تزخر العسكرية المصرية بتاريخ حافل بالبطولات والتضحيات، وبقائمة شرف لا تنتهى تضم رجالًا أبطالًا وقادة عظماء وهبوا حياتهم لخدمة الوطن والدفاع عنه، وقد ضحوا بأرواحهم فى سبيل استرداد الأرض وعزة الوطن ورفعته، وقد سطر التاريخ ذكراهم بأحرف من نور، وتتناقل الأجيال بطولاتهم وتضحياتهم بفخر واعتزاز. وتخليدًا لذكرى شهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم فى سبيل الوطن، تُحيى مصر فى التاسعِ من مارس من كل عام، ذكرى يوم الشهيد، تزامنًا مع إحياء ذكرى استشهاد الفريقِ عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القواتِ المسلحة الأسبق، الذى استُشهِد بين جنوده على الجبهة. وتستعرض «أخبار اليوم» فى الملف التالى بعض الملامح من بطولات وتضحيات شهداء مصر الأبرار.. وإلى التفاصيل: أطلق الرئيس الراحل أنور السادات، اسمه على أهم نفق يربط سيناء بباقى المحافظات، وحصل اسمه على وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، وأطلق اسمه أيضًا على أحد دفعات الكلية الحربية، وذلك نظرًا لما أظهره من شجاعة فائقة فى ميادين القتال بدايةً من العدوان الثلاثى على مصر، وانتهاءً بيوم استشهاده فى 14 أكتوبر 1973. روى عن الشهيد البطل أحمد حمدى، العديد من القصص والروايات الحقيقية من أرض المعركة، والتى أظهرت حنكته وصلابته وإرادته القوية فى دحر العدو واستعادة أرض الفيروز من أيدى المغتصب وتنفيذ المهام الموكلة له بكل دقة وحرفية، كانت أبرزها ما فعله خلال الهجوم الثلاثى على مصر عام 1956. وقتها قام الشهيد البطل بعمل فدائى كاد أن يكلفه حياته، وذلك عندما قرر منع العدو من العبور للضفة الأخرى، وقام بنفسه بتفجير كوبرى الفردان شمال مدينة الإسماعيلية ب 11كم، ومنع بذكائه العدو من المرور عليه، وأيضًا كان سببًا فى إبطال أكثر من 2200 لغم فى صحارى مطروح، ولذلك أطلق عليه لقب «اليد النقية» نظرًا لمهارته فى سرعة تفكيكها. منذ انطلاق ساعة الصفر وعبور جنودنا للضفة الشرقية من القناة، ظل الشهيد أحمد حمدى لمدة أسبوع تقريبًا يشارك جنوده كافة التفاصيل الدقيقة خلال تركيب الكبارى على طول الضفة، وينتقل من معبر إلى آخر طوال الليل والنهار، وفى يوم 14 أكتوبر 1973، كان يشارك فى إعادة إنشاء كوبرى لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة. خلال ذلك ظهرت مجموعة من الخراطيم متجهة بفعل تيار الماء إلى أحد أجزاء الكوبرى والتى تعرض تماسكه للخطر، ومن خلال ناقلة برمائية كانت تقف بجوار الكوبرى، قاد الشهيد أحمد حمدى العربة المائية واستطاع انقاذ الكوبرى من الدمار رغم القصف الجوى والمدفعى المستمر. وخلال عودته لجنوده كان قدره ينتظره، حيث أصيب بشظية متطايرة قاتلة بسبب قاذفة، ولقى ربه صائمًا واستشهد البطل أحمد حمدى وسط جنوده كما كان بينهم دائمًا.