نجحت مصر في قيادة القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لترسم ملامح موقف عربي حازم تجاه التطورات الخطيرة التي تواجه القضية الفلسطينية. جاءت هذه القمة غير المسبوقة لتعبر بوضوح عن تكاتف عربي طال انتظاره، في مواجهة مخططات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ورفض كافة الأطروحات التي تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي في فلسطين. أكد البيان الختامي للقمة على الرفض القاطع لكافة المشروعات التي تسعى إلى تهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن أي محاولات لفرض هذا الواقع مرفوضة تماماً من الدول العربية، لما تمثله من تهديد وجودي للشعب الفلسطيني، وانتهاك صارخ للمواثيق والأعراف الدولية. جاءت هذه الرسالة العربية لتضع حداً واضحاً لأي محاولات تستهدف زعزعة استقرار المنطقة وإفراغ الأراضي الفلسطينية من سكانها لصالح الاحتلال الإسرائيلي. ما ميز هذه القمة هو أنها أظهرت قدرة الدول العربية على اتخاذ موقف جماعي موحد، في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات غير مسبوقة. هذا التضافر العربي يعكس وعياً جماعياً بأن أي محاولات لفرض حلول غير عادلة للقضية الفلسطينية لن تكون مقبولة، وأن الدول العربية تقف صفاً واحداً في مواجهة المخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي. في ظل غياب أي مساءلة دولية، تستمر إسرائيل في اتخاذ إجراءات أحادية الجانب، ضاربة بعرض الحائط القوانين الدولية والقرارات الأممية. وهو ما دفع الدول العربية خلال القمة إلى التأكيد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، لوقف الممارسات الإسرائيلية التي تنتهك حقوق الفلسطينيين، وتؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة. قيادة مصر لهذه القمة تعكس دورها الريادي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والتصدي لمحاولات فرض حلول غير عادلة على الشعب الفلسطيني. فقد أكدت القاهرة مراراً أن السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية. القمة العربية الطارئة في القاهرة حملت رسالة واضحة إلى العالم، بأن القضية الفلسطينية ليست شأناً إقليمياً فحسب، بل قضية عدالة وحقوق مشروعة، وأن أي محاولة لفرض واقع جديد لن تجد إلا الرفض والتصدي العربي الجماعي. بهذا، استطاعت مصر أن تجمع الصف العربي، في موقف موحد يُعيد التأكيد على أن الحقوق الفلسطينية غير قابلة للمساومة، وأن أي محاولات لتغيير معادلة الصراع لن تمر دون مواجهة. [email protected]