شن الاحتلال الإسرائيلى أمس غارات محدودة على قطاع غزة الأعزل ، بدا أن هدفها الضغط على حركة حماس للقبول بمقترح أمريكى بتمديد المرحلة الأولى من الصفقة، وقد هددت إسرائيل باستئناف عدوانها الإرهابى على القطاع فى حال تم رفضه. وأفادت تقارير أن فلسطينيين استشهدا برصاص جيش الاحتلال وسط رفح ، كما شن الجيش الإسرائيلى قصفا مدفعيا على منطقة كرم أبو معمر شمال شرقى مدينة رفح، وكذلك على منطقة المواصى شمال غربى مدينة خان يونس جنوبى القطاع مما أسفر عن إصابات. اقرأ أيضًا | حماس: الاحتلال يستخدم المساعدات "ورقة ضغط" ويشمل مقترح المبعوث الأمريكى «ستيف ويتكوف» الإفراج عن نصف المحتجزين الأحياء والأموات خلال اليوم الأول من الاتفاق، الذى يستمر 50 يومًا، وفى اليوم الأخير إطلاق سراح المجموعة الثانية من المحتجزين وإعادة جثث المتبقين ، وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين رسميًا السبت الماضى، وكان من المفترض قبل انتهائها أن تكون مفاوضات المرحلة الثانية قد بدأت، وهو ما لم يحدث. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى بيان إن اجتماعا أمنيا للحكومة قرر أن تعتمد إسرائيل الخطوط العريضة التى قدمها مبعوث الرئيس الأمريكى، «ستيف ويتكوف»، لوقف إطلاق النار المؤقت خلال فترة رمضان وعيد الفصح وتتضمن تمديد المرحلة الأولى. ووفقا للاتفاق، يمكن لإسرائيل العودة إلى القتال إذا شعرت أن المفاوضات غير فعالة. وبحسب البيان، فقد تم دعم هذا البند برسالة جانبية من الإدارة الأمريكية السابقة وحصل أيضا على دعم إدارة ترامب»، وكانت تقارير قد كشفت عن مواجهة حادة تخللتها إهانات وشتائم بين مسئولين أمنيين كبارا ووزراء شهدها الاجتماع بسبب إدارة ملف الأسرى والقتال ضد حركة حماس. وحذر البيان من أن «إسرائيل ستتخذ خطوات إضافية إذا استمرت حماس فى احتجاز الأسرى». وكانت حماس قد رفضت المقترح الأمريكى وأعلنت أنها لن تُطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين المتبقين إلا بموجب شروط الاتفاق المرحلى المتفق عليه بالفعل. وردا على ذلك، قررت حكومة بنيامين نتنياهو، إيقاف دخول كافة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فى مستهل إجراءات أخرى. وكشفت قناة «كان 11» مساء أمس أن ما أسمته خطة «الجحيم» التى وضعتها الحكومة الإسرائيلية لغزة قد تبدأ خلال أيام. وتتضمن الخطة بحسب القناة العبرية إخلاء سكان غزة من الشمال إلى الجنوب، وانقطاع المياه والكهرباء، والعودة الكاملة للقتال بالمعدات والأسلحة التى تلقتّها إسرائيل من الولاياتالمتحدة. وهدد مسئولون إسرائيليون فى تصريحات لصحيفة «جيروزالم بوست» بأنهم أعطوا حركة حماس بضعة أيام فقط؛ من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح محتجزين إضافيين، ولكن كبار المسئولين الإسرائيليين يعتقدون أنه من غير المتوقع أن تعود إسرائيل إلى القتال خلال الأيام القادمة، حتى يصل «ويتكوف» بعد غد الخميس حيث يمكن أن يضغط للتوصل إلى مخطط آخر. من جهتها، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير الطاقة الإسرائيلى إيلى كوهين قوله أن لدى إسرائيل عدة وسائل للضغط، ومع ذلك ستمنح المبعوث الأمريكى «ويتكوف» والوسطاء فترة زمنية معينة لتقديم مقترح جديد. من جانبه، دعا السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى الاستئناف «الفورى» لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كما دعا الاتحاد الأوروبى إلى استئناف سريع للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار فى القطاع. وعلق تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن مخطط «ويتكوف» يلبى مطالب إسرائيل بالكامل، لأنه يسمح بالإفراج عن الأسرى على مرحلتين ويؤجل الحاجة إلى إعلان إسرائيل عن وقف إطلاق نار دائم بضمانة أمريكية. وبالنسبة لنتنياهو، فإن المخطط له ميزة إضافية، سياسية، لأنه يعفيه من المواجهة مع حلفائه من اليمين ويسمح بالموافقة على ميزانية الحكومة هذا الشهر حيث إنه إذا لم تتم الموافقة على الميزانية هذا الشهر، فإن الحكومة، وفقًا للقانون، ستسقط وسيتم الإعلان عن انتخابات مبكرة.