تزخر العسكرية المصرية بتاريخ حافل بالبطولات والتضحيات، وبقائمة شرف لا تنتهى تضم رجالًا أبطالًا وقادة عظماء وهبوا حياتهم لخدمة الوطن والدفاع عنه، وقد ضحوا بأرواحهم فى سبيل استرداد الأرض وعزة الوطن ورفعته، وقد سطر التاريخ ذكراهم بأحرف من نور، وتتناقل الأجيال بطولاتهم وتضحياتهم بفخر واعتزاز. وتخليدًا لذكرى شهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم فى سبيل الوطن، تُحيى مصر فى التاسعِ من مارس من كل عام، ذكرى يوم الشهيد، تزامنًا مع إحياء ذكرى استشهاد الفريقِ عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القواتِ المسلحة الأسبق، الذى استُشهِد بين جنوده على الجبهة. وتستعرض «أخبار اليوم» فى الملف التالى بعض الملامح من بطولات وتضحيات شهداء مصر الأبرار.. وإلى التفاصيل: قصة استشهاد الطيار عاطف السادات تؤكد الإصرار والعزيمة التى يتمتع بها المقاتل المصرى، لنيل واحدة من الاثنين، إما النصر أو الشهادة، فالطيار المقاتل عاطف السادات واحد من رجال القوات المسلحة البواسل الذين ساقهم القدر للاحتشاد فى الصفوف الأمامية للجبهة، والمشاركة فى الضربة الأولى الخاطفة والمفاجئة لشل حركة العدو على طول الجبهة ومنعه من التنفس وقطع الإمدادات عن جنوده فى سيناء الغالية. وُضع الرائد عاطف السادات، ضمن تشكيلة الضربة الجوية الثانية، ورغم أن وضع اسمه فقط ضمن المشاركين فى حرب أكتوبر 73 يكفى فخرًا وشرفًا لأى مصرى، إلا أن عاطف السادات استقبل الخبر بمزيد من الإصرار والعزيمة على تحقيق هدفه والمشاركة فى أول ضربة. وأمام إصراره لم يجد رؤساؤه سوى الاستجابة له، ووضع اسمه ضمن التشكيلة الأولى بدلًا من الثانية، وأسند إليه مهمة قيادة تشكيل فرعى، لتدمير عدة بطاريات صواريخ الهوك المكلفة بحماية مطار المليز لحرمان العدو من استخدامها ضد قواتنا، وفى يوم السادس من أكتوبر الساعة الثانية وخمس دقائق بالتمام انطلق الشهيد ورفاقه لأرض المعركة. ضمن 36 طائرة أخرى، انطلق الشهيد عاطف السادات ورفاقه لتنفيذ المهام المكلفين بها، وعندما أصبحوا فوق الهدف تمامًا، أطلق الشهيد صواريخ طائرته مفجرًا رادار ومركز قيادة صواريخ للعدو وقام باقى التشكيل بضرب وتدمير أهداف أخرى. وللتأكد من تنفيذ المطلوب منه، قام الشهيد عاطف السادات بدورتين كاملتين حول الهدف بجانب البحث عن أى أهداف أخرى لم تصبها الصواريخ، إلا أنه وفى الدورة الثالثة له بالطائرة سوخوي، أطلق العدو صاروخًا مضادًا للطائرات، تحطمت بسببه طائرته وانفجرت فى الهواء واستشهد.