مثل العديد من الأزواج الذين يترقبون يوم زفافهم، شعر آشلي روبنسون بالتوتر قبل يومه الكبير، وعندما بدأ يعاني من مشكلات في المعدة، صدّق الأطباء الذين أكدوا له أن الأمر لا يتعدى كونه إجهادًا مرتبطًا بالزفاف، لكن الحقيقة كانت أشد قسوة مما كان يتصور، فقد كان الرجل البالغ من العمر 35 عامًا يعاني من سرطان القولون، حيث نما ورم بحجم برتقالة داخل جسده، بحسب dailymail. بدأت رحلة روبنسون مع المرض في مايو الماضي، عندما لاحظ وجود دم في برازه، اتصل بطبيبه العام، لكنه تلقى تطمينات بأن الأمر "ليس خطيرًا" وسيمر خلال أسبوع أو نحو ذلك. غير أن الأمور أخذت منحى أكثر خطورة بعد شهر واحد فقط، عندما فقد كميات هائلة من الدم بشكل مفاجئ، ما دفعه إلى التوجه إلى قسم الطوارئ، لكن الأطباء هناك رفضوا فكرة إصابته بالسرطان، مؤكدين أنه "أصغر من أن يُصاب به"، واكتفوا بتشخيص حالته على أنها مجرد بواسير. الاكتشاف المروع بعد الزفاف بعد زواجه في يوليو، بدأ روبنسون يفقد الوزن بسرعة مذهلة، حيث خسر نحو 12.7 كجم في أسبوع واحد فقط. عندها، شعرت زوجته ياسمين (27 عامًا) بالقلق الشديد، وقررت اتخاذ خطوة حاسمة. اقرأ ايضا|دراسة: «الزبادى» يساعد فى خفض خطر الاصابة بسرطان القولون توجهت إلى عيادة الطبيب العام، وواجهت الأطباء بغضب، مطالبةً بإجراء فحوصات شاملة لزوجها، وبعد إصرارها وافق الأطباء أخيرًا على إحالة روبنسون لإجراء منظار القولون. كانت النتيجة صادمة: ورم بحجم البرتقالة في القولون، وتشخيص بسرطان القولون في المرحلة الرابعة، ما يعني أنه انتشر بالفعل إلى الكبد. الصدمة والأمل في العلاج وصف روبنسون لحظة تلقيه الخبر بأنها كانت "أسوأ ما يمكن أن يسمعه في حياته"، مشيرًا إلى أن الصدمة كانت مدمرة لزوجته. بدأ فورًا العلاج المناعي، وهو علاج يساعد جهاز المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها، وبعد فترة من العلاج، فوجئ الأطباء بأن الورم قد تقلص بنسبة 90%، وهو تطور مذهل لم يكن متوقعًا. يقول روبنسون: "حتى طبيب الأورام الخاص بي كان مصدومًا، لقد كانت سعيدة للغاية". لكن رغم ذلك، لا يستطيع إخفاء شعوره بالإحباط، إذ يعتقد أنه لو تم تشخيصه في مايو، قبل أن ينتشر السرطان إلى الكبد، لكان بإمكانه الحصول على علاج أكثر فعالية. ويضيف: "كنت أعلم أن هناك شيئًا خاطئًا في جسدي، لكن لم يكن أحد يريد الاستماع إليّ". ارتفاع مقلق في حالات سرطان الأمعاء بين الشباب تأتي قصة روبنسون في وقت يحذر فيه الخبراء من ارتفاع مقلق في حالات سرطان الأمعاء – بما في ذلك سرطان القولون – بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، وهو اتجاه بات يثير حيرة الأطباء في جميع أنحاء العالم. ورغم أن معظم الحالات لا تزال تُشخص لدى من تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، فإن عدد التشخيصات بين البالغين الأصغر سنًا ارتفع بنسبة 50% خلال الثلاثين عامًا الماضية. ويُعتقد أن هناك عدة عوامل قد تكون وراء هذا الارتفاع، بما في ذلك السمنة، والاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، والإشعاعات المنبعثة من الهواتف المحمولة، وحتى الجزيئات غير المرئية من البلاستيك في مياه الشرب. كما يلفت بعض العلماء الانتباه إلى دور الأطعمة المصنعة بشدة كعامل محتمل. أهمية التوعية بالأعراض يصيب سرطان الأمعاء حوالي 44,000 شخص سنويًا في المملكة المتحدة، و142,000 شخص في الولاياتالمتحدة، مما يجعله رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا في كلا البلدين. تشمل أعراض المرض تغييرات في حركة الأمعاء، مثل الإسهال أو الإمساك المستمر، الحاجة إلى التبرز أكثر أو أقل من المعتاد، ووجود دم في البراز، كما تشمل الأعراض الأخرى آلام البطن، وظهور كتلة في المعدة، والانتفاخ، وفقدان الوزن غير المبرر، والشعور المستمر بالإرهاق. ويحث روبنسون الجميع على عدم تجاهل الأعراض التي قد تبدو بسيطة، قائلاً: "إذا شعرت أن هناك خطبًا ما في جسدك، لا تتجاهل الأمر ولا تدع أحدًا يقنعك بأن كل شيء على ما يرام، اطلب الفحوصات، وكن مُصرًا على الحصول على إجابات".