عاهدناه أحد العناصر المظلومة فى تركيبة الكرة المصرية، رغم غياب نجمه خلال الأربعة عشر عامًا الماضية، ونزول المستوى المُقدم من جانبه مما جعله يغيب عن المشهد، إلا أن إهماله، وعدم تعزيز تواجده وتطوير ما يقدمه سيعود بالضرر على مستقبل مسابقتنا المحلية في الساحرة المستديرة.. المدرب المصري هو بيت القصيد، الذى اعتاد على أن يكون جزءًا مهمًا من إنجازات منتخباتنا والكرة المصرية على مدار عقود، مر بعدها بفترة من تباين التواجد وعدم الاستقرار وانعدام الثقة تجاهه من قبل الجماهير.. حاليًا يعيش المدرب الوطني فترة مختلفة من خلال مسابقة الدوري الممتاز، فإلى أبرز الأسماء وواقع التطور: ◄ طفرة وسط الجدول هناك حالة تطور ملحوظة لعدد من الفرق بالدورى، جميعها تحت قيادة فنية لمدرب مصرى، واللافت للانتباه أنهم فى وسط الجدول.. والأرقام التالية ستكون حتى الجولة الخامسة عشرة. على الرغم من رحيله.. عاش علي ماهر فترة من التألق مع فريق المصري البورسعيدي والذى بدأ به منذ سنوات خلال المواسم السابقة من حيث الأرقام، هذا الموسم مع المصرى البورسعيدى قبل رحيله إلى سيراميكا وبعد انتصاف عدد أسابيع المسابقة ترك ماهر الفريق فى المركز الخامس، بفارق نقطة وحيدة عن المركز الرابع الذى أنهى به موسمه الماضى وتأهل من خلاله لبطولة الكونفيدرالية. قدم ماهر كرته الهجومية المعتادة، نجح فى التأهل لدور الثمانية الإفريقى، ونجح فيما مضى من الدورى فالفوز على بيراميدز والزمالك وخسر أمام الأهلى بصعوبة، حتى إن هناك اندهاشًا من البعض بقرار رحيله فعلى الرغم من تراجع النتائج مؤخرًا إلا أنه قدم الفريق البورسعيدى بهوية جيدة ونتائج مقبولة.. ويقود المصرى حاليًا المدرب التونسى أنيس بوجلبان لاعب الأهلى السابق.. وفى نموذج آخر ناجح، حتى الجولة الخامسة عشرة، تواجد البنك الأهلى مع مدربه طارق مصطفى فى المركز الرابع، الذى يقدم كرة متنوعة، ويعدد محاور القوى الهجومية لديه. تعادل طارق مع الأهلي هذا الموسم سلبيًا، وفى الموسم الماضى حقق نتيجة إيجابية أمام الأهلى أيضًا بالفوز عليه 3/4. يُعد نجم الزمالك والمنتخب الوطنى السابق، من أبرز الأسماء التدريبية الوطنية خلال السنوات الأخيرة، وكانت له تجربة مميزة مع أكثر من فريق فى الدورى المغربى. وفى تجربة أخرى توقفت رغم نجاحها.. قدم فريق سيراميكا كليوباترا، مع مدربه المميز أيمن الرمادى والذى بات من أبرز مدربى الدورى والفرق المصرية منذ سنوات مشوارًا مميزًا.. ترك الرمادى فريق سيراميكا قبل رحيله فى المركز السابع وبفارق أربع نقاط فقط عن الرابع.. وكان فى المربع الذهبى فترة ليست بالقليلة مما أقُيم من المسابقة المحلية. منذ أن تولى الرمادي مهمة تدريب فريق أسوان وهو جاذب لأنظار الجميع، إلى أن نجح فى تقديم مستوى ثابت خلال فترته مع سيراميكا. يُعد سيراميكا من أكثر الفرق تقديمًا للوجبة الدسمة من الجانب الهجومي، ونجح الرمادي في توظيف أكثر من لاعب بهذا الشق مثل: بلحاج وقندوسي وزلاكا وغيرهم. وكان الرمادي يمتلك تجربة مميزة فى الدورى الإماراتي نال حينها الإشادة من الأسطورة الراحل دييجو أرماندو مارادونا الذى كان يُدرب وقتها فى نفس الدورى.. كما أنه تُوج مع سيراميكا ببطولة كأس الرابطة.. والآن تبدأ رحلة الفريق مع ماهر المنتقل حديثًا من المصرى. وفي المركز السادس يأتى حرس الحدود مع مدربه محمد يوسف الذي تُوج من قبل بدوري الأبطال مع الأهلي. ويُعد يوسف من مفاجآت الدورى السعيدة للمدرب المصري، فى ظل عدم تواجد خبرات فى تشكيلته مع متوسط أعمار صغير نسبيًا. يوسف حقق نتائج إيجابية فى 10 مباريات من أصل 15 بالفوز فى 6 والتعادل بأربع، ويُعد بعيدًا ولو بشكل مؤقت عن المراكز المؤدية للهبوط. وفي المركز الثامن يأتى طلائع الجيش مع مدربه المجتهد عبد الحميد بسيوني.. وفى المركز الحادى عشر، يأتى إحدى مفاجآت الدورى، بتروجت الصاعد هذا الموسم للممتاز بعد غياب سنوات.. ورغم أنه يبدو كمركز متأخر إلا أن الفارق بينهم وبين المركز الثامن نقطة وحيدة. يمتلك الفريق عددًا من اللاعبين المميزين لكنهم ظهروا بهذا التألق الفنى لتواجد مدرب مميز مثلهم وهو سيد عيد.. ومن ضمن المفاجآت الجيدة بالدورى حتى الآن، أحمد خطاب المدير الفنى لفاركو، نجح فى الموسم الماضى بإنقاذ فريقه من الهبوط، وحتى الآن يسير بشكل جيد فى المركز العاشر.. وحقق نتيجة إيجابية مع الأهلى بالتعادل معه 1/1. ◄ اكتساح رقمي يستحوذ المدرب المصري على تدريب أندية الدوري.. فمن أصل 18 ناديًا يوجد 12 منها بقيادة فنية محلية مقابل ستة أجانب.. وال 12 جاءوا على النحو التالى: علي ماهر مع سيراميكا.. طارق مصطفى مع البنك الأهلي.. محمد يوسف مع حرس الحدود.. سيد عيد مع بتروجت.. أحمد خطاب مع فاركو.. طلعت يوسف مع الاتحاد.. عبد الحميد بسيونى مع الطلائع.. أحمد سامى مع سموحة.. مجدى عبد العاطي مع زد.. علاء عبد العال مع الجونة.. محمد إسماعيل مع إنبى.. عماد سليمان مع الإسماعيلى.. بينما يتواجد الأجانب كالتالي: كولر مع الأهلي.. وبيسيرو مع الزمالك.. وعبد الحق بن شيخة مع مودرن.. ويوريشيتش مع بيراميدز.. وبابا فاسيليو مع الغزل.. وبوجلبان مع المصري. ◄ اقرأ أيضًا | خريطة تغيير المدربين في الدوري المصري بعد 15 جولة| 8 أندية ترفض الاستقرار ◄ تواجد قوي وفي إطار المنتخبات الوطنية بأعمارها السنية الثلاثة، هناك ثلاثة مدربين وطنيين وهم: حسام حسن فى المنتخب الأول، أسامة نبيه فى منتخب الشباب، أحمد الكاس فى منتخب الناشئين. وكان المنتخب الأوليمبى يقوده البرازيلى ميكالى الذى تأهل به لأوليمبياد باريس وحصل خلالها على المركز الرابع، ثم تولى مهمة منتخب الشباب وتأهل بهم لكأس الأمم قبل أن يرحل ويأتى نبيه بدلاً منه.. وكان الكاس أيضًا قد تأهل لكأس الأمم فى مرحلته السنية، كما فعل ذلك حسام مع المنتخب الأول. ◄ التطوير ضروري كان هناك اعتياد على دورة معتادة للمدربين المصريين ولعل أشهرها: دورة لايبزيج فى ألمانيا، وهو الأمر الذى يجب أن يعود بقوة ويتم المواظبة عليه من خلال اتحاد الكرة كل موسم باختيار مدربين وطنيين واعدين ويتم إصقالهم بما هو جديد فى الكرة حتى يكونوا مستعدين لتولى المهمة حينما تأتيهم الفرصة خاصة فى المنتخبات الوطنية، ولا يبحثون فقط عن النتائج، بل تطوير شخصية اللاعب المصري. ومن ضمن النقاط المهمة الواجب النظر إليها، هى تألق المدرب الوطنى فى دول شمال إفريقيا وبالتحديد المغرب، مثلما تولى المغربى الركراكى تدريب المغرب فى كأس العالم 2022 وحصل على المركز الرابع كأفضل إنجاز عربى إفريقى بالمونديال. وكان الركراكى قد حصل على دورى الأبطال مع الوداد أمام الأهلى من قبل، وفعلها أيضًا الحسين عموتة أمام الأهلى فى 2017، وكان عموتة قد وصل مع منتخب الأردن لنهائى كأس آسيا فى نسخته الأخيرة قبل أن يخسر النهائى أمام قطر. وهناك أيضًا التجربة التونسية، التى تعتمد من حين لآخر على مدرب وطنى للأندية والمنتخبات، وتولى مؤخرًا سامى الطرابلسى تدريب نسور قرطاج والذى جاء خلفًا لمواطنه فوزى البنزرتى. وكان الترجى آخر الفرق التونسية المتوجة بدورى الأبطال عامى 2018 و2019 بمدرب وطنى وهو معين الشعبانى. أما الجزائر، فآخر تتويج لها بكأس الأمم كان فى 2019 التى أقُيمت بمصر، مع مدرب وطنى وهو جمال بلماضى. ◄ ابتعاد القطبين يُعد تولى المدرب الوطنى مهمة تدريب الأهلى والزمالك بعيدة تمامًا عن رغبة الإدارات والجماهير، وذلك بسبب الضغوط الكبيرة التى تقع على من يتولى مسئولية أحدهما، وبالطبع إن تم تجاوز هذا الأمر يومًا ما سيكون أفضل لتوفير عملة صعبة، والإحساس بمشاعر الجماهير بشكل أكبر.