفاصيل كاملة لكنه كشف لنا كارثة كبيرة للغاية فبدأ حديثه في البداية قائلًا: «البداية كانت في شهر أغسطس الماضي، بدأت أشوف على فيسبوك إعلانات ممولة عن وظائف متاحة بدون أي شروط صعبة، وكمان كانت تظهر لي بشكل متكرر، وكان الإعلان وجه لي لتحميل التطبيق وبالفعل بمجرد الدخول وجدت مكتوبًا عليه (جاهز للانطلاق)، وبمجرد تحميله وجدته يحولني لمحادثة على واتساب مع رقم دولي +44، والرقم ده قالولي إنه بريطاني، وبمجرد التواصل معاهم، قالولي إنهم محتاجين عمال لموقع مدفوع الأجر بدون أي إيداع لمدة 4 أيام، يسموها فترة تدريب، والشغل كان بسيط جدًا عبارة عن 5 مهمات يوميًا، وكل مهمة ب6 جنيهات، يعني 30 جنيها في اليوم، فالمهمات كانت عبارة عن تثبيت تطبيقات على جوجل بلاي أو آبل ستور ومشاهدات بعض الفيديوهات لزيادة التفاعل، وبعد 4 أيام، استطعت أن أسحب 50 جنيها، ووصلت على محفظتي الإلكترونية في أقل من 10 دقائق، بعد انتهاء فترة التدريب، توقفت المهمات، وتم ابلاغي إنه عشان أكمل الشغل لازم أعمل حساب توظيف، وهو حاجة مثل عقد رسمي مع الشركة، وطلبوا مني بياناتي مثل الاسم والوظيفة والعمر، وبعدها دخلت جروب واتساب باسم الشركة وكان مكتوب جنبه رقم 218، اعتقد دا جروب رقم 218، وهذا يعني أنه هناك جروبات كثيرة، المهم الجروب كان مليان ناس بأرقام مصرية وأجنبية، أغلبها +44، عدد يتجاوز 1000 شخص».
ويتابع قائلا: «ثم وجدت مديرة التوظيف اللي رقمها أجنبي قالتلي لو عايز تكمل وتاخد فلوس أكتر، لازم تعمل إيداع أولي، وكان عندي 20 جنيها في الحساب، فقالتلي كملهم ل900 جنيه عشان تقدر تاخد مستوى J1، اللي بيديك 30 جنيها يوميًا، ولو عايز فلوس أكتر، فيه مستويات أعلى، J2ب3600 جنيه، وJ3ب11200 جنيه، وقتها أنا اخترت المستوى الأول، وأودعت 900 جنيه، وبعد أن دخلت بدأت الفلوس تنزل بشكل منتظم، وبقيت أشوف ناس كتير في الجروب بيشاركوا أرباحهم اليومية، وبعد فترة بدأوا يكلموني عن حاجة اسمها مكافآت التوظيف، وقالولي لو جبت حد يسجل، هاخد 58 جنيها، ولو جبت 5 أشخاص، هاخد مكافآت أكبر، جبت قرايبي، ولقيت بينزلي مكافآت زي 108 جنيه زيادة، وقالوا لي لو عملت حفلة ودعيت ناس جدد، الشركة هتدفعلي 250 جنيها عن كل شخص أعزمه على العشاء في مطعم محترم، بصراحة في الأول كنت مترددا، لكن لما شفت ناس بتنزل صور من الحفلات دي على الجروب، اتشجعت، لكن لما وافقت، قالولي لازم ترقي حسابك للمستوى الثاني عشان تقدر تستفيد، ودفعت 3600 جنيه، وبعدها لقيت نفسي واخد 6000 جنيه للحفلة، وطلبوا مني أصور العشاء والناس وجنبهم لافته باسم الشركة وأبعتلهم الصور عشان ينشروها.
ومن وقتها بدأت ألاحظ إن الموضوع بيتوسع بسرعة، وبقى فيه اجتماعات كل أسبوع للحديث عن مزايا الشركة وازاي أي حد ممكن يحقق أرباح ضخمة، وبدأوا يضيفوا حاجات جديدة في التطبيق مثل عجلة الحظ وصناديق ثروة، وقالولي إنها استثمارات تعطي أرباحا، وبدأوا يتعاملوا وكأنهم بنك إلكتروني، فكانوا بيحفزوا المشتركين بطرق جديدة، مثل تعيين مشرفين للجروبات، وقالولي لو قدرت أجيب 100 شخص، هبقى مدير محلي وأخد راتب ثابت كل شهر، ناس كتير من الجروب بدأوا يدخلوا اخواتهم وأقاربهم وجيرانهم، والموضوع بقى ضخم جدًا»!
المدير الإقليمى
ويستطرد كلامه قائلًا: «لكن في شهر ديسمبر الماضي، فجأة، ظهر شخص اسمه حاتم، قال إنه المدير الإقليمي، وأعلن عن حفلة ضخمة جديدة، والحفلة كانت النقطة اللي الشركة نقلت فيها لمستوى أكبر وأضخم، بعد هذا الحفل بدأوا يعلنوا عن حاجات جديدة، زي فتح مقرات رسمية في سمنود وغمرة، وظهور سجل تجاري رسمي عشان يقنعوا الناس إنهم شرعيين، بالاضافة لوجود العديد من السلفيين فهذه الحفلات، كما قالوا أن الشركة لها مقر كبير خارج مصر، وأنها شركة عالمية مرخصة منذ العام 2000 ومتعاونة مع الحكومة المصرية للقضاء على البطالة، بعدها فجأة، بدأوا يقللوا عمليات السحب، وزعموا أن الحكومة فرضت عليهم ضريبة، ولازم ندفعها أول كل شهر، وبدأوا يخلوها يوم سحب واحد في الأسبوع بدل ما كانت يوميًا، بحجة تنظيم الحسابات، لحد ما في يوم، قالوا إن في هاكر اخترق الشركة، وإنه حصل تعاون مع شركة لحل المشكلة، وبدأوا يحذفوا المشرفين، والجروبات كلها اختفت فجأة، في تلك اللحظة عرفت إننا كلنا اتنصب علينا، والشركة قفلت السحب تمامًا».
اقرأ أيضا: من لايك إلى خسارة العمر.. كيف وقع ضحايا FBC في فخ النصب؟
خسارة الأموال
ليستكمل حديثه قائلا: أنا خسرت فلوسي، وخسرت ناس كتير دخلتهم معايا وكانوا فاكرين إنهم بيعملوا شغل محترم، في البداية كنت حاسس إن كل حاجة طبيعية، لأن الفلوس كانت بتنزل، والمجموعات كانت بها ناس تتحدث عن أرباحها، لكن الحقيقة إن ده كان مخطط متقن جدًا للاحتيال على أكبر عدد ممكن من الضحايا قبل ما يختفوا تمامًا، وأكثر شيء تعلمته من تلك التجربة إن أي حاجة بتوعدك بربح سريع وسهل، غالبًا بتكون فخ لازم الناس تكون حذرة، خصوصًا من أي حاجة بتطلب إيداع عشان تشتغل الشركات المحترمة مش بتطلب منك تدفع فلوس عشان تشتغل، ولو كنت عرفت من البداية مكنتش هقع في الفخ ده.
ليختم حديثه بمفاجأة قائلاً: «هذه ليست المشكلة الاكبر لكن المفاجأة الأكبر؛ أن هذه ليست الشركة الوحيدة بل هم 6 شركات تعمل بنفس الأسلوب وهم FBC، GmA، BTS، RGA، AT، FCB، منهم من أغلق بالفعل ومنهم مازال مستمرًا كما أن هناك بعض الأشخاص بعدما تعرضنا لهذه الكارثة بدأوا يرسلون لنا هذه المنصات ولينكات لشركات جديدة، لإرسالها للناس بحجة أنها تعويض عن الخسارة لما حدث معهم»!
الإفتاء
ومن جانبها حذرت دار الإفتاء المصرية، المواطنين من الانسياق وراء الإعلانات المضللة والوعود الزائفة بالثراء السريع التي تروِّجها بعض الجهات المضللة تحت مسميات الاستثمار في التكنولوجيا أو الذكاء الاصطناعي، وذلك في ظل تزايد عمليات الاحتيال المالي التي تستغل التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي.
ووفقا لتقرير لها، رصدت دار الإفتاء بالتعاون مع الجهات المعنية، زيادة ملحوظة في حالات النصب والاحتيال الرقمي التي تستهدف المواطنين، مستخدمةً شعارات خادعة مع ربطها بالدين لإضفاء الشرعية عليها، وأكدت دار الإفتاء، أنَّ كل استثمار يجب أن يكون ضمن الأطر الشرعية والقانونية المنظمة له، وأن أي استثمار خارج عن الأطر الشرعية أو غير خاضع للرقابة الرسمية يعرِّض أموالَ الناس للخطر.
كما تؤكِّد أن الإسلامَ يحثُّ على التعاملات المالية القائمة على الوضوح والشفافية والتوثيق القانوني، محذرة من المعاملات المشبوهة التي تستغل جهل الناس بأمور المال والاقتصاد.
وعليه، فإن كلَّ دعوة إلى الاستثمار في كيانات غير مرخصة أو وعود بتحقيق أرباح خيالية تتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية وتعد شكلًا من أشكال الغرر المحرم شرعًا.
وتهيب دار الإفتاء المصرية بالمواطنين عدم الانسياق وراء هذه الادعاءات المضللة، وعدم الاستثمار أو إيداع الأموال إلا من خلال الأطر الشرعية والقانونية المنظمة له، والمعتمدة من الدولة.
كما تدعو دار الإفتاء الجميع إلى التحقُّق من مصادر أي دعوات استثمارية، واستشارة الخبراء والمتخصصين قبل اتخاذ أي قرارات مالية، داعين جميع المواطنين إلى توخي الحذر والإبلاغ عن أي حالات مشبوهة لحماية المجتمع من عمليات النصب المالي.
احمى نفسك
وفي النهاية لا زلنا نردد؛ لحماية نفسك من مستريح الإنترنت، لابد من عدم التعامل مع أي منصة غير مرخصة رسميًا من الجهات الحكومية، التأكد من مصادر المعلومات وعدم الانسياق وراء العروض المغرية على وسائل التواصل الاجتماعي، عدم مشاركة البيانات الشخصية أو الحسابات البنكية مع أي جهة غير موثقة، الإبلاغ الفوري عن أي منصة مشبوهة عبر الخط الساخن لوزارة الداخلية.
كما أن قضية FBC ليست سوى نموذج جديد للاحتيال الإلكتروني، لكنها كشفت مدى ضعف الوعي الاستثماري لدى العديد من الأفراد في عصر الإنترنت، أصبحت عمليات النصب أكثر تطورًا وتعقيدًا، ما يتطلب من الجميع توخي الحذر، وبينما تستمر التحقيقات في هذه القضية، يبقى الدرس الأهم هو أن الطمع قد يقود إلى خسائر فادحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.