وسط جمود أصاب المفاوضات الخاصة بالمرحلة المقبلة من اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وعودة شبح الحرب ، أمر رئيس وزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وقف دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذى اعتبرته حماس «تجويعاً لأهالى القطاع». وقال مكتب نتنياهو إنه تقرر وقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة، بذريعة رفض حركة حماس قبول خطة المبعوث الأمريكى «ستيف ويتكوف» بشأن تمديد المرحلة الاولى ووقف إطلاق نار فى غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح. اقرأ أيضًا | «حماس» تُطالب بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وأضاف المكتب أن إسرائيل «لن تسمح بوقف إطلاق النار دون الإفراج عن المختطفين، محذرا من «عواقب أخرى فى حال استمرت حماس فى رفضها». وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الحكومة أمرت الجيش بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة. جاء ذلك بعد ساعات من موافقة نتنياهو على مقترح ويتكوف ، الا ان حماس رفضت المقترح وطالبت ببدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار مع إسرائيل الذى دخل حيز التنفيذ فى 19 يناير الماضي. وكشف موقع «أكسيوس» الأمريكى عن تفاصيل المقترح الذى قدمته الولاياتالمتحدة حول غزة، والذى يهدف إلى تهدئة الوضع فى القطاع. وفقًا للموقع، ينص المقترح الأمريكى على تمديد وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا اضافية، لإجراء مفاوضات على وقف دائم لإطلاق النار. كما ينص المقترح على إطلاق سراح 10 محتجزين أحياء فى اليوم الأول لتمديد وقف إطلاق النار. فى المقابل، اتهمت حماس نتنياهو بمحاولة التنصل من الاتفاق بعد موافقته على المقترح الأمريكي، ووصفتها بأنها «محاولة مفضوحة» للالتفاف على التفاهمات. واعتبرت حماس قرار نتنياهو بوقف المساعدات هو ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق. ونفت حماس مزاعم الاحتلال بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار قائلا إنها هى ادعاءات مضللة لا أساس لها. وطالب الوسطاء والمجتمع الدولى بالتحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية بحق نحو مليونى إنسان بغزة. وأكد حماس على أن السبيل الوحيد لاستعادة أسرى الاحتلال هو الالتزام بالاتفاق والدخول الفورى بمفاوضات بدء المرحلة الثانية. وأضافت أن «سلوك نتنياهو وحكومته يخالف بوضوح ما ورد فى البند 14 من الاتفاق، الذى ينص على أن جميع الإجراءات الخاصة بالمرحلة الأولى تستمر فى المرحلة الثانية. من جهته، أعلن المكتب الإعلامى بغزة أن منع إدخال المساعدات يعنى حرب تجويع للسكان الذين يعتمدون كليا على المساعدات. ودعا المكتب الاعلامى الوسطاء بالضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته بموجب الاتفاق، مطالبا بموقف عربى إسلامى موحد وموقف دولى صارم للضغط على الاحتلال لوقف جريمة التجويع. وفى دعوة صريحة إلى مواصلة الإبادة بحق الشعب الفلسطينى فى غزة، أكد وزير الأمن القومى الاسرائيلى السابق إيتمار بن غفير على ضرورة استخدام سياسة التجويع حتى عودة آخر المختطفين. وشدد بن غفير على أنه الوقت المناسب لفتح أبواب الجحيم وقطع الكهرباء والمياه والعودة إلى الحرب. أما وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش فأكد أن وقف تدفق المساعدات إلى غزة يمثل «خطوة فى الاتجاه الصحيح»، مشددا على ضرورة استمرار الحصار. فى الوقت نفسه، قالت القناة ال12 الإسرائيلية إن هناك تجمعات لمتظاهرين أمام منازل أعضاء الائتلاف الحكومى الإسرائيلى احتجاجا على عدم بدء المرحلة الثانية من الاتفاق. أما صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية فقالت إن محتجين يتظاهرون قبالة منازل عدد من وزراء الحكومة مطالبين باستمرار تنفيذ الاتفاق وتبادل الأسرى. وطالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة بالتخلى عن مقترح ويتكوف والعودة إلى مخطط ترامب. ميدانيًا، صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلى من خروقاتها لملف وقف إطلاق النار مع الساعات الاولى لنهاية المرحلة الاولى. واغلقت إسرائيل معبر كرم ابو سالم المخصص لدخول البضائع. وفتحت قوات الاحتلال نيرانها على الفلسطينيين فى عدة مناطق بالقطاع مما اسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين واصابة 5 آخرين.