تزخر العسكرية المصرية بتاريخ حافل بالبطولات والتضحيات، وبقائمة شرف لا تنتهى تضم رجالًا أبطالًا وقادة عظماء وهبوا حياتهم لخدمة الوطن والدفاع عنه، وقد ضحوا بأرواحهم فى سبيل استرداد الأرض وعزة الوطن ورفعته، وقد سطر التاريخ ذكراهم بأحرف من نور، وتتناقل الأجيال بطولاتهم وتضحياتهم بفخر واعتزاز. وتخليدًا لذكرى شهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم فى سبيل الوطن، تُحيى مصر فى التاسعِ من مارس من كل عام، ذكرى يوم الشهيد، تزامنًا مع إحياء ذكرى استشهاد الفريقِ عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القواتِ المسلحة الأسبق، الذى استُشهِد بين جنوده على الجبهة. وتستعرض «أخبار اليوم» فى الملف التالى بعض الملامح من بطولات وتضحيات شهداء مصر الأبرار.. وإلى التفاصيل: هو بطل من طراز مختلف ليس فقط خلال حرب أكتوبر التى كانت خير خاتمة لرحلة هذا المناضل والفدائى، بل منذ اللحظة التى برز فيه اسمه خلال حرب اليمن، وتنبأ له قادته بمستقبل باهر فى الحياة العسكرية.. ولما لا وقد ورث الشهيد من جده التقاليد العسكرية والرغبة فى التضحية فداءً للوطن. عقب النكسة، كان الانتقام واسترداد الأرض، بل وعدم جعل العدو ينام مرتاح البال مطمئنًا بما استولى عليه من أرض، هو الشغل الشاغل لقيادات القوات المسلحة، وفى يوم 5 أغسطس 1968 بدأت القيادة العامة فى التفكير بتشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين سميت فيما بعد بالمجموعة 39 قتال. كان الهدف من المجموعة هو القيام ببعض العمليات الخاصة فى سيناء، كمحاولة القضاء على إحساس العدو الإسرائيلى بالأمن، وبأمر من مدير إدارة المخابرات الحربية اللواء محمد أحمد صادق، وقع الاختيار على الشهيد إبراهيم الرفاعى لقيادة هذه المجموعة، فبدأ على الفور فى اختيار العناصر الصالحة. عندما حانت ساعة الصفر، كان الشهيد وفرقته على أهبة الاستعداد لتنفيذ المهام المطلوبة منهم على أكمل وجه، حيث قاد خلال الحرب عددًا من العمليات المهمة بدأت بعملية ضرب مواقع العدو الإسرائيلى فى شرم الشيخ ورأس محمد فى 7 أكتوبر 1973، وعملية الإغارة على مطار الطور فى 7 أكتوبر 1973. وكانت آخر عملية شارك فيها الشهيد قبل أن تصعد روحه الشريفة إلى بارئها هى عملية منطقة الدفرسوار، والتى كلف خلالها بمنع العدو من التقدم فى اتجاه طريق 'الإسماعيلية / القاهرة'، ووقتها كان يعمل بكل جهد برفقة الجنود والتشكيلات العسكرية على سد ثغرة الديفرسوار. فى 19 أكتوبر 1973، وهى الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، كان الشهيد صائمًا، عندما اعتلى إحدى التبات، رصدته إحدى دبابات العدو وقامت بإطلاق القذائف تجاهه فأصابته إحدى الشظايا فى القلب، حاملًا سلاحه وجهازه اللاسلكى.